لكل حـوار أطراف ، تختلف بالعدد والوجهة ، وأغلب الإحتدام حينما يتم تصادم الرؤى والتحديات
في فرض الوجهة المطروحة من كل طرف .
لعلي أسلط الضوء على معركة ( فرض وجهة النظر ) بين طرفين مختلفين في وجهة النظر المختلفة
المتضادة في فرضياتها ، المنافسة لفرض كل ماهو ممكن في أسلوبها الحواري .
ومن هذه المقدمة البسيطة ، آخذ منها أهم طرفين في ذكر ماهو آتٍ ، وهما :
1- فرض وجهة النظر .
2- من الذي على صواب ؟
- - - -
( فـرض وجهـة النـظـر )
فرضيات وجهات النظر ، مشكلة كبيرة في أي حوار متبادل ، فلا يحق للشخص أن يفرض رأيه ،
بل يبديه بكل وجهة نظر واقعية لا تتطاول في حدها المشروع .
فلا يحق لأحد منا أن يفرض رأية ومن أمامه مكرهاً ، لذلك الإحسان والهدوء والعقلانية الواعية هي
السبيل الوحيد في " قبول " وجهة النظر ، وتصبح مستساغه لدى الطرف الآخر ، وحتى على عموم
من هو حاضر المناضرة الحوارية بين الطرفين .
مانواجهة في واقع أيامنا هي فرض وجهة النظر ، وكأنها " فرض إلزامي " لكي يقتنع الطرف الآخر
بهذه الوجهة ، بإستخدام الأساليب السلبية ، كتعالي الصوت وطمس الحقائق ، فقط لكي تفرض وجهة
النظر ، ويتحقق مافي النفس ، والفوز في المبارزة الحوارية بلا مبالاة تذكر .
قلة الوعي الثقافي وعدم الإدراك الحواري ، لها دور بارز ومتقدم في تحسين الموقف السلبي للحوارات
التي لاتنتهي في أي مكان ، فكلنا نرى ذلك بمرأى العين ، في التلفاز ، البيت ، الشارع ، الإستراحات ، ..الخ
لاتنتهي هذه الحوارات " الضوضائية " إلا بزيادة معدل الثقافة الحوارية التي تثبت قواعد الحوار الواعي
والمثقف ، والذي تــُجـنـى ثماره بعد نهاية ما تمت المناقشة والحوار عليه .
( مـن الـذي عـلـى صــواب ؟ )
ليست مشكلة من هو على صواب ، بقدر ماهو الإحترام المتبادل شعار لأي حوار فيه فرض لطروحات
وأفكار حوارية متعددة من قبل الطرفين ، فلا ينبغي أن أكره شخص أو أبغضه لمجرد أنه خالفني الرأي
في يوم ما ، فالحق الشرعي لأي شخص هو طرح وجهة نظره من منظوره الشخصي ، ولكن لا يحق له
أن يفرضها بحرية مطلقه !! وما أجمل الإقتناع من أحد الطرفين والإعتراف المهذب بتغيير وجهة نظرة
لمجرد أنه أقتنع بوجهة الطرف المقابل في حين المناضرة الحوارية ، فهي تجعله احترم تفكيره الحواري
قبل أن يُحترم من قبل من حوله في تغيير وجهته التي كان متشبث بها في السابق .
خـاتـمـة :
عندما يختلف إثنان في وجهات النظر ، كأن بينهما رقم من أرقام التعداد الرقمي ، فبما أنهما متقابلين
وجهاً لوجه ، الأول يرى هذا الرقم ( ثمانية ) والثاني يراه ( سبعة ) ، فالرقمين
متشابهين في الشكل الخطي ، فكأن الطرف الأول يطرح وجهة نظره بمرأى رقم ( ثمانية ) ، والطرف
الثاني يطرح وجهة نظره بمرأى رقم ( سبعة ) ، وكلاهما على حق ،
فلا داعي لفرض الرأي لطالما كل واحد منا يرى وجهة نظره على حسب منظور خاص وشخصي ،
لذلك
الإقتناع في طرح وجهات النظر وارد ومطلوب ، وإذا لم يتم ذلك سوف يبقى إحترامها مطلباً .
كنت معكم :
عامر عبدالعزيز
-
-