ليال قضيتها تائها..
أينما أذهب لا أجد ضوءا ينير لي دفاتري..
كتبت وكتبت ولكن لم أكن أرى كتاباتي ولا أدري شيئا عما كنت أكتبه..
عتمة تخالط تفكيري.. ظلام غطى كل آمالي..
وكان همي أن أكتب لأجل الكتابة لا أكثر..!!
أكتب ليمتص القلم همومي وأحزاني .. و يفرغها على أوراق مذكرتي التي ملئت بعض صفحاتها بكتابات عشوائية وكلمات مجنونة..
و لطخت بعضها بأحزان تراكمت على شكل بقع حبر..
كنت دائما أتمنى أن يشرق النور علي..
ليحررني من سجن اللون الأسود .. ولكي
تتفتح كلماتي بضوء يمنحها قليلا من الوضوح و اللمعان..
* * *
و صدفة – وما أحلى الصدف –...
في ليلة كنت أتجول في ظلامها و اليأس قد خيم على عقلي..
و قلمي بدأ يجف و أوراق مذكراتي تتساقط مني..
رأيت ضوءا قد لاح من بعيد.. ضوءا كضوء القمر..
فوددت أن أقترب منه.. ليمنحني بعض الأمل..
فتحديت نفسي وبذلت قصار جهدي .. حتى بدأت أقترب منه شيئا فشيئا..
فإذا بجميلة تحمل قنديلا في في يدها.. أقتربت منها أكثر..
فتفاجئت مني.. بدوت لها و كأني شخص مهووس!!
سألتها ان تمنحني شيئا من نورها.. لأستريح من ظلمات – سئمت مني قبل أن اسأم منها -!!
تلك الجميلة رفضت طلبي في البداية..
لكن إحساسي بروعة ذلك النور جعلني أصر على أن أبقى في أرجائه..
وحين رأت اصراري بدأت تتحدث معي.. محاولة اقناعي بإن أترك لها نورها وأرحل..
لكن فجأة – ولا أدري السبب – .. تقبلت وجودي و ابتسمت لي..
حدثتني عن نفسها .. و فتحت لي قلبها.. فوجدته كقلبي مليء بالأحزان و الهموم..
و إنها تعاني بعض ما أعانيه..
ومع مرور الأيام تبادلنا الأحاديث.. نصحتني .. وجهتني.. و أعطتني دروسا عن تجاربها في الحياة..
تبادلنا الأفكار.. اختلفنا في بعض الأحيان .. و اتفقنا في أحيان كثيرة..
مضت الليالي .. و انا أستمتع بنور أمدني بالحياة من جديد.. و أعاد لكلماتي بريقها المفقود..
حتى جاء يوما شعرت فيه أن نورها بدأ يخفت.. و أنه بدأ يصيبني بالكآبة..!!
و أنني يجب أن أرحل و أترك نورها.. لأبحث عن نور جديد!
– لا أعلم – ربما كنت مخطئا في شعوري..!!
ودعتها ورحلت عن نورها..
لكن إلى يومي هذا لم أجد نورا كنورها..
لم أجد نورا رائعا يضيء مذكراتي كما فعل نورها..
اليأس بدأ يتسلل إلى أعماقي.. إلا أن الأمل موجود عندي..
فمازلت أحفظ درب الرجوع لنورها..
لكن يبقى السؤال.. هل ستقبل عودتي بعدما رحلت؟؟!!
تحياتى الخاصه لكم