لنتعلم معاً كيف نقول "لا"
نفكر كثيرا في كلمة " نعم " تلك الخضراء الناعمة الدافئة التي نَسعد بها ونُسعد الآخرين كذلك..
التي تملؤنا غبطه وسرور .. وتشعرنا بالطواعية واللين والانشراح ..
وتحيي فينا الرضا والحبور والطمأنينة ..
نفكر في كل هذا ونتساءل ..
لماذا لاتكون كلمة "لا " جميله بحلاوة كلمة "نعم " ؟؟!!
لماذا "لا " ثقيله إذا سمعناها ..
وخفيفه إذا قلناها؟؟!!
لماذا أرتبطت "لا " في أذهاننا بالمراره والقهر والحرمان والصدمة ؟؟!!
لماذا يتعين علينا أن نقول "نعم " للآخرين في كل حين
بينما تكون "لا " هي ما يعبر فعلاً عن ما في داخلنا وما نريده ؟؟!!
كم هو صعب أن نقتل جمال الأشياء حولنا باستخدامها بشكل خاطيء ..
ماذا لو علمنا أنه من حقنا أن نقول "لا "
ومن حق غيرنا أن نتقبل لاءاته ..
إنها متعة الـ .. "لا " ..
متعه أن نمارس هذا الحق الإنساني الخاص جدا .. والمسلوب جدا في مناسبات كثيره ومواقف أكثر ..
فنحن كثيرا ما ندفع أنفسنا لإرضاء غيرنا بقول "نعم " ..
وكأن "نعم " هي الشاهد الوحيد على الحب
لماذا نعتقد أن "لا " مقترنه بالعصيان والتمرد ..
بينما هي موقف ورأي لا أكثر ..
فكما أن هناك "نعم "
فهناك " لا " ..
وإلا كان علينا أن نفسر نعم بأنها ضعف وخضوع واستلاب وربما اذلال..
إننا نغامر في حقنا حين نستبدل دوما : نعم " بــ "لا " لإرضاء الآخرين ..
تلك إذا هي "نعم " القبيحه التي لا تفصح عن الرضا الحقيقي الصادق..
ولا تبوح بالفرح بقدر ما تخبيء القهر والألم .والحرمان والتظاهر والتصنع..
تلك إذا هي "نعم " الحبيسة السجينة بين جدران الخوف ..
أو حتى الحب المتحفزة..
المترقبة ..
اليقظة ..
التي تبحث عن فتحة صغيرة ليتدفق منها الطوفان الذي لن يرحم جبل الـ "نعم " الهش ..
والآن نتساءل ..
كيف يمكن أن تكون لاءاتنا جميلة ؟؟!!
إنها لن تكون جميلة إلا إذا كانت منصفة ..
إذا قلناها عادلة ..
إذا قبلناها ..
علينا أن نتعلم أن نقولها في وقتها ومكانها .. .. بحيث تكون جزءً من حياتنا نمارسه ببساطة ..
مثال :
الزوج يستقبل لاءات زوجته على أنها تعبير عن رأي أو رغبة أو نظره خاصة ..
ولا يأخذها بمجمل العناد والمخالفة والعصيان والتمرد والرغبة بالمساواة في كل شئ أو النداء به..
والزوجه تفهم لاءات زوجها مصلحة وخبرة ....
ولاتضع لاءاته في قالب التحكم .. والسيطرة .. والقسوة ..
هذا هو الجو النفسي الرائع..
الذي يكون فيه الواحد منا متصالحا مع ذاته ..
ومع من حوله أرضا خصبة لتنمو .. "لا " الصحيحة معافاة جميلة ..
لها طعم عذب يتدفق من جنباته العدل .. والحب .. والتفاهم ..
عندما تتعامل مع "لا " من هذا المنطلق فإنك لن تقول "نعم "
في الوقت الذي ترغب فيه أن تقول "لا "
هذه ليست دعوه للتمرد ..
إنها دعوة لإسترداد "لا " المسلوبة ...
إنها دعوه لاستبدال "لا " الجميلة بـ "نعم " القبيحة ..
إنها دعوة لنتعلم كيف ومتى ولمن نقول "لا" حين لا نرغب فعلاً في قول "نعم"