ذلِكَ المَمّرُ الضَيقْ والـ يَفتقِدُ أيَّ وَجهٍ لِلحَياة
لا يَحمِلُ سِوىْ حكَايَا البَائِسينْ الرَاقِدُينَ بِمَوتٍ عَلىْ أطرَافِ المَمّرْ
وَ دُمُوعُ الكَهلِ الذَيِّ يِجَاوِرُ نَافِذةً عفَا عَليِهَا الزَمَنْ و اسِوَدَّتْ جَوانِبُهَا .. لا يُفارِقُهَا كَـ دُمُوعِهْ
.
.
لمْ يتَغِيَّرْ شَيّءْ
صَدِقنِيْ .. لَمْ يتَغيَّرْ شَيّءْ مُذْ رَحِيلكَ عَنهُمْ
أتَعلمْ ؟ .. نَاشَدتُ تِلكَ العَجُوزْ التَيّ تَعرِفُهَا مَا فَتِئتْ تَحِيكُ لِلبَائِسينَ هُنا عَزفًا حَزِينًا ، سَألتُهَا أنّ تَكُفَ عَنْ الوَجَعِ الذَيّ تَصنَعُهْ
ولمْ تَفعَلْ !
كَانتْ تَعلَمُ أنَّ البُكَاءَ لنْ يُعِيدَ الرَاحِليَّنَ و المُغَادِرِينْ .. لَكِنْ !
.
.
بَقِيتُ أبَكِيّ عَلىْ أعتَابِ بُؤسِهِمْ : انِطَلِقُوا .. لا يَزَالُ بَابُ الفَرَحِ مَفتُوحًا عَلىْ مِصَراعِيهْ
يَنتَظِركُمْ ، يَنتَظِركُمْ فَقطْ .. وَ لَكِنْ !
.
.
مَرّتْ مِنْ جَانِبيّ ذَاتَ هَذيانٍ فَتاةٌ خَائِفَةْ .. تَجرِيّ مُسرِعَةً لِتَجتَازَ مَمْرَّ " المَوُتِ " سَرِيعًا .. خَوفًا مِنْ أنّ يَخطِفهَا ذَلكَ المَمَّرَ المُوحِشَ مَعهُمْ .. لِمِشنَقةٍ البُؤسْ
سقَط َمِِنْ فَرطِ عَجَلِهْا جُورِيَّةٌ بَيضَاءْ
لمْ أفعَلْ شَيئًا سِوُىْ أننَّيْ تَبَسَمتُ لِوُجُودِ شَيّءٍ عَلىْ قَيدِ الحَياةٍ هنُا غَيري !
َرمىْ أحَدُ القَانِطِينَ صَخرةً سَحقَتْ جَمِيعَ مَعالِمِ الجُورِيَّة , و سَحقَ مَعهَا الحَياةْ !
حِينَهَا عَلِمتُ أنَّ البُؤسَ فِي قُلوُبِهمْ
و هُمْ لا يَرغَبُونَ اِزَالتَهْ !
.
.
جَررْتُ خُطَايَّ المُثقَلةْ / المُتعَبة و صُوتٌ يَدوُيّ فِي أذُنِيّ :
اهُرُبْ مِنْ هُنا قَبلَ أنّ تَمُوتَ مَعَهُمْ !
،
وَ بَقِيتُ خَيالا مُغتَرِبًا يَهِيمُ عَلىْ وُجهِهْ !
*
* يُتَبَعَ .. اَلرَجَاَءَ عَدمَ اَلَرَد ..! *
اِنَتَظِرُوُنِيَ هُنَا ..,! *