سأفتقـــدك جـــداً ..
( اعترف بأنني تعمدّت الرحيل من عالمك..
دون أن أترك خلفي حذائي الذهبي الذي يعيدك إليّ ..
أو مسمار جحا الذي يعيدني إليك ..)
سأفتقدك جداً..
حين تتساقط الأمطار..
وتملأ رائحة التراب المكان..
و أرتجف برداً ..
و أرتجف شوقاً ..
و أرتجف رعباً ..
ويشتد حولي الشتاء ....
سأفتقدك جداً ..
حين يشتد خريف العمر ..
وتذبل أوراق أيامي ..
و تتساقط أسناني ..
و أسير على ثلاث ..
و تغزو ضفائري الثلوج البيضاء ....
سأفتقدك جداً..
حين يأتي الليل بلا صوتك..
وبلا طيفك ..
و بلا دفئك ..
و أبحث عنك في رداء القمر ..
و أغفو كالقطة الجريحة فوق صدر المساء ....
سأفتقدك جداً..
حين يمد لي أحدهم ذراعيه ..
و ينتشلني من بحر أحزاني ..
ويمنحني أجنحة جديدة ..
ودماء جديدة ..
وحياة جديدة ..
ويسأل قلبي عنك بخجل ..
و تحن إليك في عروقي الدماء ....
سأفتقدك جداً..
حين أتناول طعامي ..
و لا تكون في المقعد المقابل ..
و لا المقعد المجاور ..
و لا المقعد القريب ..
و لا البعيد ..
و أجلس وحيدة..
تحاصرني عيون الأشقياء ....
سأفتقدك جداً..
حين أردد أمامهم كاذبة ..
أني نسيتك ..
و أن أمرك ما عاد يعنيني ..
و أن فراقك ما عاد يشقيني ..
و أني لا أعود في المساء ..
كالطفلة الموءودة إلى سريري ..
و أبكيك في الخفاء ...
سأفتقدك جداً..
حين أسير فوق شاطئ البحر..
و أرسم وجهك فوق طائرات الورق ..
و أعبث برمال الشواطئ ..
و أبحر وحيدة إلى مدن العشق ..
و أطارد طيفك كالمجنونة فوق الماء ..
سأفتقدك جداً..
حين أعترف بيني وبين نفسي..
بأن الرسائل التي أحرقتها أحرقتني ..
و بأن الهدايا التي كسرتها كسرتني ..
و بأن البقايا التي قتلتها قتلتني ..
و بأن مشانق النسيان التي أعددتها لكَ ..
وحدي أنتهي تحتها في المساء ...
سأفتقدك جداً..
حين تحدثني عنك أخرى..
و تسرد حكاية شوقك لعينيها ..
و أشم عطرك في يديها ..
و تتفجر كل المتناقضات بداخلي ..
فأشتاقك أكثر ..
و أرفضك أكثر ..
و أحبك بلا حدود ..
و أكرهك بلا انتهاء ...
سأفتقدك جداً..
حين يسألني عنك قلبي و أصمت..
و يسألني عنك عقلي و أصمت ..
و يسألني عنك ليلي و أصمت ..
و يسألني عنك جداري و أصمت ..
و يسألني عنك هاتفي و أصمت ..
و أتحول إلى قالب من الثلج ..
يقتات بكبرياء ...
سأفتقدك جداً..
حين أكتشف أنك الرجل الوحيد ..
الذي أثار جنوني ..
و أثار رعبي ..
و أثار غيرتي ..
و منحني قدرة على الحب ..
و شيّد لي مدينة من الثلج ..
فوق خط الاستواء ...
سأفتقدك جداً..
حين أتذكر أني كنت امرأة أنانية ..
اخترت الرحيل رغماً عنك ..
و فتحت أبوابنا لرياح الفراق رغماً عنك ..
و فرضت على قلبك نهاية مؤلمة ..
و غادرت بهدوء..كأحلام المساء....
سأفتقدك جداً..
حين أقف أمام المرآة ..
و أسألها من الأجمل في عالمك ..
فتخبرني أنك عشت بعدي ألف حكاية حب ..
و كتبت بعدي ألف قصيدة حب ..
و عشقت بعدي ألف حسناء ..
و أنك مازلت تبحث عني بين النساء....
مما راق لي ..
تحياتي’’