لا عـيب في المسـلمين اليوم ،
سـوى أنهـم : نسـوا الله فأنسـاهم أنفسـهم !!!
زاغـوا عـن بابه ، فأوكـل أمرهـم إلى أنفسـهم ، فتخطـفتهم الشـياطين !!
فكـانت النتيجـة :
أن غـدوا بين الأمـم سخـرية للسـاخرين، ونكـتة يتسلى بها العـالم في مجالـسه.. !
وأمسـوا أشبه بالكرة تتقـاذفها أقدام اللاعـبين هنا وهـناك..!!
والعـجب الذي لا ينقضـي منه العـجب نفسـه :
أن أكـثر المسلـمين ارتضـوا هذه المـهانة ، واستمـرأوا هذا الـهوان ..!!
قـال تعالى :
( فَلَـمَّا زَاغُوا : أَزَاغَ اللَّهُ قُـلُوبَهُمْ ،، وَاللَّهُ لا يَهْـدِي الْقَوْمَ الْفَـاسِقِينَ) ..
وقـال جل في عـلاه :
(وَمَـنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْـرِي :فَإِنَّ لَهُ مَعِيـشَةً ضَنكًا ،،وَنَحْـشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَـةِ أَعْمَى ) ..
والآيات التـي تقرر هذا المـعنى كثيرة ..
فلا حـل إذن أمام هـذه الأمة للخـلاص من هذا الوضـع المـشين الـذي تتردى فيـه ،
إلا أن تصطـلح مع ربها سبحـانه :
فتعـود إليه بقـوة ، وتنشغـل به ومن أجـله ، ولا تزيغ عـن بابه ، وتتمـسك بهـديه ،
ولا تتخـذ لها قـدوة غير نبـيه صلى الله عـليه وسلم في كـل شئونهـا ..
وكـل طروحات وأفـكار فلاسـفة الـدنيا ومفكـريها وخـبرائها ،
إذا لـم تنبثق عن هـذا المصـدر الرباني ، فـلا عبرة لـها ، ولا التفـات إليها ،
فإنمـا هي فرقعـات هـواء ، وطنـطنة ولغو حـديث لا يعـيننا في شـيء ،
مـع أن غـير هذه الأمة ربمـا انتفع به ، بشكـل أو بآخر ..
قـال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّـذِينَ آمَنُواْ: اسْتَجِـيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَـاكُم لِمَا يُحْـيِيكُمْ ...)
لاحـظ قـوله : لما يحييـكم ...
فـلا حياة إذن لـمن لا يستجـيب لله ولـرسوله صـلى الله عـليه وسلـم ..
وتاريخ هـذه الأمـة خـير شاهـد علـى ذلك :
فـي الوقت الذي تقـبل هذه الأمـة على الله بهـمة ، وتلـزم هديه ، وتتمـسك به ولا تفـرط فيه :
ينصـرها الله سبـحانه ، ويعـزها ويرفـع شأنها ، ويمـكّن لها فـي الأرض ،
ويجعـل لها الـسيادة، وتصـبح الكـلمة كلـمتها ..!
وفي الوقـت الذي تعـرض عن الله سبحـانه :
يتخـلى عنها ، لتتولاهـا الشيـاطين ، ويمـرغ أنفـها أذل خلـق الله ، ويمسـحون بكرامـتها بلاط الـدنيا !!
فـلا تعـجبك أجسامـهم ، فإنما هـي أجسـام البغـال ، في عقـول العصـافير !
ولا تعجـبك أمـوالهم ، فإنمـا هي حـجة الله في أعـناقهم ، يحاسـبهم على مثاقـيل الذر !
ولا يستخـفنك الذين لا يوقـنون ..فإن موعـدهم الصـبح ، أليس الصـبح بقريب !؟.
وسـنة الله ماضـية ، والغـلبة لـدين الله طال زمـن أو قصر ، والإسـلام قـادم قادم ..
إن لم يكـن بهـؤلاء الـذين على ظهـرها اليوم ، فبدمـاء جـديدة يهيـئها الله سبـحانه
كـما قال تـعالى :
( وَإِن تَتَوَلَّـوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًـا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُـونُوا أَمْثَالَـكُمْ )
وسيـأتي نصر الله والفـتح ، وسيدخـل الناس فـي دين الله أفـواجا ..
لا شـك فـي ذلك ولا ريب ..
هـذا يقين لا يتزعـزع ، وعـقيدة نلقـى الله عليـها ، لأن نصـوص القرآن والـسنة تقررها وتؤكـد عـليها ..
ولـكن يبقى السـؤال : ماذا فعـل كل منا فـي ذات نفسـه ، ومع من حـوله ..!؟
كـثيرون جـدا بيننا وفـينا ومـنا ، لا زالوا يقطـعون أعمـارهم في التلـهي !!
ويحـسبون أنهم يحـسنون صـنعا !!
هيهـات.. هيـهااات ..!!
كـن رابط الجـأش وارفـع راية الأمـلِِ ** وسرْ إلـى الله في جـدٍ بلا هـزلِ
وإن شعــرتَ بنقــصٍ فيكَ تعـرفـه ** فغــذِ روحـــكَ بالقـــرآن واكتــمــلِ
منقول