رياح شرقية
أيهما أهم.. سامي أم غريتس؟!
سأبتدر المقالة بسؤال مباشر حتى أختصر عليّ وعليكم عناء المقدمة.. ترى هل مدرب الهلال إيريك غريتس هو أفضل مدرب مرّ على تاريخ كرة القدم السعودية، ما يجعله يحظى بما يحظى به اليوم من إطراء بالغ إلى حد يجعله يكتسح كل استفتاءات الأفضلية دون أن يجد من يتنازعه عليها؟!.
واختصاراً أيضا سأتكفل بالجواب؛ يقيناً مني أن أحداً لن يختلف معي فيه، والجواب لن يبرح النفي طبعا، فهذا المدرب البلجيكي ليس الأفضل، ولا الأغلى، ولا حتى الأشهر، وسأذهب بعيدا لأجزم بأنه ليس أكثرهم احترافية؟
فالكرة السعودية التي جلبت أهم المدربين العالميين ومن كافة المدارس الكروية والجنسيات المختلفة منذ بداية عقودها الأولى وحتى اليوم، مرت في مسيرتها مع بعضهم بنقاط تحول فكرية وعملية، وإنصافا فإن غريتس كان نقطة تحول مهمة؛ لكنها حتما ليست النقطة الأهم على الإطلاق.
في اعتقادي ثمة معطيات عديدة مكنت غريتس من وضع نفسه في مقدمة الصف؛ مخلفا وراءه طابور المدربين بكافة جنسياتهم وبمختلف خبراتهم، فإلى جانب إمكاناته المهنية الهائلة، وشخصيته الفذة، وإشرافه على فريق يعد الأفضل اليوم في ساحة الكرة الآسيوية، وتواجده إلى جانب رئيس مثقف بكل قيم الرياضة هو الأمير عبدالرحمن بن مساعد، إلا أن أهم معطى بين كل تلك المعطيات هو عمله إلى جانب مدير الفريق سامي الجابر، الذي لا أجد نفسي مبالغا حين أقول بأن وجوده في الهلال أهم وبمراحل من وجود غريتس، وإن كانا قد شكلا ثنائيا متجانسا، ولا أريد أن أذهب بعيداً للقول بأن سامي هو محور النجاح الأول في الكتيبة الزرقاء.
مدلولات كثيرة تؤكد على أن سامي هو صمام الأمان الذي أعطى كل تلك النجاحات التي حصدها (الزعيم) ، فبفضل تاريخه الحافل، وشخصيته القوية، ومهنيته العالية استطاع ان يرسم له خارطة الطريق التي مشى وفق إحداثياتها بنجاح في العام الماضي مع المدرب الروماني كوزمين، بيد ان الظروف القاسية التي مر بها الفريق قوضت كثيرا من وصوله لأهدافه ، وهو ما جعل مرحلة حصد النتائج تتأجل إلى هذا العام الذي تزامن مع التعاقد مع غريتس.
شخصية سامي الإدارية ظهرت مع أول اختبار له في العام الماضي إبان مشكلة الدعيع، وتجلت بوضوح في أزمة خالد عزيز هذا العام، وبلغت مرحلة (الكاريزما) في قضية حسن العتيبي الأخيرة وما صاحبها من تصعيد إعلامي.
وحس سامي المهني بدا لافتاً في اختياره النمسا كوجهة للمعسكر في الإعداد للموسم المنصرم وفي جملة الاستشارات الفنية التي ظل يقدمها خلال الموسم، وهي الحقيقة المغيبة التي أفرغ عنها غريتس نفسه، وأثر سامي كعضو مجلس إدارة ومدير فريق يتضح بجلاء في أحاديث رئيس النادي المتخمة بالثقة، والمشبعة بالقناعة تجاه إمكانيات الجابر الفذة والتي يلخصها دائما في قول الباري عز وجل :"إن خير من استأجرت القوي الأمين".
سامي –ببساطة- هو النموذج المطلوب استنساخه في كل فرقنا بما فيها منتخباتنا الوطنية، فالمدير التنفيذي في الفريق الكروي ليس مجرد لاعب شهير، أو خبير فني، أو موظف منظم، أو ثقة للرئيس، بل هو كل ذلك وأكثر، وأنديتنا باتت بحاجة إلى من يشبه (خورخي فالدانو) ولا يشبهه لدينا سوى سامي.. أما من هو خورخي فالدانو فسأترك لكم البحث عنه.