اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > :: منتدى الأخبـــار والأحداث ::
 

 
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-2003, 05:52 AM   رقم المشاركة : 1
احسـ العالم ـاس
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
احسـ العالم ـاس غير متواجد حالياً

 


 

الفرق بين حب العشاق وحب الأزواج

أرسلت الأخت زهرة مصرية مقالاً تقول فيه:

يشتكي كثير من الأزواج ولا سيما الزوجات اليوم من الجفوة والقسوة العاطفية من أزواجهن حيث لا يولونهن أدنى قدر من المعاملة العاطفية والكلام الجميل الرومانسي، ولا يهدونهن تلك الوردة الحمراء وتلك اللمسة الحانية الدافئة التي كان يهديها الزوج لزوجته في الأفلام العربية - التي نخرت في جسد المجتمع العربي على مدار عقود من الزمن - أو التي يقرأون عنها في المجلات والروايات.
وبناء على ما تقدم ظن الزوجات أنه طالما أن الأمر كذلك فمن المؤكد أن أزواجهن لا يحبونهن أو ليس لديهم أي أحاسيس رومانسية أو مشاعر عاطفية تجاههن، ومن هنا نشأت المشكلة.

وهي مشكلة تكاد تكون من أهم مشاكل العصر وهي مشكلة خطيرة جداً ومتكررة وموجودة لدى كثير من البيوت الزوجية. وبدأت بعض الجهات والتنظيمات الاجتماعية تخصص دورات تثقيفية وتدريبية لمحاربتها؛ ولا سيما أنها كانت سبباً في ظهور ما لا تحمد عقباه من أخطاء وانحرافات غير شرعية لدى بعض النساء، بل وكانت هي السبب الرئيسي والوتر الحساس الذي لعب عليه معظم آكلوا لحوم النساء من الذين انعدم دينهم وقل حياؤهم وعاشوا حياة الإنسان شكلاً والحيوان ضمناً، فعزفوا على أحلى الأوتار والأنغام واستمالوا قلوب النساء الجائعات للحب والحنان، فكان الهيام وكان النسيان وكانت الخيانة وانتهاء الدين والحياء والإيمان.

ولذلك اسمحوا لي بأن نعطي هذه المشكلة بعض التفصيل والتعميم والتحليل:ما هو الحب؟ وهل هذا هو الحب الذي يجب أن يكون بين الزوجين؟ وما هو الشيء الذي يجب أن يكون بينهما؟
وإليكم الجواب والحقيقة التي ربما لن تعجب الكثير: قديماً كانت العرب في الجاهلية إذا أحب رجل امرأة وعشقها فإنه لا يتزوجها في الغالب حتى لا يتناقص ذلك الحب أو يزول. وعندما جاء الإسلام عكس هذا المفهوم تماماً فحثّ كل متحابين بضرورة الزواج؛ حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "لم نرَ للمتحابين مثل النكاح" [صحيح ابن ماجه 1497] فماذا يعني هذا؟ وابن القيم يرحمه الله فيما يفسره عن هذه العلاقة المعقدة يتوصل إلى سر خطير يبيّن لنا ما هو الفرق بين حب الأفلام والروايات وحب الرجل الأجنبي للمرأة الأجنبية، وبين حب الزوجين لبعضهما؛ فأجمل واختصر كلامه إلى محصلة نهائية مفادها: أن شعور الحب والعشق إنما هو شعور ناتج عن أبخرة متصاعدة إلى الجسم من سوائل الرجل والمرأة الجنسية يتشبع بها القلب والعقل فتحدث هذا الأثر والشعور العجيبين. وبالتالي كلما زاد الحرمان الجنسي بين المتحابين كلما زاد الأثر على مشاعرهما فيتطور ذلك الحب إلى عشق وهيام وولع ووله وربما وصل إلى درجة الجنون او الإعياء التام ثم الموت. وهذا ما يفسر أن الحبيبين ربما لا يستطيع أحدهما البعد عن الآخر ولا يدع التفكير فيه ولو للحظة ويشعر أن حياته بدونه لا تساوي شيئاً؛ بل ويشعر كل منهما بنشوة وشهوة جامحة بمجرد أن ينظر للآخر. يضاف إلى ذلك أن العشيقين -وخاصة الرجل- يكونا مجردين من أي مسؤولية واقعية فتجدهما يدعان كل همومهما في البيت فيلتقيان بعيداً عن مشاكل وهموم وعناء الأسرة.
والعاشق الولهان هو ذلك المحروم الذي منع عنه طعامه وشرابه ووقوده فتحركت كل جوارحه بحثاً ولهثاً وراء إشباع ولو شيء من هذه الاحتياجات، وإن كانت بالرائحة أو بالخطاب أو المكالمة.
أما الزوجان فحاشاهما أن لا يكون لهما إلا هذه الغاية، حاشاهما لأن لهما رسالة أعظم من ذلك بكثير يكون الحب جزء منها لتجديدها لضمان استمرارها لعدم الملل منها ولكن ليس ليعيقها ويمنعها ويوقفها عند نقطة الغرق في بحرها.
ولنا فيمن كان خير الناس لأهله بأبي هو وأمي عليه أفضل الصلاة والسلام كلمات بسيطة ومواقف عاطفية سهلة وعميقة في نفس الوقت، ولكن ليس معلقات وورود حمراء وسهر على موسيقى هادئة واحتفال بأعياد ميلاد حنى يثبت بكل ذلك أنه يحبها.
لذلك كان لزاماً أن يكون هناك فرق بين العلاقتين؛ فالأولى علاقة غريبة قوية منعشة مشوِقة مُجدّدة خالية من أي تبعات أو مسؤوليات، إلا أنها علاقة محرمة ولا تملأ إلا قلب غافل لاهٍ خالٍ من حب الله ورسوله. فربما وصل المعشوق في بعض الأحيان إلى منزلة الرب في درجة التعلق والتفكير والانقياد كما صحت بذلك كثير من روايات العشاق. فكم من امرأة أضاعت شرفها وحياءها وكرامتها من أجل عشيق، وكم من رجل أضاع بيته وزوجته وأبناءه من أجل عشيقة.
ومن هنا استغل كثير من الذئاب البشرية -التي لا همّ لها إلا هتك الأعراض والتغرير بالغافلات اللاهيات ضعيفات الإيمان- هذه الحقيقة المُرة فكان الكلام ولا شيء غير الكلام مع قليل من الحب المزعوم هو السلاح الفتاك الذي استطاعوا به اقتحام أقوى الحصون والقلاع النسائية، ومن هنا كان الفساد والدمار والانحراف ومن هنا تكمن خطورة هذه المشكلة.
وحاشى لله أن تكون هذه هي العلاقة التي يريدها الشارع الحكيم بين الزوجين المسلمين، كما أنه ومن غير المعقول كذلك أن نطالب الزوجان بعلاقة كهذه، كيف يكون ذلك وهما اللذان ليس بينهما أي حرمان جنسي ولا يوجد هذا المخزون المتراكم من الأبخرة العاطفية وغالباً فإن التنفيس الجنسي والعاطفي لا يشكل لهما أي مشكلة - وأقول هذا في الغالب - لأنه قد يوجد الزوجان اللذان بينهما شيء من هذا وذلك يعود أيضا لقدرة الزوجة على اللعب بهذه الورقة الجنسية الهامة وذلك بالتشويق الدائم وتوفير جو من الراحة النفسية والعاطفية لزوجها، ومن الرجل بتوفير الراحة المادية والنفسية ومن يتحمل عنهما بعض عناء ومشاكل الأسرة.

ما هي العلاقة الزوجية الصحيحة؟!
لنقف مع وصف الله سبحانه وتعالى للعلاقة الزوجية في القرآن وذلك يقوله تعالى في الآية 21 من سورة الروم "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ‏
يفسرها ابن كثير بقوله " وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة والرحمة وهي الرأفة فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها أو رحمة بها أو للألفة بينهما وغير ذلك" وذلك بلا شك معنى أشمل وأرقى وأسمى بكثير من حب تلك الصور الخيالية التي تصورها لنا الأفلام والروايات.
وجاءت سيرة الرسول الحبيب عليه الصلاة والسلام تؤكد لنا أن الحب الدنيوي ليس كل شيء؛ بل إن هناك ما هو أعظم منه وهو الحب في الله وحب الله ورسوله وهذا الذي ما يجب أن نملأ به القلب لا حب العشق والهيام، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كان التعدد في الزوجات رغم حبه الشديد عليه الصلاة والسلام لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ولو كانت العلاقة بينهما هي حب وعشق الشعراء والأفلام لما استقام الأمر على عشق أكثر من عشيق ولا يمكن تحقيق ذلك، ولكن هو حب معتدل تستقيم به الفطرة ويحقق التكاثر والتزاوج وقضاء الوطر والتلاطف بين عشيرين يفترض أن علاقتهما باقية حتى الممات بمنتهى الانسجام والتفاهم والود يؤديان فيها رسالة عظيمة تبدأ ببذرة سرعان ما تكون نواة لمجتمع إسلامي قوي ألا وهي الذرية ولذلك شرع التلاطف والتقبيل واللعب والمعاشرة بينهما بالمعروف.

إذاً ما الذي حدث لأزواج اليوم؟
من كل المقدمة التي أوردتها بهدف الوصول إلى جوهر القضية ووضع النقاط على الحروف أستطيع أن أقول أن أهم العناصر التي ولدّت مشكلة كهذه في مجتمعاتنا، بل وحتى في المجتمعات الغربية، ما يلي:
• مقارنة الزوجات الدائمة لعلاقتهن بأزواجهن وبين حب الروايات والأفلام. فمثلاً إذا كان يوم ميلاد الزوجة ولم يتذكره الزوج ولم يقدم لها هدية أصبح زوجاً أنانياً وقاسياً ولا يحب زوجته حتى وإن كانت زوجة مسلمة تعلم أن الاحتفال بعيد كهذا حرام، إلا أن ذلك لا يهم مقابل تطبيق شيء هي تعلمته من وسائل الإعلام.
• عدم الفهم الصحيح لما يجب أن تكون عليه العلاقة الزوجية الواقعية ومعنى المودة والرحمة وبين ما يصور في وسائل الإعلام من حب زائف محرم لا يمكن توفير مثيل له بين الأزواج للأسباب المشروحة آنفاً.
• عدم فهم الحياة الواقعية للأزواج وأنها حياة مليئة بالمشاكل الحياتية اليومية التي تحتاج إلى قرار وتصرف وعناء وزخم حياتي وأجواء مشحونة قد يفرض على الزوجين البعد عن الجو العاطفي الرومانسي والكلام المعسول خلاف الوضع للحب المحرم الذي ليس فيه أدنى مسؤولية.
• عدم فهم الزوجات لحقيقة الوضع الراهن الذي يعيشه الأزواج اليوم من الضغط والإرهاق النفسي في أعمالهم واللذان بلا شك يؤثران على الرجال أيمّا تأثير ويتفوقان بمراحل عن الجهد البدني والعضلي فربما تعطل الجهازين العاطفي والجنسي للرجل لمدة طويلة بسبب الضغط في العمل ومن دون أن يقصد هو ذلك أو ينتبه.
• عدم فهم الزوجات لنفسية الرجل وأسلوبه؛ فغالباً ما يعبر الرجل عن حبه لزوجته بالموقف وليس بالكلمة فقد يخرجها للفسحة أو للسفر وتجده حريصاً على راحتها ويوفر لها كل متطلباتها ولكن ربما من الصعب عليه أن يقول لها أنا أحبك، عكس المرأة تماماً التي تميل إلى الكلام والسماع أكثر.
• الفرق بين واقعية الرجل ورومانسية المرأة هي أساس المشكلة؛ فالنساء وخاصة نساء اليوم -إلا ما رحم ربي- لو مهما قدّم لها زوجها من معروف وطيبة وحسن معاملة وترفيه ثم إذا ما قصر في موضوع الرومانسية والكلام المعسول فإنه بذلك يكون لم يفعل لها أي شيء وتعيش الزوجة في جحيم وقلق وفراغ عاطفي وهذا ما يقودنا إلى النقطة التالية:
• ان نسيان كثير من النساء حقيقة الفقرة السابقة وأن الرسول عليه الصلاة والسلام حذّر ونبّه النساء كثيراً من كفران نعمة العشير وأنه مهما فعل لها من خير ويقصّر في شيء تقول ما رأيت منه خيراُ قط، وهدّدهن بأن أكثر أهل النار من النساء لهذا السبب.

وبعد ما هو الحل للتخلص من هذه المشكلة؟!
هي مشكلة مشتركة سببها الطرفان في الغالب ولذلك علاجها لا بد وأن يكون من الطرفين وعلى هذا سيكون لنا لقائين إن شاء الله مرة مع الرجل وأخرى مع المرأة للوصول إلى محصلة البحث.

خطوات مهمة لإذابة الجليد وتحريك العواطف بين الأزواج:
لا شك من أن الحل الذي يهم إبليس عليه لعائن الله ويسعى لبثه في قلوب بعض الزوجات بحثاً عن العاطفة والحب المفقود في حياتها الزوجية هو حل قد يحقق شيئاً من رغبات بعض ضعيفات الإيمان من أولئك اللواتي يرغبن في العيش حياة الوهم والحب والأفلام... فيدفعها إلى إنشاء علاقة مع عشيق خارجي، تقضي معه الساعات الطوال على الهاتف ثم تنجرف للقائه وهكذا في رحلة جميلة جداً مع الحب والهيام ولكن إلى الجحيم ومن ثم خسارة الدنيا والمملكة الصغيرة والزوج والأطفال وخسارة الآخرة بغضب الله سبحانه وتعالى والنار أعاذنا الله جميعاً منها... طريق فيه الخزي والعار في الدنيا والدمار الكامل للفاعل وللبيت والاسرة والمجتمع.
ومن هنا كان لزاماً أن نتعايش ونبحث ونوجد حلولاً أخرى تكون خير معين على مواجهة المشكلة أو تصحيح شيء منها فإن لم يحدث ذلك فلا أقل من أنها تولد الصبر والقناعة؛ إلى أنها - أي الحلول - إنما تقضى بها الحياة الدنيا والآخرة خير لمن اتقى.

خطوات تقوم بها الزوجة:
• إياك أن تشعريه بأنه مقصر معك عاطفياً وأنه جامد لا مشاعر له وأنك متضايقة من برودة أحاسيسه فكل ذلك سيزيد جموده وبروده بل ربما يؤدي ذلك إلى عناد منه يدفعه للزيادة في إهمالك، بل على العكس تماماً بالغي في إطرائه ومدحه على أمور فعلها لك ولم يُلق لها بالاً، فمثلاً لو سألك هل تريدين الخروج للنزهة أو لتمشية الأولاد قولي له – اللـــه.. شكراً حبيبي على اهتمامك بنا رغم مشاغلك وشكراً على إعطاءنا من وقتك وجهدك رغم أنك تجيء من العمل مرهقاً… الله يعطيك الصحة ويبقيك لنا.
• أشعريه دائماً بأنك تعلمين ومتأكدة من أنه يحبك وأن محبته لك ظاهرة جداً من تصرفاته -وليس من كلامه– فالكلام ليس كل شيء، وكم من أزواج بارعين في الضحك على زوجاتهم بالكلام وفي حقيقة الأمر يكونوا خائنين لهن أو محتالين يريدون أخذ أموالهن -وذلك لا ينطبق على الكل طبعاً- والمهم أنك لا تشددي عليه ولا تشكلي عليه عبئاً نفسياً إضافياً بضرورة التعبير عن مشاعره بالكلام.
• إياك أن تقارنيه مع أبطال الأفلام والمسلسلات -التي ينبغي من الأصل عدم مشاهدتها- سواء ظاهرياً أو ضمنياً ولا يشعر هو بذلك منك، وأشعريه بأنك سعيدة جداً مع زوج مسلم يصونك ويرعاك ويحافظ ويخاف عليك ويوفر لك ما تريدين وتتعاونين معه على تربية أبناءكما ومن ثم على طريق الجنة وأن عقلك أكبر بكثير من ذلك الذي ترينه في وسائل الإعلام من خداع وتزوير للحقائق.
• لا تفكري دائماً فيما ينقصك وما تحتاجين إليه، بل فكري أيضاً في احتياجه هو أيضاً من الحب والحنان المعروفين أكثر عن المرأة لا عن الرجل، ولا يكن تعاملك معه بالمثل إن جفا جفيتي وإن أعطى أعطيتي، وإذا أردتيه أن يبادر بهدية لك فبادري أنت بإهدائه، وإذا أردتيه أن يهديك وردة فاهديه أنت وردة مرة واثنان وثلاثة وبعدها سيهديك هو.
• إذا فعلت ما تقدم أعدك بإذن الله بأنك ستجدين منه تطوراً ملحوظاً في التعبير عن مشاعره تجاهك وفي تقديم المزيد لك من أجل إسعادك، وسيبدأ التفكير كثيراً في كيفية تقدير تضحياتك وصبرك على غلاظته وجفوته في كثير من الأحيان.
• إذا أردت أن يعاملك زوجك بما كان يعامل به الرسول عليه الصلاة والسلام فعليك أنت أيضاً أن تنظري كيف كانت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن والصحابيات الكرام يعاملن أزواجهن، اقرئي في سيرتهن واختاري قصصاً ومواقفاً كانت بينهم واحكيها دائماً لزوجك بطريقتك وفي أوقات مناسبة وثقي أنه سيتأثر عاجلاً أو آجلاً بها.

خطوات يقوم بها الزوج:
• تفهم حقيقة تفكير المرأة وأنها تحتاج إلى سماع الكلام ومحاولة مجاهدة النفس على إخراج بعض الكلمات الجميلة حتى وإن كان في ذلك صعوبة أو حتى وإن كان ذلك في أوقات خاصة كما سيأتي لاحقاً.
• إذا كان من الصعب على الزوج أن يتكلم ببعض الجمل والعبارات العاطفية وإظهار جوانب من هذا الموضوع في لحظات يكون فيها تحت المجهر ويعلم فيها أن زوجته تنتظر منه شيئاً (مثل لحظات الخروج في نزهة) فإن بإمكانه تلافي ذلك الموقف بأن يستغل أوقاتاً أخرى يمكن فيها للزوج التعبير عن بعض الجمل والأحاسيس العاطفية ومن دون أن يكون هناك رقيباً أو ناظراً أو مراقباً له، مثل لحظات المعاشرة أو قبلها أو بعدها مباشرة.
• في أوقات المعاشرة الزوجية وإن شق على الزوج التعبير بعبارات عاطفية مثل التي تسمع في الأفلام فإن بإمكانه استبدال تلك الصيغ بصيغ أخرى ربما تكون أكثر سهولة للرجل من جمل الحب والغرام، ألا وهي جمل التعبير الجنسي الرقيق أو المؤدب "مثل أنت جميلة... أنت تثيريني... أنت تحركي مشاعري أو شهوتي أو جسدي أو الخ ...... لا أستطيع مقاومتك ... وغير ذلك ..." فالمراة ليست قضيتها فقط أنها تريد أن تسمع كلاماً وقصائد وأشعاراً، وإنما كل القضية لديها أنها تريد أن تشعر بأنها تشكل قيمة عاطفية في حياة زوجها وأنها تحتل مكانة في قلبه وأحاسيسه والجمل التي ذكرت فيها من التعبير عن احتياجاتها تلك وتفي بشيء كبير من الغرض.
• واجه الزوجة دائماً بالأمور التي تبعدك ظاهرياً ونفسياً عنها وبمعنى آخر المصارحة معها حول أخطائها وتقصيرها (ولا سيما في أوقات الصفاء) وعدم الهروب إلى الخارج أو إلى القنوات والإنترنت، ولا تجعل الأمور تتراكم وتتراكم حتى يثقل القلب ولا يتحرك أبداُ بأي عاطفة.
• أخبر زوجتك عندما تكون في حالة نفسية غير جيدة أو عندما تقع تحت ضغوط خارجية معينة وأشركها معك في همومك ولا تعتبر ذلك تنازلاً أو نقصاً في شخصيتك ففي هذه الخطوة خير وأثر كبيرين فهي الزوجة وإن افترضنا أنها لم تقف معك في محنتك فهي على الأقل ستجد لك العذر على تقصيرك معها ولن تشكل عليك عبئاً نفسياً إضافياً.
• شاركها في الرأي والمشورة... وذلك لا يعني أبداً أنك تنازلت عن رجولتك لأنك صاحب القرار بل على العكس تماماً فالزوجة عندما تسمع كلمة "تعالي يا فلانة أريد أخذ رأيك في شيء مهم" فلعل في ذلك أثراً قوياً وأغنية جميلة ربما يغنيها عن سماع قصيدة غرامية كاملة لقيس أو عنترة؛ حيث أن ذلك يعني أن لها مكانة غالية لديك وهذا هو ما تريده الزوجة، ولعل في موقف الرسول صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية أكبر الدليل عندما تأثر الصحابة من بعض ما جاء في الصلح واحتار الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية إزالة هذا الأثر عنهم وحثهم على الحلق والعودة إلى المدينة فسأل أم المؤمنين فاقترحت عليه أن يخرج أمام الناس ويحلق هو أمامهم فإذا رأوه -وهو قدوتهم- سيفعلوا مثله وينتهي الموقف. وفعلاً هذا ما كان... فإذا كان رسول الهدى عليه الصلاة والسلام استشار زوجته في قرار غاية في الأهمية، فهل يمتنع بعضنا عن مشاورة زوجاتهم في أمور أقل من ذلك بكثير؟

ثم خطوات يقوم بها الزوجان معاً:
• البعد عن التعالي والعودة إلى البساطة حيث يحدث أن الزوج كلما ارتفع منصبه الوظيفي أو الزوجة ارتفعت مكانتها الاجتماعية أو علت شهادات الاثنين التعليمية أو مستواهما الثقافي شعرا بأن ذلك يحتم عليهما تقمص شخصيات وسلوكاً معينة مواكبة للمكانة التي أصبحا عليها؛ وبالتالي يعيش كل منهما في عالمه وبمعزل عن الآخر ولا يتنازل الاثنان للنزول إلى مستوى البساطة المطلوبة، فربما تنعدم الألعاب والتسالي والترفيه الذاتي بينهما ويصبح لكل منهما أسلوباً معيناً في الكلام والحوار واللقاءات والعلاقات الاجتماعية وخلافه، ونفس الأثر تحدثه زيادة المشاغل والارتباطات.
وعلاج ذلك بسيط جداً، وقد أرشدنا إليه سيد الخلق أجمعين صلوات الله وسلامه عليه والذي لم يكن ولن يكن أحد في الأولين ولا في الآخرين في درجة انشغاله فقد كان صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وقائداً للجيوش وقاضياً بين الناس ومعلماً ومربياً وغير ذلك، وبالرغم من كل ذلك كان يتنازل ويتواضع للصغار قبل الكبار ثم إذا كان مع زوجاته كان أشد ما يكون تواضعاً، وإن ما أردت الاستشهاد به هو سباقه صلى الله عليه وسلم مع أمنا عائشة رضي الله عنها.. هل جرب أحد الأزواج من ذوي المناصب العليا أو الأزواج المشغولين بأن يتسابق مع زوجته في حديقة أو في مكان بعيد عن أعين الناس؟؟ هل تتخيلون إلى أي مدى من التواضع والبساطة والحب الذي ينشأ بين الزوجين بعمل كهذا؟ جربوه وأخبرونا...
إذاً... عندما يعجز الزوجان عن تبادل عبارات الحب... فهناك وسائل أخرى تبقي عليه وإن لم يكن في صورة جمل.
ومن أهم هذه الصور هي الألعاب والسباقات والملاطفات والنكات المباحة وغير ذلك.

• جلسات النور والإيمان في المنازل لها اثر عظيم في تنشيط الهمم وتجديد العواطف وإحلال البركة والسكينة على الأسرة. فمثلاً جلسة بسيطة يومية أو أسبوعية تمارس فيها المسابقات القرآنية والإسلامية والثقافية أو حتى الرياضية، وكذلك جلسات أخرى يتناول فيها بعضاً من سيرة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وزوجاته الطاهرات رضوان الله عليهن أجمعين حتى نتعلم القدوة الصحيحة في العلاقات الزوجية ولنمسح بها آثار القدوات الفاسدة التي استقيناها من الأفلام والمسلسلات والروايات على مر عقود من الزمن وصورت لنا نماذجاً خيالية من العلاقات الزوجية، مما أدى إلى -مع عدم واقعية هذه النماذج- إلى السعي لإيجاده من الطرفين (ولا سيما بعض ضعيفات الإيمان من الزوجات) حتى وإن كان بالحرام.
• جلسات المصارحة واتخاذ القرارات العائلية الهامة التي تتعلق بأمور ومستقبل العائلة وأفرادها.
• استخدام أساليب الكتابة لمن يعجز عن إيصال ما يريد إلى الطرف الآخر.
• الهدية من أبسط الوسائل التي تقرب بين الزوجين وفي نفس الوقت لا تحتاج إلى كثير كلام أو تعابير فهي في حد ذاتها خير تعبير على المحبة والمودة وبالتالي ننصح بتداولها من فترة لأخرى، ونذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا".

وأخيراً:فإن ما ذكر يُعد غيضاً من فيض لخطوات ووسائل كثيرة يمكن للزوجين القيام بها لإذابة الجليد العاطفي وتنمية الحب بينهما ركزنا فيها على بعض النقاط الاجتماعية والنفسية الرئيسية وتركنا الكثير الكثير الذي يمكن لكل زوجين إيجاده بشراء بعض المطبوعات والكتيبات والمحاضرات الموثوق فيها من المكتبات الإسلامية ومن ثم القيام بما فيها.

وأخيراً أسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح كل الأزواج المسلمين وأن يجعل بينهما مودة ورحمة وأن يجعلهم جميعاً نواة خير وقوة وعزة لمجتمعات المسلمين، وأن يجعل الهداية والسعادة والرحمة والبركة والخير حليفهم جميعاً، وأن يخرج منهم الذرية الصالحة التي تكون قرة عين للإسلام والمسلمين.. إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد."







التوقيع :




نصمت أحيانا ليس لضعف فينا..حتى ولو فسره الأخرون ذلك..
..نصمت لأننا نعلم أن الجرح أكبر من كل الكلام الذي يقال..
..نصمت أحيانا لأن خيبتنا كانت أكبر من كل لغات العالم..
..نصمت أحيانا لأن كل شئ إنتهى ولن يعود..

!!فما فائده الحديث لقلوباً صماء لا ترى سوى نفسها فقط..؟..

رد مع اقتباس
 
 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كاركتير يبن حال بعض الأزواج في هالزمن سـَمآ ♪ :: منتدى الصور والكاريكاتير:: 18 15-05-2010 03:07 PM
متجر لبيـــــع الأزواج ...!!! شمس الأصيل منتدى القصص والروايات 17 06-05-2010 10:57 AM
صمت الأزواج: قاتل الزوجات سطام الشمري منتدى الأسرة 9 19-08-2008 02:09 AM
انتبهوا يا الأزواج أبو مالك :: منتدى المواضيع المكررة:: 1 01-11-2007 09:38 PM
محـــل لـبيـع الأزواج ... أســيرالـشوق :: المنتدى العام :: 2 04-04-2007 01:21 PM



الساعة الآن 06:57 PM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت