ESPN الشهيرة تقرأ ماضي الأخضر السعودي وطموحاته نحو مونديال 2014
تقرير أميركي: ريكارد في مهمة التعامل مع لاعبين يأكلون بشراهة وتدخل المسؤولين في عمله
صورة ضوئية لتقرير اي اس بي ان
نشرت قناة ESPN الأميركية الرياضية اليوم الاثنين تقريرا مطولا عن المنتخب السعودي و تعاقده مع المدرب الهولندي ريكارد تحت عنوان: "السعوديون يتوجهون لهولندا لاستعادة التألق".
وجاء في التقرير المعد من قبل جون ديوردن – الخبير في شؤون الكرة الآسيوية في الشبكة - ما نصه: "أحد أعضاء الجهاز التدريبي للمنتخب السعودي و خلال مباراة الدور الربع النهائي لكأس آسيا 2007 في جاكرتا أمال رأسه ناحيتي و قال وهو يتذمر من آثار العرق و الرطوبة "المشكلة في لاعبينا ... فهم ليسوا بجوعى للوصول الى القمة. يملكون القدرات الفنية و التقنية و لكن عقليا ..."
الا أنه وان كان اللاعبون السعوديون يفتقدون الطموح للمقارعة أفضل اللاعبين حول العالم فإن الكلام لا ينطبق على اتحاد اللعبة السعودي، و الذي أثبت بأنه ليس مستعدا للتنازل عن العرش الآسيوي بسهولة عبر توقيع عقد من الوزن الثقيل مع الهولندي فرانك ريكارد.
فالسعوديون الذين وقعوا عقدا فيمته 9.3 مليون جنيه استرليني لمدة 3 سنوات يسعون لاستعادة أمجاد الصقور الخضر ابتداء بما صنعه ليو بينهاكر في مونديال 1994 عندما استطاع العبور بالفريق الى الدور الثاني من المونديال.
الا أنه و بعد 10 سنوات لم تكن الأمور على مايرام بعد أن قاد فاندرليم (مساعد مدرب أجاكس عام 1995 و كان ريكارد وقتها أحد لاعبي أجاكس) المنتخب الأخضر ليتذيل مجموعته بنقطة يتيمة. وهو ما كان بمثابة الصدمة للسعوديين بعد أن كان الأخضر السعودي طرفا في المباراة النهائية 6 مرات متتالية.
الا أن البعض في المملكة اعتبر ما حدث بمثابة الأمر العابر خصوصا بعد ما قدمه نادي الاتحاد خلال عامي 2004 و 2005 في دوري أبطال آسيا من مستوايات مبهرة و لعبه في كأس العالم للأندية عام 2006 و لعبه على نهائي كأس آسيا 2007.
ومنذ ذلك التاريخ و الأخبار السيئة تلاحق المشجعين و الاتحاد. فكوريا واليابان المنافستان اللدودتان للأخضر تقومان بكل ما لا يستطيع الأخضر القيام به. فالبلدان تصدران أمهر لاعبيها لأكبر دوريات العالم. و أندية البلدين تسيطر على بطولات آسيا للأندية. و الفريقان استطاعا الوصول الى مراحل متقدمة جدا في نهائيات كأس العالم. لذا فقد كان وجود الصقور الخضر خارج مونديال جنوب أفريقيا أمرا صعبا عليهم بعد أن كانوا الممثل الدائم للشرق الأوسط لـ4 دورات متتالية.
و يضيف التقرير: "ومما زاد الأمر صعوبة هو أن السعوديين كانوا قاب قوسين أو أدنى من التأهل المباشر و لم يتمكن اللاعبون من ذلك ليتبعوا ذلك بالفشل في تجاوز عقبة الجار الأصغر البحرين.
و يضيف ديوردون: "يجمع كل من قابلته في المملكة من الرياضيين على أن لاعبي منتخبهم الوطني يملكون من المهارات ما يفوق لاعبي شرق آسيا بكثير الا أن روحهم القتالية داخل الملعب أقل بكثير من تلك الموجودة لدى نظرائهم من الشرق".
وعلى غير عادة الاتحاد السعودي والذي يقوم بتغير المدربين بنفس السهولة التي يستطيع من خلالها ميسي تجاوز آخر المدافعين (34 مدربا في آخر 25 سنة) لم يقم الاتحاد السعودي بإقالة المدرب خوسيه بيسيرو و الذي خلف ناصر الجوهر في محاولة التأهل الى مونديال جنوب أفريقيا.
الا أن البرتغالي لم يتمكن من تقديم الأخضر السعودي كما يجب و هو ما كلفه منصبه بمجرد انتهاء أول مباراة في البطولة. ليعود بعدها الاتحاد السعودي الى المدرب الدائم للمنتخب السعودي ناصر الجوهر (توني باركس الشرق الأوسط) ليتولى مهمة الانقاذ للمرة الخامسة. و لم يستطع الجوهر انقاذ الوضع بل مني الفريق بخسارة تاريخية من اليابان بالـ5. لتزداد الأوجاع مؤخرا بحصول المنتخب السعودي على أسوأ تصنيف دولي له و هو يحتل المرتبة الـ 92 بعد أن استطاع أن يكون في المرتبة الـ 23 خلال شهر مايو 2004 وهو ما كلف الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز منصبه كرئيس عام لرعاية الشباب ليخلفه الأمير نواف بن فيصل بن فهد.
أما الأمير نواف فقد احتاج الى الوقت ليتمكن من تقديم اسم كبير مرضٍ وجدير بثقة الجماهير و للاعلام بعد جولة من المفاوضات مع العديد من المدربين و الأسماء كان أقربها البرازيلي ريكاردو جوميز.
و بالتأكيد فإن وجود المدير الفني الأسبق لبرشلونة الإسباني على رأس الهرم التدريبي السعودي و وجود المدير الفني السابق لريال مدريد البرتغالي كارلوس كيروش (عمل بيسيرو مساعدا لكيروش في تدريب ريال مدريد) على رأس الهرم التدريبي لمنتخب إيران سيزيد من لهيب مباراة الفريقين الحامية دائما.
ستكون بداية عمل ريكارد في المنتخب السعودي في الطريق نحو "برازيل 2014" مريحة وهادئة. فالفريق سيواجه منتخب هونج كونج في مباراتين نهاية الشهر الحالي. قبل ان يبدأ الصراع نحو التأهل. مدرب الفريق البطل و الفائز بكأس الأبطال الأوروبية عام 2006 يعطف حاليا على دراسة DVD عن المنتخب السعودي و لاعبيه قبل أن يراهم بعينيه بعد أيام.
سيرى الكثير من الصور عن لاعبين موهوبين و سيتساءل لماذا لا يعرف المزيد حولهم. و حينها سيعرف الجواب إذ إن عدم وجود العديد من نجوم اللعبة السعوديين في الدوريات العالمية أحد أسباب تأخر اللعبة في هذا البلد عن كوريا و اليابان. فاللاعبون في المملكة و معظم دول المنطقه لا يفضلون الخروج من بلدانهم الى دول جديدة وتحديات جديدة.
بشكل أو بآخر ، يبدو أن ياسر القحطاني هو مؤشر قوة أو ضعف المنتخب السعودي. فاللاعب الذي برز كأحد أهم هدافي القارة منذ مونديال 2006 لم يستطع أن يقدم كل طاقاته في خدمة منتخبه مع انتشار الشائعات حوله. و لم يتمكن ياسر من الوصول للعب في أوروبا سوى في محاولة تجريبية واحده في مانشستر سيتي عام 2007.
ولعل مهمة ريكارد النفسية الأولى ستكون احتضان ياسر و اعادة تأهيله إذ إنه واذا ما نجح في ذلك فستكون البرازيل أقرب بالتأكيد. كما سيكون المهاجم الثاني في المنتخب نايف هزازي و الذي يبدو أنه لم يستعد مهاراته منذ اصابته في عام 2009 من المهمات التي يجب على ريكارد العمل عليها، اذ يعتبر هزازي أحد أفضل المواهب السعودية التي استطاعت اسعاد السعوديين مؤخرا.
من ناحية أخرى تبرز في الممكلة مشكلة كبيرة تكمن في قلة الاستثمار في القطاعات السنية. هذه المشكلة المستمرة منذ عقود هي نتاج سيطرة مجموعة من الرجال شديدي الثراء على الأندية و رغبتهم في تحقيق انتصارات و نتائج سريعة.
و بالتأكيد فإن المسؤولين السعوديين يعرفون بأن المبلغ الضخم المدفوع للهولندي هو مبلغ يصب في هرم اللعبة. وهو ما يحتاج الى جهد كبير يبذل فيما دون ذلك من مستويات الهرم.لذا فإن غياب برنامج وطني للفئات السنية يترك مستقبل كرة القدم في البلاد تحت قبضة الأندية و التي في العادة تفضل استبدال المدرب نتيجة خسارة عدد من المباريات بدلا من التركيز على العمل طويل الأجل.
صحيح أن هناك بعض العلامات الجميلة من التقدم الحاصل في فريق النصر الا اننا نحتاج أن ننتظر لنرى متى يكون التقدم الحاصل في النصر هو القاعده في كل الأندية بدلا من أن يكون الاستثناء.
اما اتحاد اللعبة فعليه أن يركز على الفريق الوطني بطرق جديدة ، فبالرغم من أنه لم يصدر أي تصريح من مدربين سابقين للمنتخب السعودي عن تدخلات مباشرة في عملهم، الا أن هذا لا يعني وجود مثل هذه التصرفات في كرة القدم السعودية وخصوصا على مستوى الأندية.
لذا فإن الكثير من الساخرين يعلقون بأن السبب في استقدام الجوهر كلما انحرفت الأمور عن مسارها الصحيح هو أن المدرب الوطني أكثر قبولا للتعلميات القادمة من الأعلى. و يبدو أن هذه المشكلة لن تواجه ريكارد الآن.
فالمعطيات تدل على تغير كبير في توجهات الاتحاد. فبالتأكيد لن يقوم الاتحاد بدفع مبلغ كبير جدا لمدرب كبير ومن ثم يملي عليه ما عليه عمله. كما أن مدربا كبيرا استطاع الفوز بدوري الأبطال لاعبا و مدربا لن يقبل مثل هذه التوجيهات بسهولة.
كذلك فإن دفع مثل هذا المبلغ الكبير يعطي المدرب الكثير من الاستقرار الوظيفي للعمل على منظور متوسط المدى لتطوير الأخضر دون القلق على منصبه فيما لو تعرض لبعض النتائج المتواضعه في البداية.
أخيرا لعل الجزء المثير في الموضوع هو أنه لا يستطيع أحد الآن أن يتنبأ عما سيحدث و ماذا سيقول ريكارد عن لاعبيه الجدد و الموظفين و كيف سيكون منظره على الدكة خلال
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري