[align=center]سمير مرتضي والكتاب اسمه( الغروب الأخير )
عجبني نص القصه وحبيت انقلها لكم
واتمنى انها تعجبكم,,,,,,,,
أضواء باهرة تصطدم بعيني ,, وجوه تركض هنا وهناك ,,
أين المشرط ,, أين المخدّر ؟؟
أين الكمّامة ؟ اين الأوكسجين ؟؟
أطباء وممرضات يتدافعون هنا وهناك وبعضهم يتحلق حولي
أنا المسجّى في غرفة العمليات ..
ممرضة تهمس لي بصوت يتصنع الثبات :
لا تخف .. إنها عملية بسيطة جداً .. لا تفكر فيما حولك..حاول ان تتذكر أحلى ايام عمرك ..
قلت لها بهدوء : ماذا ستفعلون ؟
قالت : سيقومون بتغير عدة صمامات في قلبك .. !!
قلت : هل سيفتحون قلبي ؟
قالت بدهشة : طبعاً ..!!
قلت:وأين أخبئها الآن ؟؟أين أبعدها عن العيون ؟؟
قالت:من هي ؟؟
قلت : أين الطبيب .؟
نادت عليه في ما هويقوم برتداء قفازاته الطبيه..
قال وهو يتصنع أبتسامه غطتها سحب القلق :
خيرأً عزيزي ..؟؟
قلت :أنت ستفتح قلبي ..
ستتجول بين أروقته ..
ستطأ أرضه وتحتقم جدرانه وغرفه ..
أدخل بصمت أيها الطبيب ..
لاتفزعها بمشارطك وأسلحتك ..
لا تزعجها بطنين أدواتك ..
لاتؤلمها بوخز سيوفك وعتادك ..
ستجدها هناك .. وحيده .. يتيمه ..
سامحها أيها الطبيب ..
لقد عبثت هذه الصبية بقلبي ..
أحالته الى ساحة معركة ..
أللى أشلاء ممزقة ..
أنظن انك ستجد قلباً ؟؟
لا .. يا طبيبي ..
ستجد بقايا قلب .. ستجد بقايا عمر .. ستجد بقايا إنسان ..
لقد مارست شتى صنوف العنف والعدوان على هذا الخافق
الضعيف بين الحنايا .. ولكن ..
لم انهرها .. لم أعاتبها ..
سبحان اللله .. أيعاتب المرء ذاك الهواء الذي يتنفسه ؟
أيعاتب ذاك النور الذي يضئ ظلمه أيامه كلما داهمته الهموم ؟؟
أتركها ياطبيبي بين أنقاض قلبي ..
تعها تعبث كما ترديد ..
تعها ترسم خريطة حياتها هنا ..
قل لها أن النقش على جدران القلب احلى وأجمل من الكتابة على الاوراق او صفحات الماء ..
وقل لها أن تلك الصمامات التي دمرتها هي أحلى ذكرى لاعتلائها هذا القلب العليل ..
يا طبيبي .. لا تزدحم أنت وممرضاتك على باب قلبي فتفزعوها ..
أنقر على الأبواب قبل اقتحامها ..
استأذنها قبل أن تمد يديك بمشرط أو خيط ..
قل لها لقد آن آوان هذا القلب أن يرمم ويعاد بعثه الحياه ..
قل لها أن تلك الصمامات هوت أخيراً بعد أن عجزت عن أستيعاب هذا الحب الذي يقوم على زرع القنابل والألغام بين الحنايا والضلوع ..
قال الطبيب : أنت تهذي ..
ابتسمت له وقلت : انها أجمل هذيان وأحلى وهمّ ..
قال : سنظطر الى أخذ شريان من جسدك لنزرعه في قلبك ..
قلت : لن تجد الشريان الذي تنشده .. أبحث عن الشريان لم تمزقه اللوعه ولم ينسفه الحزن ولم يبله الهوى ..
لن تجدوا سوى شراين تنزف من كل اتجاه ..
تنزف شكوى وألم وبكاءً ..
يا سيدي لا أملك لك أي شراين ولا احمل داخلي أي نبض ..
أنت تضيع وقتك مع عاشق متهدمّ كذاك الجبل الذي زرعوا بين جوانبه على
حين غفله قنابل ومفرقعات فتهاوى فجأة في لمح البصر ..
خذ يدي .. هل تجد نبض ؟
خذ بصري هل تجد نوراً ؟
خذ عمري هل تجد أملاً ؟
انظر الى سمائي هل تجد سمشاً ساطعة ؟
انظر الى بحري هل تجد مرافئ امنة ؟
انظر الى أرضي هل تجد سوى القبور والأشلاء ؟
يا طبيبي ..اتركني وشأني ..
خذ اسلحتك وادواتك واجمع ممرضاتك وأتركني وحيداً ..
فأنت لن تزيد دقيقة واحدة من عمري ..
اتركني معها ..
لقد غدرت بصمامات قلبي .. أطاحت بابتسامات عمري ..
ولم يبق على النهاية كثير .ز فهذه الدقات المتهالكة التي يضج بها كياني
تقول بأن الدرب على أخره ..
وأن القمر الى محاق ..
وأن الشمس الى كسوف ..
وان النور الى زوال ..
وان الغد الى انقضاء ..
وأن العمر الى فناء ..
وأن الrبر اصبح أقرب من ذي قبل ..
** ** ** **
محبتي للجميع
الحنان[/align]