قال الرسـولُ مُبلغـاً ومُكَرِّمـا
اني بُعثتُ الـى الانـامِ معلمـا
أحْسِنْ بناءك كي تكون مُكَرَّمـا
ما اعْوجَّ مِنْ خُلُقٍ لهمْ وَمُقَوِّمـا
في القلب لا تُنْسى وتبقى بَلْسَما
بمجالسِ الزُّمَلاءِ أو مَنْ عَلَّمـا
وَتُكِـنُّ حبـاً للمعلـم مُفْعَـمـا
فَوَجَـدتُ أمّـاً أو أَبـاً ومعلمـا
سيكون نَشْئاً بائسـا وَمُحَطَّمـا
ان غابَ مصدرُه تَحَوَّلَ مُظْلمـا
دَوْرُ المعلم ان يُمَيِّزَ مـا سمـا
ان كان مصدر نورهم قد أُعْتِمـا
في مهنةٍ او منصبٍ قد أسْهَمـا
والارض تحيا بعد غيث قد همى
أو أُمَّةٍ صَعَدَتْ تُحاذي الأ نْجُمـا
في عدة وصناعـة قـد صَمَّمـا
قُوموا تنالوا جنةً فاحموا الحِمى
وَلْتَغْسِلوا عارَ المذلـةِ بالدِّمـا
جيلا على الاسلام لن يستسلمـا
فاضْرِبْ بعطف وَلْتكنْ مُتحكمـا
وَعْظُ النساءِ وَهَجْرُهُـنَّ تَقَدَّمـا
برجو الشفاء وإن قسا أنْ يَكْلُما
طلابـهُ ابنـاؤهُ كـي يرحمـا
يَحْنو عليهم لن يَضِجَّ ويسأمـا
وتراه إن حزنو ا بـدا متألمـا
فَتَحَ القلوبَ وأعْيُناً بعد العمـى
ولسانـهُ لا يلفظـنَّ مُحَـرَّمـا
والحرص كل الحرص ألاّ يأثمـا
ومحبةً حتـى يُحِبّـوا المسلمـا
لا لن يخادعَ جيشَـه أو يظلمـا
وَيَصُدُّ عن شرٍ حَـذارِ جَهنَّمـا
لو كان فينا مِثْلُـهُ لـن نُهْزَمـا
ومجرباً فاسْـألْ فلـنْ تتنَدَّمـا
ما كُلُّ مَنْ ألقى الكـلامَ تَكَلَّمـا
بعضٌ لبعضٍ واجبٌ أنْ يخدمـا
تُثْري المدارِسَ عِـزَّةً وَتَقَدُّمـا
قد خَرَّجَتْ خيرَ الأنـامِ وَأَعْلَمـا
هـذا الـذي لله عـاشَ مُعَلِّمـا
هو نحلةٌ كَمْ قَـدْ تَكِـدُّ لِتُطْعِمـا
أهـداهُ للطـلابِ منـهُ تَكَرُّمـا
يا فَرْحَةَ الأستاذِ لَمّـا قـد نَمـا
الكـل إن لَقِـيَ المعلـمَ سَلَّمـا
في كلِّ أرضٍ مَنْ يَـراهُ تَبَسَّمـا
فالعلمُ يَبْقى لَنْ يَمْوتَ وَيَهْرَمـا
ذِكْراً بِدنيـا أو بِأُخْـرى مَغْنَمـا
لم نَجْزِهِ مهما مَنَحْنـا الأَوْسِمـا
فاقَ الجميـعَ كَرامـةً وَتَقَدُّمـا
الجِيْلُ ضاعَ وَكُلُّنا لـنْ نَسْلَمـا
صَلِّ الجنازةَ وابكهـا مُتَرَحِّمـا
فَيُضاعِفُ الرحمنُ أجْراً أعْظَمـا
قد لامَ شَوْقي وَالهُدى أنْ يَحْلمـا
والعلمُ في الإسلامِ كـان مُقَدَّمـا
قالَ الرسـولُ لَعلَّنـا أنْ نَفْهَمـا
فهـي العبـادةُ إنْ أردتَ تَعَلُّمـا
لم ينس ربي بل يكونُ الأَكْرَمـا
يُعْطيكَ ربي أجْرَها لَنْ يَهْضِمـا
والنقصُ في الإنسانِ كانْ مُحَتَّما
اني أرى في قَوْلـهِ قَـدْ عَمَّمـا
أنْ يُشْبِهَنَّ بِفِعْلِهِ رُسُـلَ السَّمـا
وهو التقي على النصيحة أقْسَما
منهم عقولَ الجيلِ كانْ مُسَمِّمـا
معَ مَنْ يَكونُ مرارةً أو علقمـا
معَ مَنْ يكون لنفسهِ مُستسلمـا
تلقـاهُ دَوْمـاً لَيِّنـاً مُتبسـمـا
يقضي الحياةَ بِغَيْظِـهِ مُتَجَهِّمـا
هـل مِثْلُـهُ حقاًيكـون مُعَظَّمـا
لـم يبـغِ الا سمعـةً وَدَراهمـا
رُدَّتْ مَحاسِنُهُ على مـن أنْعَمـا
رَجَعَتْ جرائِمُهُ على من أجْرَمـا
والفَحْمُ صانِعُـهُ تـراهُ أسْحَمـا
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري