نقف أحيانا عاجزين عن التعبير ..
تلجمنا الدهشة والغرابة والمفاجأة
تجاه سلوكيات البعض من هؤلاء البشر ...
وأمام ضرورة التعامل وحتمية التعايش
نواصل المسير ونتجاهل ما يحدث أحيانا ..
ونتجرأ في أحيان أخرى لنرتكب ردة فعل
قد تكون قاسية ومؤلمة وجارحة وكافية
لوضع حدود جديدة وخطوط حمراء
تكفل الحفاظ على الخصوصية وعلى أحقيتنا
بأن نفعل ما نحن مقتنعين به ما دام لم يخرج
عن المقبول والممكن تقبله دينيا وعرفيا وذوقيا
أن ما يجول بخاطري اليوم ليس له علاقة مباشرة
بمعاني الحب ولكن هو في النهاية سلوك منسوج
في مجموعة سلوكيات يجمعها الحب الحقيقي !!
كيف تتصرف عندما يواجهك موقف مخالف لما تريد
ولما تفعل ولما تشعر انه صحيح ؟؟
كيف تتصرف عندما تصطدم بجدار من الرفض
والاستنكار والاستهجان من إنسان مقرب أو معروف لديك
صديق كان أو حتى غريب على ما تقوم به
أيا كان هذا العمل ثم تتفاجأ بأن نفس هذا الإنسان
يتصرف نفس تصرفك وينتهج نفس منهجك الذي كان يرفضه بشدة !!
لتقع أنت في حيرة من هذا التناقض وتصاب بنوع
من اهتزاز الثقة بهذه الأشكال والنوعيات من البشر ...!!
وتتسائل :
هل هي قناعات مزيفة أم هو حب الاعتراض فقط المجرد الاعتراض لدى هؤلاء !!
انها اصناف موجودة شئنا أم أبينا تعيش بيننا وتقتات على الحسد والغيرة العمياء
وأحيانا كثيرة على الفراغ والتخلف والجهل ...
ولك أن تتخيل حجم الصدمة في موقف كهذا وحجم الأذى الذي قد يصل الى التجريح !!
إن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعتز بعقله وبفكره وبرأيه
لأنه كيان منتج وهبه الله الإدراك والعقل والتمييز
لذا ليس من السهولة أن نتقبل
من يعترض دون أن يفهم !
من يجادل دون أن يعرف !
من يتجرأ دون أن يتأكد !
من يهاجم دون أن يستوعب !
من يستخف بنا ويصرعلى إصطياد أخطاء
قد يراها هو بنظرة فقيرة مجحفة وخالية من المنطق !!
اذا لماذا نعير هؤلاء أو ما يقولونه الاهتمام !!
قد لا نكتشفهم الا متأخرين ولكن حتما سنكتشفهم
وقد لا نفهم أسلوبهم ونواياهم مبكرا
ولكن بديهي جدا أن تتضح الصورة .
عندها لن يشفع لهم التبرير المصطنع
ولا الاعذار الواهية والمزيفة ...
جميل جدا أن تجد من يفهمك ويقدر ما تصنع
وجميل أكثر عندما يقف لينبهك
عندما تخطيء وتتعدى الحدود
والأجمل عندما تتأكد وتثق
بأن كل ذلك حقيقي وصادق
مصدره اعتزاز واحترام وخوف عليك .
اذا مرحبا بمن ينصح من قلبه وإن أخطأ ..
ومرحبا بمن يحترم عقليتنا وإن اختلفنا معه ..
ومرحبا بمن يدرك بأنه من المستحيل
أن تطالبني بالمثالية وانت بعيد عنها ..
اهلا بكل رأي يخالفني ولكنه يحترمني
واهلا اكثر بكل اعتراض وانتقاد ضد ماافعل
إن هو تحلى بهدف النقد البناء وليس الهجوم العشوائي .
وحدهم هؤلاء نحترمهم ونقف لهم ونتقبلهم