الكاتب علي الموسى جريدة الوطن بتاريخ الاربعاء 26/4/1430هـ بجريدة الوطن
نظرية إدارية: الديك والدجاجة
يسألني صاحبي ـ وما أكثر أسئلة صاحبي هذه الأيام ـ عن قصة مقال قديم وأنا يومها كنت في ـ ابتدائيات ـ الكتابة، وصلبه كان عن نظريتي الإدارية التي أظن أنها حق حصري أحمل لنفسي علامته المسجلة. النظرية هي الديك والدجاجة، وفيها قلت إن سعادة المدير العام أو رئيس القسم أو الدائرة يعمد على الدوام إلى اختيار الأضعف من الحلقة الإدارية في جهازه ليهيئه ليكون في مكان الرجل الثاني بالإدارة كي يضمن هذا الديك أن يكون متفردا وحيدا على سدة القرار وما لسعادة الوكيل من صوت إلا البصمة والموافقة ـ لكن الكارثة الإدارية حين يرحل هذا الديك بالنقل أو التقاعد لتقفز الدجاجة التي كانت وكيلا إلى سدة القرار. تتحول فجأة إلى ديك جديد، ولأنها قد أتقنت قواعد اللعبة فإنها تطبق ذات المنهج الإداري حذو الريش بالريش فتختار لها دجاجة جديدة تحل مكانها وهكذا تكون الدورة الإدارية: دجاجة خلف دجاجة مع الفارق حين تتحول الواحدة تلو الأخرى على الكرسي الكبير إلى ديك فاقع اللون.
ولست بالذي يلوك الأفكار التي كتبت من قبل وإن كنت متأسفا أنني أضعت عليكم نصف المساحة في كتابة قصة قديمة، لكن سؤالي: كم هم الأشخاص الذين يمتلكون في مواقعنا الإدارية المختلفة شجاعة إعطاء الفرصة للشخص الأقوى، وللموظف صاحب الرؤية الواضحة الصريحة؟ كم هم الأشخاص من أصحاب السعادة الذين لا يخشون مزاحمة الأفكار الجريئة من بعض الطواقم الإدارية في أجهزتهم ولا يرتعدون من الجلوس على طاولات الحوار والاجتماعات الإدارية في مواجهة الرؤية المختلفة؟ كم هم الأشخاص الذين يذهبون لمناصبهم ولا يفتعلون قصة الديك والدجاجة؟ السؤال الذي أرجو أن يتحمله الجميع: كم هم الأشخاص الذين وصلوا إلى مكان الديك دون أن يمروا بطور ودور الدجاجة؟ كم هم الذين مروا بهذه الأدوار منذ أن كتبت نظريتي آنفة الذكر قبل أربع سنوات من اليوم؟ بل كم هم الأشخاص الذين سيقرؤون هذه المقالة الطارئة الناشئة، إما دون أن يرف لهم جفن، وإما أن يتحسسوا مواقع ـ العرف ـ أو الريش أو الأصابع المشبوكة!!