كفيك يا أماه نفسـي أقفـرت ستموت إن لم تروَ من شلالها
عينيك يا أماه لست بمبصـرٍ مالم أكحِل ناظري بجمالهـا
رمشيك إن الدهر ملتهب هنا لتقرّ عيني في نعيم ظِلالهـا
قدميك ألزمهـا فثـمّ منـازلٌ بسواهما لن أرتقـي لنوالهـا
برديك إني في شتـاءٍ قاتـل مالم أبِت يا أمِ تحت جلالهـا
نعليك أحملها لتعلـو رتبتـي في جنة أرنو لفيضِ غِلالهـا
مدّي يديك من الجنوب فإنني في حاجةٍ لحنانهـا ودلالهـا
أماه إن أذى الحياة أصابنـي وغرقت يا أماه في أوحالهـا
لم أحظَ في الدنيا بما أملتُـه منها وذقت المرّ من أهوالهـا
أماه نفسي في غيابك تشتكي من همها القاسي ومن أغلالها
أتصدقين بأنني فـي حيـرة يا أم من روحي ومن أفعالها
تنسلُ من جسدي إليك فترتوي وتعود تسقيني ألـذّ زُلالهـا
فيلومني جسدي ويسأل ناقمـا أفصالُه يا أم قبـل فصالهـا
ويغار منها أن رآهـا حـرةً تلقاك في أحلامهـا وخيالهـا
أماه عذرا إن تباطأتِ الخُطا فالساق يا أماه رهنُ عِقالهـا
حبلاً إليك فإن نفسي أُرهقـت وتصرّمت يا أم كل حِبالهـا