أتعجب .. لكل من جعل الصحافة له منبع يأخذ منه هذه الأيام ..
في ظل .. أفكارتغريبية .. ودعوة لترك الإلتفاف حول العلماء والدعاة المصلحين ...
أتعجب لكل من يكتب .. ويبني كتاباته على ما جاء في الصحف والجرائد اليومية ... وهي تدعو للتساهل في أعراض العلماء .. وتسقيط أقوالهم .. وتغييب العلم الذي يعملون به ويعلمونه ..
ومما حدث هذه الأيام الجدل حول الكلام عن الشيخ الداعية / يوسف الأحمد ..
وللأسف بعضهم قد يكون من المثقفين والمعلمين .. وتراه ( مع الخيل يا شقرا )..
أنقل لكم ما كتبه أحد الأخوة ...
لقد أخطأ يوسف الاحمد حين نسي أو تناسى أن مجتمعنا كغيره من المجتمعات تعيش فيه طوائف واصناف مختلفة من الناس ,
ففيهم العاقل وفيهم المجنون وفيهم العالم وفيهم الجاهل وفيهم الذكي وفيهم الاحمق وفيهم من يعبد الله قائما وراكعا وساجدا
وفيهم من يزحف على بطنه ومنهم من يهريق دمه على الارض الى غير ذلك من المعتوهين و السفهاء وغيرهم .
بل ان كل مجتمع لايخلو حتى من وجود بهائم خلقها الله من اجل الانسان وايضا لحكم كثيرة يعلمها الله سبحانه وتعالى. والشيء
الوحيد الذي تشترك فيه جميع هذه الكائنات مع بعضها هو وجود آذان في جوانب رؤوسها.
حينما تحدث الشيخ يوسف عن اعادة بناء الحرم كان يوجه حديثه الى العقلاء من بني آدم الذين لا يحتاجون الى طرف آخر ليفسر
لهم مايسمعون ولا يحتاجون الى تحريك آذانهم من جهة الى اخرى مع كل عبارة يقولها الشيخ.
ولكنه عفا الله عنه نسي ان في الجوار كائنات حية تعيش معنا في هذه الدنيا وفوق هذه الارض لها آذان اكبر من آذان بني آدم .
لقد ثبت أن َّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعائشة رضي الله عنها :
لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ قَالَ فَلَمَّا مَلَكَ ابْنُ الزُّبَيْرِ هَدَمَهَا
وَجَعَلَ لَهَا بَابَيْنِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
تحدث الشيخ يوسف الاحمد عن توسعة الحرم ولم يتحدث مطلقا عن الكعبة , فقد كان يتحدث عن مشروع لتوسعة
المسجد الحرام بطريقة تخفف من تزاحم النساء والرجال في مكان واحد.
وهذا التزاحم مشاهد كثيرا الى درجة ان الكثير منا قد لاحظ ان النساء وصل بهم الامر في كثير من الاوقات
الى ان يصلوا جنبا الى جنب مع الرجال او ان تقف المراة امام الرجل في الصلاة بشكل
قريب جدا لا يستطيع معه الرجل حتى ان يركع او يسجد دون ان يلامس جسدها .
وقد رايت هذا كثيرا ولا ينكره الا احد اثنين اما شخص لم يذهب الى الحرم في اوقات الذروة او شخص ( ليبرالي )
قد امتهن الكذب كحالة كتاب الصحف الذين أزعجنا نباحهم في اليومين الماضيين بكل غباء.
هل سمعتم عن أية توسعة للحرمين الشريفين من قبل لم يصاحبها هدم لاجزاء مختلفة من الحرمين الشريفين وهذا شيء يدركه الصغير
قبل الكبير , ولكن حينما يختلط الجهل بحماقة الفكر الليبرالي تصبح المسألة معقدة جدا
وكنت أتمنى من الشيخ يوسف الاحمد في ردة فعله على الهيجان الليبرالي أن يمتثل قول الشاعر :
علي نظم القوافي من معادنها .... وماعلي اذا لم تفهم البقر
فليس من الحكمة ان تنصرف عن المهمات الكبار يا شيخ يوسف الى صغائر الامور والى صغار
القوم من جهلة الليبرالية الذين لا هم لهم الا السير في مؤخرة القافلة ليجمعوا ما تخلف
منها ثم يبنون عليه فكرهم وتاويلاتهم المريضة التي لا تليق الا بهم.