اللحمية الأنفية عبارة عن التهاب في الجيوب الأنفية غير مُشخّص كما يجب لأنها مجهولة وعوارضها شائعة مثل انسداد ممر الأنف الهوائي أو الصداع. لذلك، يجب التنبّه إلى ذلك لإجراء الفحص المناسب والاستفادة من علاج فاعل.
اللحمية الأنفية مرض التهابي مزمن يصيب الجيوب الأنفية، وناجم عن سليلات مخاطية تتكوّن على غشاء الأنف المخاطي وتسبّب احتقاناً في الجيوب.
السليلة المخاطية عبارة عن ورم حميد، تتميّز بنموّها على الغشاء المخاطي تحديداً. فغالباً ما نجدها على الغشاء المخاطي للقولون، المستقيم، الرحم، وأيضاً على غشاء الأنف المخاطي. وحين تتكاثر هذه السليلات، نتحدث عندئذ عن اللحمية الأنفية. في هذه الحالة، قد تجتاح في النهاية جميع الجيوب الأنفية وتسبب انسداداً في الأنف بدرجات متفاوتة. يعاني المصابون بهذا المرض من التهاب متكرّر في الجيوب الأنفية، فقدان حاسة الشم، صداع، سيلان في الأنف غالباً، فضلاً عن نوبات عطاس. يُشار أيضاً إلى أن ارتباط هذه العوارض بالربو شائعٌ (في 25 % من الحالات).
في حال لم تُعالج اللحمية، تستمر السليلات المخاطية في التمدّد واجتياح مجموع التجاويف الأنفية، ما يسبّب انسداداً كاملاً في الأنف فضلاً عن فقدان نهائي لحاسة الشم.
متى نستشير طبيب أنف، أذن، وحنجرة؟
على كل شخص يستشير غالباً طبيبه بسبب التهاب متكرّر في الجيوب الأنفية، سيلان في الأنف، انسداد، وغيرها، أخذ موعد لدى طبيب اختصاصي في أمراض الأنف، الأذن، والحنجرة للخضوع لفحص سريري للأنف. سيطلب هذا الاختصاصي حتماً إجراء صورة مقطعية للجيوب الأنفية، ما يسمح بتأكيد التشخيص بالإصابة باللحمية الأنفية.
ما هو علاج اللحمية الأنفية؟
تبرز فاعلية العلاج الطبي في معظم الحالات، إذ يقوم على علاجات قصيرة الأمد بواسطة الكورتيزون خلال فترة ظهور العوارض، ولا سيما على البخاخات الأنفية اليومية. يسمح هذا العلاج بفتح ممرات الأنف وعدم حدوث مضاعفات، وكذلك بالتخلّص من الصداع المرتبط باحتقان الجيوب الأنفية بالسليلات المخاطية.
إذا كان ثمة ارتباط بين هذه العوارض وداء الربو، يُنصَح باستشارة طبيب أمراض صدرية.
في حال عدم إتيان العلاج الطبي فاعليته، أو كانت السليلات المخاطية في غاية الكثافة، يكمن الحل عندئذ في الجراحة التي تقضي بإزالة السليلات المخاطية وبالتالي إعادة تشكيل تجويف كاف في الأنف. تتطلّب هذه الجراحة دقّة كبيرة ومستوىً عالياً من الاحتراف. من المهم إذاً اختيار الفريق الطبي الذي يملك اطلاعاً واسعاً على هذا المرض.
ما فائدة الصورة المقطعيّة؟
تسمح هذه الصورة برؤية الأنسجة ومحتوى الجيوب الأنفية، الجبهية والوتدية، بشكل مقطعي. يُستخدم التصوير المقطعي إذن في أمراض الجيوب الأنفية المزمنة مثل التهاب الجيوب الأنفية المزمن، اللحمية الأنفية، أو في حال الاشتباه بوجود ورم حميد أو خبيث. وعموماً، لا يتطلّب الفحص حقن المريض بمواد مظللة.
ما المعلومات التي يوفّرها التصوير المقطعي؟
تصعب عادةً رؤية الغشاء المخاطي الذي يغطي الجيوب الأنفية بواسطة الصورة المقطعية نظراً الى رقّته. لكن في بعض الحالات، يمكن رؤية غشاء مخاطي سميك، كما في حالة التهاب الجيوب الأنفية المزمن حيث يسمح التصوير المقطعي أحياناً بكشف عائق يحول دون تصريف ما يسبّب هذا المرض من الجيوب الأنفية (مثل انحراف حاجز الأنف، سليلة تعيق فتحة الجيوب، إلخ).
وفي حال وجود ورم حميد أو خبيث، يسمح التصوير المقطعي من جهة بتحديد امتداد الورم داخل الجيوب الأنفية، ورؤية ضرر محتمل في الأنسجة العظمية المحيطة بها من جهة أخرى. يُذكَر أن هذا النوع من الفحص يستغرق 20 دقيقة.
لآاراكم الله بأس..
دمتم بعآفيه ..