بِسْمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ
صيحاتُ الأباةِ
أصواتُهم كانت تشفّ عن وجوهٍ مُبتَسِمَةٍ ...
سَمِعتُهم يرَدّدون تكبيراتِ العيدِ, ثمّ يُنشِدُونَ مُخاطبينَ أمّهاتِهم: أُعذُريني يا بَعِد روحي اعذريني, لكنِ الجنّة تِناديني تَبِيني ...
و كمْ كانَ صَعباً عليّ أن أصدّق أنّهم في طريقِهم للقاءِ فوجٍ مِنَ الجُنودِ الّذينَ لاَ يُقهَرُون !
سيّارتا (بك-أب) كانتا تقلاّن أولئكَ الشّبابَ الرّائعين, بكلّ ما تحمل الكلمةُ من معنىً. و في طريقِهِم, و قبل وصولِ موقع سيطرةِ الاحتلالِ الأمريكيّ, نبّه المُجَاهِدُونَ سَائقَ إحدى السّيّاراتِ المَدَنيّةِ إلى الابتعادِ حَتَّى لاَ يتعرّضَ للأذى, فخفّفَ مِنْ سُرعتِهِ و رَدّ عَلَيهِم بالشّكر, هذه هي أخلاقهم و أخلاقُ كلّ المجاهدين, و لن يضرّهم عند الله و عندَ النّاسِ شيئاً أن يزعمَ غيرَ ذلكَ الإعلامُ الغَربيّ ... و أبواقُهُ مِنَ الكتّابِ و الصُّحُفِ و القنواتِ (العربيّة) !!
انتحاريّون ...
و مغرّرٌ بهِم, و يقاتلونَ الأمريكيّينَ المُعاهَدينَ على أرضِ الرّافِدَين .. لا شكّ أنّهم يُلقونَ بأيديهم إلى التّهلكةِ ! ...
عَلَى أَرِيكَةٍ مُريحةٍ و مِن تَحتِ مُكيّفٍ فاخِرِ النّوعِ, شَخصٌ ما كَانَ يُردّدُ تلكَ الأسطوانةَ المشروخة, لكن أصحابنا لم يسمعوهُ .. لأنّ اشتباكَهم مع رَتلِ المحتلّينَ كان قد وصل إلى مرحلةِ اللاّعودة ...
لحظاتٌ صَعبَةٌ, و لا يُمكنُ تصديقُها لو أنّها لم تُوثّق بالصّور !
ترجّل الفُرسانُ منَ السّيارَتينِ ليُواجهوا الهَمَرَ الأمريكيّة مسلّحين بإيمانِهم و بِبَعضِِ الأسلحةِ الخَفِيفةِ ... خَلت ساحةُ المعركةِ من أيّةِ سواترَ بينَ الطّرفينِ ... علا أزيزُ الرّصاص و صوتُ التّكبيرِ ... تهشّم زجاجُ الهَمَرِ الأمريكيّةِ ... و ما زالَت الكامِيرَا تنقُلُ الصُّورةَ كامِلَةً ...
دقائقُ معدودةٌ .. شَهِدتْ فيها رِمالُ بغدادَ مصرعَ كلّ الجنودِ الأمريكيّينَ المتواجِدِينَ في تلكَ السّيطرة, و قد كانَ بينَهم ضابطٌ كبيرٌ. و غَنِم المُجاهِدونَ, أبطالُ الإسلامِ, أسلِحةَ أعدائهِم تأسّياً برسولِهم القائل : (و جُعِلَ رِزقي تَحْتَ ظِلِّ رُمحي).
عادَ المُجاهِدونَ إلى أهلهم فرحينَ بنصرِ الله و باستشهادِ أحدِ إخوتِهم في تلك المعركةِ غيرِ المتكافئة !, و لم ينسوا بثّ فرحتهم و نصرِهِم إلى أمّتهم في هذا الشّريط:
يُرجى نشر الموضوع على البريد الإلكترونيّ لكلّ الشَّبابِ العربِ و المُسْلمِين