أشارت الدراسات إلى أن أكثر الأشياء التي تسببالألم هي تلك التي تعجز عن السيطرة عليها، (لا يمكننا تغييرالماضي،
ولا يمكننا كشف المستقبل، ولذلك فإن الشيءالوحيد الذي نستطيع التحكم فيه هو الوقت الحاضر).
وعندما نتعلم بجدية كيفية التعامل مع هذاالوقت، سوف نستعيد السيطرة على كثير من الأمور المفقودة، ونخفف
من الضغط الذي نتعرض له سواء من مسببات نعرفها، أو من مجهولة!
لكن المشكلة الأساسية وإن كانت تبدأ من تدفقينابيع تلك الصور والأشياء التي تعجز عن إيقافها، أو حتى تفسير
لماذا الآن تأتي؟ أو لماذا تفسد كل اللحظات حتى الاعتيادية منها؟
إلا أن الأهم فيها هو ذلك الأفقالرحيب الذي يمتد أمامك فجأة من مسودات الألم، وأنهار
الوجيعة دون أن تكون مستعداً لها!
تبدو وأنت مستسلم لذلك الألم الذي حاصرك، واكتنفحاضرك انك أصبحت المحتكر الرئيسي له!
وأنك باحتكارك لهأصبحت الأصل والصورة الحقيقية التي تظهر ذلك التحكم المطلق في واقعك الذي هبط عليكفجأة!
والأهم في ذلك أن هذه اللحظات المشحونة، فيالغالب لا تمنحك القدرة على شحن مخيلتك بأفكار تفتح تلك الطرق
المغلقة من أجل الانطلاق منها والمغادرة بعيداً!
تفتقد دون أن تكون متعمداً الرغبة في الانتصار علىالألم، أو الخروج من سحر هذا الانسجام مع هذا الألم الذي
يسرق كل لحظات الحاضر، ويحرمك من التحدي!
بمرور الوقت وباتساع تجربتك في هذه المعايشةالمفتوحة تستشعر تدريجياً انه بإمكانك التغيير!
وأنهلابد أن تكون هناك شراكة حقيقية بين إحساسك بهذا الألم، وبين الرغبة في الخروج منه!
وإن هذه الرغبة لن تكون، وهذه الشراكة لن تتحقق إلامن خلال تفنيد هذا الحاضر الذي تسيطر عليه بآلامه،
وثباته أيضاً، ووجهه الذي تعرفه، معرفته بشكل أكبر، حتى وإن كان من خلال
الاحتكار للتعامل معه بطريقة تفتح الأفقللتصورات، ولملامح حياة صحيحة، تدرك فيها ما تريد اختياره بعيداً
عن تعاملك معها وكأنها نص مغلق غير قابل للشرح، أو الفهم!
عليك أن تبدأ من خلال بوابة التصورات،حتى وإن استشعرت لحظتها ان أبرز ملامحها أمامك أن لا ملامح لها!
انت تحتكر الحاضر مع آلامه ولكن تتناسى أنكتمتلك الغد الذي هو مليء بالتصورات، والذي من الممكن أن يكون أفضل كثيراً.
الغد الذي عليك أن تخضعه لدائرة الحلم بالأفضل لتحفزنفسك وتحثها على المضي قدماً دون انقطاع.
غد مفتوح وسيظل بأحلامه التي قد تكون كبيرة إنأردت أن تلّون حياتك بها، وتهتم وتسعى إلى تحقيقها!
بعض المهتمين بدراسة الذات يرون أن أفضل طريقة لذلك عندالسقوط في الألم، هي التعامل مع الأحلام من خلال أخذ نفس عميق
وطرح سؤال على النفس (ما هوالحلم الكبير الذي أريد تحقيقه، أو الدور الذي أريد أن ألعبه في حياتي؟ وعندما تكتبالجواب
عن السؤال تسأل نفسكبعده (هل يمكنني ان أعدّد خمس خطوات تساعدني على تحقيق دوري؟
تحقيق حلمي الذي أبحث عنه، والذي من الممكن انيتحول إلى حقيقة إذا قطعت عهداً على نفسي بأن أعيش حسب
هذا الحلم الكبير وليس الواقع الذي أنا به!
من المؤكد ومن تجارب كثيرين بأن الثقة في النفس بتحقيق ما تريد تدفع إلىتحقيقه، وأن الثقة في الخطوة الأولى تحمل
بعيداً إلىخطوات أكبر، وتُشعر بأنك الشخص الذي يستطيع تحقيق الهدف!
تتألم ولكن تمتلك القدرة على التحكم بمشاعرك لتعيش حياة تمنحك المزيد منالرضا عن النفس، وتجعلك أقرب إلى هواية
ممارسة الحياةحسب حقيقتها التي عليك أن تتقبلها بشجاعةوهدوء!