السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: قصة حقيقية
ترويها أخت من السعودية : تقول عن قريب لها أنه تزوج امرأة أحبها حبآ شديدآ، ولم يقصر نحوها بشئ وبادلته هي المعروف بمعروف أشد منه ،كانت خير زوجة تقوم بواجبها على أكمل وجه واحسنه،لم تقصر في يوم ما بحق من حقوقه،اطاعته طاعتآ تامة لم ير إلا كل حسن ،وفوق هذا وذاك كانت لاتطلب منه شيئآ لنفسها على شديد ماتقدم له من خدمات، كان يتمنى أن تطلب منه شيئآ ليقدمه لها مهما غلا ثمنه وارتفع كان يترجاها وأحيانآ يلح عليها أن تطلب منه شيئآ ولكنها ترده قائله انها لاينقصها شئ فقد كفى ووفى في رعايتها ،ظل الزوج في عجب من قناعتها ومن طاعتها ومن سلوكها ومن قيامها بواجبها وفي يوم أصر عليها أنه لن يغادرها ولن يتحرك من البيت إلا إذا طلبت منه شيئآ تحبه وتريده وتتمنى أن تملكه،قالت له إن طلبها غال وسيكلفه كثيرآ قال مهما كان هذا الكثير فهي تستاهله وتستحقه وسيقدمه لها وهو سعيد جزاء كرمها معه وقيامها بواجبها نحوه (فقط إنطقي لا حقق لك طلبك) قالت : إنها تريد الطلاق منه إندهش وحزن فأخبرته إنها لم تحبه قط منذ تزوجته ولكنها تعيش معه بالمعروف وما دام قد أصر على أن تطلب منه شيئآ فهي تريد طلاقها ، طلقها وهو حزين على خسارته فيها.
للقصة أبعاد كثيرة ومعان عميقة وعديدة أولها:
1-الإحتساب فالمرأة حين كانت تعيش مع زوجها لم تخنه لا بالكلام ولا بالفعل بل أطاعته ورعته لأنه زوجها ،واحتسبت أجرها عند الله بالرغم من أنها لم تحبه يومآ وتحمل في طياتها اخلاق بعض الرجال حين يردون الإحسان فهي أحسنت رعايته ويريد أن يحسن إليها بإعطائها شيئآ تحبه حتى ولو كان هذا الشئ إنفصاله عنها حسب رغبتها.
2-وفيها درس وعبرة تبين كيف يكون التعامل بين الأزواج بالمعروف وكيف يتسامى الإنسان حين يقع في أمر لا يحبه مضطرآ.
3-وفيها صورة حقيقية من صور حسن الخلق فحين وجدت نفسها لاتحب هذا الزوج لم تبدي تأففآ أوضيقآ واتخذت من الصمت والإحتساب سبيلآ فكسبت أجر الإحتساب واجر الصمت .
4-وفيها صورة من صور الرقي في التعامل فهي لم تؤذ مشاعره لا بالقول ولا بالفعل .
المرجع: صحيفة الأسرة والطب بقلم : خوله العتيقي العدد(1007)
[glint] وتقبلوا تحياتى الخفجاوى2010 [/glint]