خرج الصحفي السعودي الأكثر تفرداًُ في الآونة الأخيرة سلطان القحطاني مدير تحرير صحيفة إيلاف الالكترونية عن المألوف وأوقد الخلاف بين محبي نادي النصر السعودي ، وأقرانهم في نادي الهلال ، من خلال مقالته التي وجهها لرئيس نادي النصر فيصل بن تركي طالباً منه ترك النصر ، والمسارعة بالالتحاق بالركب الهلالي قبل فوات الأوان .
حيث انهالت عبارات المديح من جهة ، وعبارات النقد والاستهجان من جهة أخرى ، على الزميل سلطان القحطاني ، الذي لم يكن يدر بخلده أن رسالته العاجلة لسمو أمير النصر ستعيد الضوضاء الهلالية والنصراوية من جديد ، بعد أن هدأت عقب أيام قلائل تلت القمة المشتعلة في العاصمة الرياض .
القحطاني وصف في مقالته النصر بالنادي المصاب بالزكام، والرشح، والتعثر المستمر؛ وقال عنه " كل ما يغرس في النصر ضائع، لأنه لا يمكن أن ينبت "واد غير ذي زرع"، أو يتحول الجدب، إلى واحة خصبة غنّاء! " ، وعاد ليسأل رئيسه " قلي بربك يا سمو الأمير، كيف يمكن أن تقف ضد التطور، والحضارة، والإبداع، والرأسمالية الكروية، لترأس ناد عقيم متهالك، يذكر بالإتحاد السوفيتي وقت احتضاره، ولم يتمكن طوال تاريخه منذ نصف قرن، إنجاب لاعب جديد، غير ماجد عبد الله، الذي قتلتموه، وذهب أدراج الرياح " .
وهو الأمر الذي لم يرق للجماهير النصراوية ، وجعلها تصف القحطاني بالمشجع الهلالي ، وأدى لانتشار روايات عن تلقي القحطاني لتهديدات بالقتل ، ومحاولات الاعتداء .
الوئام سألت الزميل سلطان القحطاني عن صحة تلقيه لتهديدات بالقتل من قبل بعض المحسوبين على جماهير النصر فقال " هذا لم يحدث " وأنا أتواجد في لندن حالياً بعيد عن صخب الشارع الرياضي ، وماحدث هو مجرد رسائل تضمنت عبارات ساخطة ، واتهامات بتشجيع نادي الهلال لا أتبرأ منها بل بالعكس تزيدني شرفا لأن الذي لا يحب الهلال ومحمد عبده والمتنبي انسان على ضلالة وجهل .
وعما إذا كان لديه نية للتراجع عما قال في رسالته لأمير النصر ، قال القحطاني " لازلت عند رأيي بأن فيصل بن تركي يهدر طاقاته في نادٍ محبط لانية له للتقدم أو التطور ، ولازال متوقفاً عند عقبة ماجد عبدالله ولم يستطع أن يصدّر لاعبين جدد" .
اما عن مركز المناصحة الذي تعهد بإنشاؤه وردود الفعل تجاهه قال " بحمد الله شهدت الفترة التي تلت نشر المقال تراجع 43 مشجعاً نصراوياً ، وتوبتهم من تشجيع النصر والالتحاق بقافلة الزعماء ، مضيفاً ساستمر في مناصحة الجماهير النصراوية حتى يثنيها عن الاستمرار في طريق المجهول وانا اعذرهم لأنهم مغررين ولم يختاروا تشجيع النصر بملء إرادتهم. وانا افكر الان في انشاء مركز للمناصحة الرياضية لإعادة الضالين الى تشجيع الهلال وعيش حياة معتدلة". !!
القحطاني لم يخف إعجابه بطموح فيصل بن تركي ، وصبر جماهير النصر ، والتي لازالت تنتظر من فريقها بطولة ، وعن مقولة " الضلال النصراوي " ومدى تأثيرها سلبياً عليه مستقبلاً قال " من لايعشق الهلال فهو ضال في طريق لابطولات فيه ، ولا أمجاد ، ومصيره المزيد من الأمراض النفسية والانهيارات المعنوية " ، وعن تعهده بتدبر عضوية شرفية في الهلال للأمير فيصل بن تركي قال " لازلت عند عهدي الذي سوف أسال عنه يوم القيامة. وفور خروج ابو تركي من النصر سيجد عضوية شرف نادي الهلال جاهزة في انتظاره" .
يشار إلى أن جماهير نادي النصر تداولت مقالة القحطاني على نحو واسع ، ووجهت انتقادات لاذعة له متهمة إياه بأنه تلقى مبالغ مادية مقابل نشرها ، وهو مانفاه مدير تحرير إيلاف في حديثه للوئام .
وهذه رسالة القحطاني لرئيس النصر
صاحب السمو الملكي الأمير،
فيصل بن تركي بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود
رئيس نادي النصر السعودي –
تحية طيبة وبعد..
يحزنني يا سمو الأمير أن أرى كل هذه الطاقات المهدورة، وكل الأحلام التي تمثلها، تنهار، وتتساقط دون رحمة، في كل مباراة يلعبها فريقك، المصاب بالزكام، والرشح، والتعثر المستمر؛ فكل ما يغرس في النصر ضائع، لأنه لا يمكن أن ينبت "واد غير ذي زرع"، أو يتحول الجدب، إلى واحة خصبة غنّاء!
أمير النصر اللطيف، توجه إلى الهلال، وكن هلالياً تسلم، ومشجعاً ترتاح، بدلاً من الاستمرار في هذا الضَلال النصراوي إلى الأبد. ليس من العيب الرجوع عن الخطأ، لكن العيب هو الاستمرار فيه. هكذا تعلمنا من دروس التاريخ، والفكر، والأخلاق.
قلي بربك يا سمو الأمير، كيف يمكن أن تقف ضد التطور، والحضارة، والإبداع، والرأسمالية الكروية، لترأس ناد عقيم متهالك، يذكر بالإتحاد السوفيتي وقت احتضاره، ولم يتمكن طوال تاريخه منذ نصف قرن، إنجاب لاعب جديد، غير ماجد عبد الله، الذي قتلتموه، وذهب أدراج الرياح.
تخيل لو أن "عُطيل" الرياضة السعودية- نسبة لإحدى مخلوقات شكسبير الشهيرة- ونمرها الأسمر، ماجد عبد الله، كان هلالياً، فماذا كان حاله؟ . هل كان سيظل يحلم بحفل اعتزالي كل هذه السنوات الطويلة؟!.
الحديث ذو شجون، ولكن المناصحة إن طالت، تحولت إلى عبء على سامعها، ومدعاة للهجران، وإغلاق الآذان، دون الحق، لذلك أتمنى أن تكون الرسالة وصلت، وأن النصيحة مرت على قلب سموكم، مروراً هادئاً، وخفيفاً. وما هذه الرسالة المرسلة إليكم، عبر هذه الزاوية، علناً، وأمام مخلوقات الله العاقلة، إلا أبلغ دليل على أهميتكم، وأنكم مكسبٌ مهم في الرياضة السعودية، نتمنى له الاستمرار، والتوفيق، ولكن في دروب الإبداع، والتألق الهلالية.
قبل الختام، والسلام، أقول أنني أرسل هذه الرسالة لك إبراء للذمة، ومحاولة للنصح، والإرشاد، قبل أن يفوت الأوان، وتجد نفسك تائهاً في الدروب غير الزرقاء، التي لا تؤدي إلا إلى المجهول. وأود أن أختم بتعهد، سوف أسال عنه يوم القيامة، أمام الله، وملائكته، ورسله، بأن أتدبر لسموكم الكريم، عضوية شرف في نادي الهلال، والتي تساوي، في رأيي، رئاسة ما يسمى بنادي النصر لثلاث دورات متتابعة.
مدير تحرير إيلاف