في كل عام، ومع اقتراب موسم الحج يشتد شوقي وحنيني لبيت الله الحرام، وأشعر أن دقات قلبي تلبي مع كل من لبى وطاف، وكل ذرة في جسدي تهفو إلى إجابة دعوة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ، فتسارع بالتلبية والتكبير، وتفيض عيني بالبكاء، وأردد في شوق وحنينلبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك).
ترى هل يأتي يوم أحج فيه إلى بيت الله الحرام؟! لألبي دعوة أبينا إبراهيم -عليه السلام- وأكمل الأعمدة الخمسة لإسلامي، ويلبي معي الشجر والحجر، فقد قال - صلى الله عليه وسلم-: " ما من مسلمٍ يلبِّي إلاّ لبَّى من عن يمنيه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرضُ من ها هنا وها هنا" [الترمذي].
ترى هل تنادي الملائكة من السماء: لبيك وسعديك، زادُك حلال وراحلتُك حلال؟! ؛ لأعود بحج مبرور وذنب مغفور، تُرى سأكون ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا خرج الحاج حاجّا بنفقة طيبة ووضع رِجله في الغرز (وهو ركاب من الجلد) فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء (أي مَلَك): لبيك وسعديك، زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور" [رواه الطبراني في الأوسط].
ترى هل يأتي يوم أطوف فيه حول الكعبة، وأقبل الحجر الأسود، كما قبله النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة؟!
ترى هل يأتي يوم أسعى فيه بين الصفا والمروة، كما فعلت أمُّنا هاجر؟!ترى هل أشد الرحال إلى مسجد رسول الله وأصلي فيه ؛ لأحظى بثواب ألف صلاة أو أكثر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه"
ومع كل هذه المشاعر الغامرة، لا أملك سوى الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه أن يرزقني حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا ...