خمسة أسابيع فقط كانت كافية ليعلن فريق ريال مدريد الأسباني لكرة القدم بقيادة مديره الفني البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو أن ملامح الفريق ومسيرته في الموسم الحالي لن تختلف كثيرا عن نظيرتها في الموسم الماضي.
وبعد مسيرة رائعة في فترة الإعداد للموسم الحالي حيث حقق الفريق الفوز في جميع المباريات السبع التي خاضها في فترة الإعداد ، لم تأت بداية الموسم مبشرة على الإطلاق سواء على مستوى النتائج أو تعامل اللاعبين مع المنافسين وتعامل مورينيو مع المواقف التي تواجهه.
وأصبح الشجار والمشادات وحالات الطرد والانتقادات للحكام وإثارة الجدل داخل وخارج الملعب هي السمة المميزة للفريق الذي استهل فعاليات الموسم الجديد بالسقوط أمام منافسه التقليدي العنيد برشلونة في كأس السوبر الأسباني.
وجاءت الهزيمة المفاجئة للفريق أمام ليفانتي صفر/1 مساء أمس الأحد لتثير المزيد من الشكوك حول قدرة الفريق على استعادة لقب الدوري الأسباني الغائب عنه منذ ثلاثة أعوام.
كما أثارت المباراة أمس العديد من علامات الاستفهام حول الفريق في ظل الفارق الهائل المفترض أن يتفوق به على ليفانتي الذي لم يصل إجمالي رواتب لاعبيه مجتمعين إلى راتب كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد.
وبدت مباراة الأمس مشابهة كثيرا للمباراة التي خاضها ريال مدريد أمام مضيفه دينامو زغرب الكرواتي في بداية مشوار الفريقين في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء الماضي مع الفارق في النتيجة حيث حقق ريال مدريد الفوز على دينامو زغرب 1/صفر وإن كان الفوز جاء بشق الأنفس.
ومثلما حدث في كرواتيا ، أنهى ريال مدريد مباراة الأمس بعشرة لاعبين فقط بعدما طرد لاعبه الألماني الدولي سامي خضيرة ليصبح ثالث لاعب من ريال مدريد يتعرض للطرد في ست مباريات رسمية خاضها الفريق هذا الموسم.
وجددت مباراة الأمس مشاهد الاشتباك والتصادم والمشادات مع لاعبي الفرق المنافسة والتي تكررت أكثر من مرة في مباريات ريال مدريد الموسم الماضي وكانت أكثر جذبا للاهتمام والدهشة من المستوى الذي يقدمه الفريق.
كما اعتدى بيبي لاعب ريال مدريد مجددا على أحد لاعبي ليفانتي خلال سقوطه على الأرض.
ولم يخل الأمر من الانتقادات حيث ألقى ريال مدريد مجددا باللوم على مستوى التحكيم وانتقد تعرض لاعبه كريستيانو رونالدو لمزيد من الخشونة.
وقال بيبي بعد المباراة :"تعبنا من ذلك ، نتعرض لإصابات في كل الملاعب والمباريات. سقطنا في فخ الخشونة أمام ليفانتي وأمام الحكم أيضا".
وبدأ ريال مدريد الموسم بممارسة فاصل جديد من التوتر والاشتباكات وذلك خلال مباراته أمام برشلونة في كأس السوبر الأسباني ولكن برشلونة ومديره الفني جوسيب جوارديولا نجحا مجددا في الاحتفاظ بأعصابهما هادئة.
وفي المقابل ، واصل مورينيو وفريقه تصعيدهما للتوتر في مباريات الفريق على كافة الأصعدة محليا وأوروبيا وأدرك المنافسون جيدا كيفية استغلال عصبية بيبي وزميليه البرازيلي مارسيلو والأرجنتيني آنخل دي ماريا وغيرهم ممن يمكن استفزازهم واستثارتهم بشكل سهل.
وأظهرت مباراتا هذا الأسبوع الفارق الحقيقي بين برشلونة وريال مدريد حيث اكتسح برشلونة منافسه أوساسونا بثمانية أهداف نظيفة أمس الأول السبت دون أي عناء أو مشاكل أو خشونة بينما مني ريال مدريد بالهزيمة أمس وسط مباراة متوترة شهدت طردا وعددا كبيرا من الإصابات بسبب الخشونة الزائدة.
ولم يتردد مورينيو في تحميل الهزيمة للاعبه سامي خضيرة حيث أكد المدرب الكبير أن لاعبي ليفانتي يدركون كيفية التمثيل وادعاء العرقلة والإعاقة ولكن خضيرة سقط في هذا الفخ ليتعرض للطرد.
كما برهن مورينيو أمس الأول السبت وقبل يوم واحد من المباراة أنه لم يتغير وأنه ما زال على طريقته في انتقاد وإثارة العداء مع منافسيه أكثر من محاولاته لتصحيح الأخطاء في فريقه.
ورد مورينيو أمس الأول بسخرية على تصريحات جوارديولا وأكد أن فريق ريال سيكافح بقوة من أجل "البقاء" في الدوري الأسباني.
وقال مورينيو :"سنكافح على مدار الموسم ليس للفوز بأي شيء وإنما لحصد 40 نقطة تمكننا من البقاء في دوري الدرجة الأولى" متهكما على تصريحات جوارديولا يوم الجمعة التي أكد فيها أنه لا يتعهد بإحراز أي لقب مع برشلونة هذا الموسم.
وأشار جوارديولا يوم الجمعة إلى أنه لم يتعهد بإحراز أي لقب في الموسم الحالي كما لم يسبق له أن تعهد بإحراز أي من ألقابه ال12 السابقة مع الفريق لكنه لم يلمح إلى منافسه ريال مدريد مثلما كان حاله دائما على مدار المواسم الثلاثة الماضية منذ توليه تدريب برشلونة.
ولكن مورينيو استغل المؤتمر الصحفي أمس الأول قبل مباراة فريقه مع ليفانتي ليسخر من تصريحات جوارديولا قائلا :"هدفنا هو الاستمرار في دوري الدرجة الأولى من خلال حصد 40 نقطة. وإذا نجحنا في تحقيق هذا الهدف سريعا ، سنضع لأنفسنا هدفا أكبر".
وكان التواضع المعهود عن جوارديولا هو طريقه إلى الفوز بينما كانت سخرية مورينيو وغروره طريقا إلى الهزيمة.