بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" ودَعت أطفالها "
خرج رجل من الصالحين وشيخ من المشايخ أعرفه من مدينة
الرياض . خرج بزوجته وكانت صائمة قائمة ولية من أولياء الله ، خرج يريد العمرة ، والغريب في تلك
السفرة أنها ودعت أطفالها ، وكتبت وصيتها ، وقبلت أطفالها وهي تبكي . كأنها ألقي في خلدها أنها سوف
تموت . ( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين )
. ذهب واعتمر بزوجته ، وهو وإياها في بيت أسس على التقوى ، إيمان وقرآن وذكر وصيام
وقيام وعبادة . لا يعرفون الغيبة ولا الفاحشة ولا المعاصي . عاد معها فلما كان في الطريق إلى الرياض ،
أتى الأجل المحتوم إلى زوجته . ( وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا
يعلمون ) . انفجر إطار السيارة فانقلبت ووقعت المرأة على رأسها ، لكنها إن شاء الله شهيدة .
( أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب
الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ) . خرج زوجها من الباب الآخر ، ووقف عليها وهي في
سكرات الموت تقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وتقول لزوجها : عفى الله عنك اللقاء في الجنة ،
بلغ أهلي السلام . ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما
ألتناهم من عملهم من شيء كل امريء بما كسب رهين) عاد الرجل إلى الرياض ودفن زوجته ،
دخل بيته وحده بلا زوجة ، دخل بيته واستقبله الأطفال حياة سهلة ويسيرة ، لكن الموقف المرعب أن
واحدة من الطفلات ، قامت تقول : أين أمي ؟؟ قال : سوف تأتي . قالت : لا والله لابد أن أرى أمي .
وانهار الرجل . ونقول لتلك الطفلة سوف ترينها بإذن الله في جنة عرضها السماوات والأرض . يعمل لها
العاملون ، ليست كدنيانا الحقيرة ، السخيفة التي يعمل لها الذين لا يريدون الله والدار الآخرة .
( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين) .
المصدر : كتاب ودعت أطفالها .
للشيخ : محمد العريفي .