الهزيمة من الوصل صعّبت المهمة النصراوية
الرياض عبدالله الفرج
يقع على عاتق إدارة نادي النصر والجهاز الإداري تحديدا مسؤولية كبيرة في إخراج الفريق من تبعات إقصائه من نصف نهائي بطولة الأندية الخليجية أمام الوصل، فسيناريو مواجهة الإياب في دبي مع الدقائق الأولى يؤكد أن اللاعبين دخلوا واثقين من ان التأهل سيتحقق في ظل الفرص المتاحة التي خلفتها نتيجة الذهاب بفوز (الأصفر) السعودي 3-1، ويبدو أن اللاعبين اعتقدوا خطأ أن الخصم سلم باكرا بالخسارة وأنَّ خوضه للمباراة مجرد أداء واجب، ومع الدقائق الأولى التي شهدت بحثا حقيقيا للإماراتيين عن هدف يقلص الفارق تخلى أحمد عباس وبرناوي وحارس المرمى خالد راضي عن هدوئهم المفترض مع اشتداد الأمور وحماسة لاعبي المنافس والدعم الجماهيري الذي وجدوه، ورغم استفزاز حكم المباراة العماني لبرناوي؛ إلا أن الأخير تلقى بطاقة صفراء في وقت باكر كان يمكنه تلافيها لو تجاوب مع إصرار الحكم بطلب جلبه الكرة من الخارج، كما أن عصبية عباس غير مبررة.
النصر خرج من الخليجية التي كانت في متناول اليد؛ غير أن الخطر يكمن في التعامل مع البطولة الأخيرة له هذا الموسم، فكأس خادم الحرمين للأبطال التي وضعته في مجموعة صعبة تبدأ بمواجهة الأهلي مرتين أولاها بعد غد (الاثنين) من شأن الخروج الباكر منها أن يشوه ما تحقق للفريق من تطور كبير هذا الموسم عما كان عليه، وأثمر ذلك حصوله على المركز الثالث في الدوري لأول مرة منذ سنوات طويلة.
ولا أشك لحظة في أن الغضب الجماهيري بالخروج من الخليجية سببه المستوى السيئ الذي قدمه الفريق في مباراتي الوصل؛ بدليل أن النصر خسر مباريات هذا الموسم وصفقت له جماهيره كثيرا لقناعتها بمستواه المتميز في تلك المباريات.
وتنتظر الجهاز الإداري مهمة كبيرة، وفي وقت حساس، خصوصا وأن المتربصين بدأ ظهورهم إعلاميا من اتجاهات عدة، وعبر كل وسيلة متاحة؛ لاستغلال فرصة سقوط الفريق واللعب على وتر الجماهير، التي سجلت حضورا لافتا هذا الموسم بصبرها ووقفتها وقناعتها بحاجة فريقها للوقت حتى يصل لمرحلة النضج الكامل للمنافسة الحقيقية على البطولات.
الإحباط الكبير الذي تعرضت له الجماهير مرده الهبوط المفاجئ في المستوى العام في الفترة الأخيرة؛ غير أنه من غير المعقول أن تكون المحصلة النهائية لتقييم عمل الإدارة النصراوية بعد سنة تكليف واحدة مقتصرة على ما قدمه في البطولة الخليجية فقط؛ والنصر قطع شوطا نحو التوجه للمنافسة، وهناك جهود بذلت لا يمكن تجاهلها، ومن شأننا التأكد من حقيقتها بمجرد النظر لواقع الفريق السابق وحاله هذا الموسم قبل أن تعيق الإصابات والظروف تواصل انطلاقته المميزة.
الفريق النصراوي عاش منذ الهزيمة في دبي أجواء حزينة للغاية، وجهاز الكرة مطالب بمعالجة النفسيات المحبَطة، والوقوف بحزم في مواجهة عصبية بعض اللاعبين المؤثرة سلبا قبل موقعة الأهلي الأكثر صعوبة في ظل الأحوال المتباينة للطرفين.