تحرص الكثير من الأسر بالمدينة المنورة على اتباع التقاليد الاجتماعية في الزواج، رغم التطور الذي شهده المجتمع، من هذه العادات ليلة الحناء أو الغمرة للعروس والراية للعريس.
تقول أم سلطان إن لديها أربع بنات زوجتهن تباعا، وجميعهن أقامت لهن ليلة الحناء والغمرة، وتضيف "من المستحيل أن أقدم واحده على أخري فجميع بناتي سواسية عندي فرغم التكلفة المالية لإقامة الغمرة، إلا أنني أجد السعادة الغامرة في وجوههن في ليله الحناء، وتذهب أم البنات الأربع إلى أن تكلفة الليلة الواحد تصل إلى مبلغ 15 ألف ريال سعودي من إيجار لقاعه تقام فيها المناسبة، ولبس العروس والذهب.
وعن معنى لفظة "الغمرة" تقول أم نوف إن العروس تغمر نفسها باللبس والذهب، حتى لا يظهر شيء من شكلها أمام الحاضرات، حيث يقتصر ذلك على الأهل من أهل العروس مثل العمات والخالات والأقارب من الدرجة الأولى.
وتضيف أم نوف أن العروس ليلة حناها أو غمرتها ترتدي لباسا واسعا وفضفاضا، وتغطي رأسها بطرحه، وتتزين بالذهب، فيما تغطي وجهها بالذهب الخالص وهو ما يسمى "بالبرقع".
وتشير أم نوف إلى أن العروس في ليله الغمرة تضع الحناء على اليدين والأرجل، وتظهر للأهل والمعازيم من الأقارب على طبيعتها من حيث الماكياج الخفيف والشعر المسدول على الأكتاف.
وتستطرد قائلة "تختلف ظروف الأسر المالية، فالبعض يستطيع شراء الغمرة، والبعض يحصل عليها من المشاغل، وهناك سيدات يقمن بتأجيرها، فيما تستغل الحاضرات من الأهل المناسبة لتقديم الهدايا الخاصة للعروس في ليلة حناها أمام الجميع، وعادة ما تكون الهدايا أطقم ذهب أو عطورات قيمة، وتقدم أم العروس في ليلة غمرة ابنتها هدايا لجميع المدعوات تتمثل في أكياس من الحناء المديني الشهير وعطور وكحل وحلوى بعلب فاخرة.
وتزف العروس من قبل عماتها وخالاتها والأقارب على الرقص ودق الدفوف حتى منتصف الليل. وتقام ليلة الحناء بقاعات الأفراح أو منزل أم العروس.
وتقول أم عبدالعال صاحبة تأجير ملابس الغمرة للعروس، "تكلفة لباس العروس من ألفي ريال حتى ثلاثة آلاف ريال لليلة الواحدة، وتشمل ثوباً مدينياً باللون الوردي وتاجاً ومقنعاً وماساً ولؤلؤاً وسنية التاج.
وتضيف أم عبدالعال أن خبرتها تصل إلى 15 سنة قضتها بين المجتمع المدينى والتي تختلف طباعهم وأذواقهم حيث هناك من يطلب الغمرة الخليجية من لباس يتكون من مقطع أو دراعة أو الغمرة الهندية التي تشمل البلوزة والتنورة.
وللعريس نصيب أيضا من العادات الشعبية، ومن هذه العادات "الراية" التي اندثرت، وتظهر أحيانا بصورة قليلة، وهي أن تقيم أم العريس ليه الراية، وفيها ترفع علما أخضر على سطح منزلها أو على مدخل المنزل ابتهاجا بزواج ابنها، وإعلانا للزواج.
وعن الراية تقول أم فواز "ليلة الراية عادة شعبية تتكفل بها أم العريس، وفيها تقيم حفل عشاء بمنزلها، يجتمع فيه الأهل والأقرباء، وبعد العشاء ترقص الفتيات على الأهازيج الشعبية.
وتقول أم فيصل "في الماضي كانت أم العريس ترفع العلم على المنزل إيذانا بالفرح، ليعرف الجميع بذلك موعد الفرح، والذي يكون عادة في اليوم التالي لرفع الراية
ويرتدى ثوب العروس المديني غالباً يوم الحنة أو يوم الفرح مساءً ويتكون من"مقنع ولباس وثوب وقميص داخلي ومرتبة وتاج "
ويصنع غالباً من الكنتيل أو التُّل، الذي يحضر من الهند أو باكستان، و أما في الوقت الحالي فصار يصنع في مكة .
ويوجد من الزي المديني عدة ألوان منها: الوردي ـ الفوشي، ويتناسب لونه مع لون المرتبة .
طريقة اللبس:
ترتدي العروس اللباس أولاً، ثم القميص، ثم الثوب، وبعد ذلك المجامر ؛ وهي تلف في الشعر وأحياناً يستغنى عنها حسب طول الشعر، ثم يوضع التاج وعليه المقنع.
ويغطى وجه العروس بقطعة من التُّل الأبيض مكتوب عليها " لا إله إلا الله "باللؤلؤ أو الكنتيل أو الخيط القصب.
الزفة:
تزف العروس على الكراسي الصغيرة، ولا بد من وجود شخصين يتبادلون تناول الكراسي . وغالباً تزف العروس مع اثنين يرتديان الزبون.
كان الثوب المديني يكلف الكثير، بيد أن الأسعار قد انخفضت في الوقت الحالي إلى حد ما، وهذا الزي لا يوجد إلا في المدينة ومن هنا اشتق اسمه
r&7