بسم الله الرحمن الرحيم
..
.
الرسول عليه الصلاة والسلام توقف عند جنازة اليهودي ، قالوا له : يهودي
قال : أليس من خلق الله ؟!!
إنسانية الرسول لا مثيل لها والأمثلة تجرنا إلى حواره مع طالب الزنا عندما قال له أترضاه لأمك
ولم يزجره أو يأمر بحبسه أو جلده وكذلك الأعرابي الذي تبول في المسجد فأي أخلاق عظيمة
عند شخص بعظمته عليه الصلاة والسلام .
مدرسة في الأخلاق والدعوة والجذب والتنوير ، ليتنا نتوقف هنا قليلاً للبحث في أسلوب وطريقة
المدرسة النبوية في التعامل مع المخالف و الدعوة السليمة الحميمة الجاذبة لا الطاردة
والنصوص الشرعية الجميع يعرفها ولكن ليتها معرفة قلبية أو علمية وعملية بل حفظ بلا تطبيق
ولا أزكي نفسي ولكن الحكمة إن جازت تسميتها فهي مطلب أو يفترض أن تكون كذلك عن كل
شخص واقعي مُنصف بلا أدلجة واعتذر على إيراد هذه الكلمة لأني أعرف أن المؤدلج يكره أن يقال له ذلك .
يقول البعض أو يفهم الغلظة كما يريد أو لأنها جاءت موافقة لحماسته الغير منضبطة أو متطابقة
كـ لفظ مع ما تريده نفسه الشريرة ليمارس غلظته كما جاءت تربيته للأسف وهو انعكاس للأخلاق
( أخلاق الجميع ) وليست أخلاقهم أو أخلاقنا ، وكل إناء بما فيه ينضح وإن كان خير فلن ينضح سوى
بالخير وهكذا دواليك .
يقول البعض بأن الآخر منافق ويحتاج للسياط ولا أدري كيف يأتي بمثل هذه الأقوال ولماذا
وهل يعرف ناتج هذا الفعل ؟ أم على عماها يرعاها ؟ .
فهذا علي بن أبي طالب قد بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهبة في أديم مقروظ لم
تحصل من ترابها ، فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع إما علقمة بن علاثة وإما عامر بن الطفيل ، فقال رجل من أصحابه : كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء . قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء . يأتيني خبر السماء صباحا ومساء . قال فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار ، فقال : يا رسول الله اتق الله ! فقال : ويلك ! أو لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله . قال ثم ولّى الرجل ، فقال خالد بن الوليد : يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ فقال : لا لعله أن يكون يصلي . قال خالد : وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ، ولا أشق بطونهم . رواه مسلم .
مجرد مثال بسيط من المدرسة النبوية وهذا المثال في التعامل مع المنافقين ولم يكن الرفق في شيء
إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه .
كل هذا إذا أسلمنا أن المحاور الآخر منافق أو كافر ولكن يبدو على الأغلبية بأن العناد يأخذهم
والسؤال : لماذا أفتح على نفسي باب شر من أجل الانتقام للنفس كقولي فلان كافر أو منافق
وأنا لست في حاجة لذلك والمعلوم أنها إن لم تصيب فسترجع لي كأني مسكت البندقية معكوسة
لأرميه بالرصاص لأرمي نفسي فهل نحن بحاجة لذلك ؟
جزء يسير جداً من مدرسة النبي عليه الصلاة والسلام أضعه هنا ومالم أضع أكثر وأشمل
وأقوى وأجمل .
تحياتي ،،،،