~ أعمال السرائر ~
ومن البشارات أيها المؤمنون أن يكتب الله جل وعلا لأحد من الناس قبولاً في الأرض ومحبةً من الناس وذكراً طيباً قال (( صلى الله عليه وسلم )) : " هذا عاجل بشرى المؤمن "
لكن هذا الأمر يحتاج إلى شيء من السرائر يصنعها العبد وقد قدمنا إن رجلاً من الصالحين يقال له أبو عثمان النيسابوري كان محبوبا من الناس ففي أخريات حياته جاءه رجل فقال له يا أبا عثمان انك لست إماماً ولا خطيبا ولا..ولا..وانني أجد الله قد وضع لك قبولاً في الأرض ومحبة فأسألك بالله ألا أخبرتني بأرجى عمل عملته في الدين فوافق الرجل على أن يخبره شريطة ألا يحدث به الناس إلا بعد موته فحدث به السامع بعد موته قال يا هذا انه جاءني رجل ذات يوم أظنه من أهل الصلاح فقال لي إني أريد أن أزوجك ابنتي فقبلت فلما دخلت عليها فإذا هي عوراء شوهاء عرجاء لا تحسن الكلام وليس فيها من الجمال مثقال ذرة فلما رأيتها رضيت بقضاء الله وقدره فأقمت معها خمسة عشر عاماً فتنت بي وليس في قلبي نحوها من الهوى والميل مثقال ذرة لكنني كنت صابراً عليها أحسن إليها ولا اخبرها عما في قلبي إجلالاً لله تبارك وتعالى حتى توفاها الله جل وعلا .
وكان من تعلقها بي أنني تمنعني أن اذهب للمسجد والى أقربائي وأصدقائي تريدني طوال اليوم والنهار أن أكون معها فأطيعها في كثير من الأحيان ولم اخبر بهذا احدً ولم اشتكي أمري إلى احد غير الله وفعلت ما فعلت إجلالا لله فإن كان الله يقول كتب لي قبولاً فإني أرجو الله أن يكون بسريرتي هذه
فمن أعظم ما تتقرب به إلى ربك أن يكون بينك وبين الله جلا وعلا سريره لا يعلمها أحد من الخلق تدخرها لنفسك بين يدي الله في يوم أحوج ما تكون فيه إلى ما يكسي عورتك ويطفئ ظماك ويجعلك تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ، فأعمال السرائر إذا أخلص العبد لله النية وكان له عمل سواء عملاً عبادياً محضاً بينه وبين الله أو عملاً ذات عد بينه وبين الخلق كإحسان لوالده أو قياماً على أرمله أو عطف على يتيم أو غير ذلك مما شرع الله مما لا يمكن لي ولا لغيري أن يحصيه فجعلته سريره تدخرها بينك وبين الله كان ذلك من أعظم البشارات لك تأتيك بشارته في الدنيا فبل الاخره الم يقل نبيكم (( صلى الله عليه وسلم )): يا بلال إنني ما دخلت الجنة إلا ووجدت دف نعليك أمامي وتعجب (( صلى الله عليه وسلم )) يدخل الجنة في منامه ورؤيا الأنبياء حق فكلما دخلها يسمع صوت خشخشة نعليّ بلال ( رضي الله عنه وأرضاه ) فأخبرني يا بلال بأرجى عملاً عملته في الإسلام ؟ فقال يا رسول الله إنني ما كتب الله لي وضوءً قط توضأت في ساعة من ليل أو نهار إلا و صليت لله ما شاء الله لي أن أصلي . فهذه سريره وأن أظهرها بلال بعارض لكن عظمتها في مداومتها وأحب العمل إلى الله جل وعلا أدومه وكلما ابتلي الإنسان ببلاء ونجح في الابتلاء كان ذلك بشارة من الله له بالثبات يوم القيامة يوم تزل الأقدام والله كما قلت في الأول حكماً ذو عدل لا يمكن أن يهبك هبه ومنزله حتى يؤهلك بالوصول إليها إذا أراد الله لك منزله أعطاك ما يعينك على الوصول إليها إما بالفقد وإما بالعطاء ، يعني أما تفقد شيء فتصبر وإما يوفقك الله لعملاً صالحاً فتصنعه .
الدقيقة 45 من شريط الدر المنثور
للشيخ: صالح المغامسي _ حفظه الله وشفاه_
هنا الشريط
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=55934
وهنا المحاضرة مفرغة بملف وورد
http://www.geocities.com/al_mokhbtat2006/adrmnthor.doc
نفعني الله واياكم بما سلف
من بريدي