أكتب هذه الكلمات ولا أجد لها عنوان ولكن فضلت أن يكون العنوان في نصف المشاعر
ما بين التشكي والضحك .. تلك الضحكات التي تنم عن فقدان العقل لما آل إليه العالم
(( فضفض وبشك ))
لا أعرف من أين أبدأ فأنا الآن أقف على بداية الطريق بحذاء ممزق وثوب بالي وشعر منتشر في الهواء وكأنه يطلب من السحب أن تنزل مطرا حتى يعود كما كان ناعماً وحريراً كخامة العباءة المخصره ..
<< تبطي عظم والله لو تطلع اليهود من فلسطين ما صار شعرك ناعم
لقد مللت من نفسي لدرجة أنني قلت لها أن تمكث في الغرفة و أخرج لو حدي من دونها
(( المخ فصل اجل بيخلي نفسه ويطلع لحاله اقروا عليه تكفون ))
لطالما تمنيت أن أتأمل كباقي الخلق عندما ينظرون إلى النجوم .. لقد كنت أسهر النهار بطوله حتى يأتي منتصف الليل لأشاهد النجوم وأتأملها .. لكن عندما تعلم النجوم بخروجي تفر من معدة السماء (( يقصد كبد السماء بس عشانه توه ماكل كبده خلاها معده ))
حتى القمر المستدير الأبيض عندما وقفت أمامه وقلت له معاناتي
أنني شخص يتيم
لطشته أمواج الحياة ليصبح وجهه كأنه وجه عجوز تضع المكياج في سن الثمانين
تحدث رغم صمته طوال تلك السنوات وقال لي
أتعلم ماذا أتمنى في هذه اللحظة ؟؟ .. ابتسمت من جراء حنان القمر وقلت وقد بانت أنيابي التي لعب بها السوس ... ماذا تتمنى ؟؟
قال : أتمنى خروج الشمس بأسرع وقت ممكن حتى تريحني من وجهك
(( الله لا يلوم القمر شعرك موقف ووجهك فيه ست مية لطخه أكيد بيتمنى الشمس تطلع زين ما راح بنفسه ينادي الشمس والا خلى مكانه شاغر ))
أيها القمر أسمعني
إنني محروم من شيء اسمه (( ريموت كنترول )) فعندي تلفاز قد أصابه مس من الجن فهو يرفع الصوت ويخفضه من نفسه
أنه تلفاز من الطراز القديم ذو الأبواب الخشبية
الذي لطالما أرهقني ببرامجه البائسة فعندما أشعله أريد أن أتفرج على ما يسمى بسوبر ستار يخرج لي برنامج عن الحرب العالمية الأولى
وعندما أغير على الموجة الثانية يخرج لي المنتخب بقيادة (( صالح النعيمى ))
والغريب بأنه يكتب على رأس الشاشة (( مباشر ))
لقد مللت من سماع الأخبار التي يقدمها المذيع (( ماجد الشبل بفنيلته العلاقيه ))
لقد مللت النشرات المزيفة
o
o
والمعلومات الملفقة
o
o
والكلمات المنمقة
o
o
هذا غير أنها قنوات ليست صافية فأضطر في كل مرة أن أقطع شعرة من رأسي وأوصلها في التلفاز حتى تخرج الصورة صافية ..
لقد بدأ التصحر يغزو فروة رأسي والتلفاز يرفض كل التقنيات التي تجعله صافيا
ولا يرضى بغير خصلات شعري لأنها قريبه من مكونات الحديد إن لم يكن الحديد هو الأقرب لها ..
ماذا أفعل أيها القمر فقد مللت ذلك المنزل المتهالك الذي لا ترضى أن تسكنه حفنة من الفئران المهاجرة
(( وش رايك نحط لك جبنه عشان نصيدك مع هالفيران اللي انت ساكن معهم ))
أيها القمر لم تعد الحياة كما في السابق
حب
وئام
تضحية
8
8
(( هذا غزل عذري عليه ثمانين جلده بعقال بدوي ))
لم يتبقى من التضحية إلا عيد الأضحى
لقد أصبح الأصدقاء مصالح يتناحرون وكأنهم خراف بلا راعي
(( وش هالا مثال اللي تنم عن انحطاط الثقافة وتمريغها في موية غسيل ثياب ))
إلى أين أذهب ؟
ماذا أفعل
لماذا العالم أصبح أنانياً
الكل يجري ويلهث على حب الذات دون أن ينظر
إلى الأطفال والمساكين والعجائز
لقد أصبح المجتمع أيها القمر أنانياً بما تحمله تلك الكلمة من معنى
لقد أصبح يفكر في ذاته وفي تلافيف نفسه
لم تعد الاخوة تعني شيئا في هذا الزمان
لقد أصبحت الأخوة مثل الزبون وصاحب التكسي لا يتقابلان إلا مرة واحدة في مشوار ..
هذا حال الأخوة وهم في منزل واحد
(( << من زينك انت وخوانك اللي كنهم طقم اقلام تشكيلة ))
لم أكد أنهي حديثي حتى توارى القمر خلف الغيوم السوداء
ليحل ظلام فوق ظلمة هذه الدنيا البائسة
بعدها علمت بأن الشكوى مذلة
وأن الموت في الحق شهادة
وأن مساعدة المسكين واجبة
وأن العطف على الأطفال رحمة
وأن الكتابة نزاع بين الخاوي والنابغة
لذلك سأمشي والأمل في داخلي
حتى وإن كتمت هذا الامل برائحة ملابسي
سوف اتشبث به وأربطه بأكمامي
سأمشي قدما نحو مستقبلٍ واهي
سأمشي
وأمشي
وأمشي
رغم الصعاب والفتن المحيطة بي
(( هذه الكلمات مجرد جعجعه نابعه من حزن معبوق
بضحكات البائس الذي يحاول صنع التفائل من العدم ))
والعذر والسموحه على الاطالة
مع تحيات / مهاجر
التوقيع
م هـ ج ر