لقي شابان سعوديان مصرعهما وأصيب أربعة آخرون بتسمم خطير نتيجة تسرب غاز ثاني كبريتيت الهيدروجين من معمل القطيف لفرز الغاز عن الزيت (1)، التابع لمنطقة الجعيمة النفطية، شماليّ مدينة الدمام. وقع الحادث صباح أمس الأحد، فيما يُرجّح أن يكون سببٌ فني وراء الحادثة.
واستنفرت شركة أرامكو السعودية أجهزة الطوارئ وفرق السلامة والأمن الصناعي وأمن المنشآت للتعاطي مع الحادث وتطويق تبعاته من خلال خبراء ومتخصصين في تسربات الغاز السام، فيما وُضعت فرق الدفاع المدني الحكومية في الجبيل وراس تنورة على أُهبة الاستعداد تحسباً لأي طارئ. وشرعت أرامكو في إحراق الغاز في مداخن معمل القطيف، حيث وقع الحادث، ضماناً لعدم وجود أي تسرّب محتمل يمكن أن يلحق أضراراً جديدة.
وكانت عمليات الطوارئ بأرامكو قد تلقت بلاغاً في الساعة 11.30 تقريباً عن وجود تسرب غاز لمادة ثاني كبيرتيت الهيدروجين السام (h2s) من أحد خطوط الإنتاج في معمل القطيف (1) التابع لإدارة الإنتاج الشمالية بأرامكو السعودية، وسقوط ضحايا بين العاملين استنشقوا الغاز السام. وقد هرعت فرق طوارئ من الشركة تساندها فرق أمن المنشآت وتمكنت من السيطرة على الموقف في مدة وجيزة، بمساعدة نظام السلامة الآلي الذي يعمل تلقائياً في حالات الطوارئ ويوقف ضخّ المواد النفطية مباشرة منعاً لاستمرار التسرّب وزيادة المخاطر.
وقد نُقل المتوفيان و المصابون إلى مستشفيات الشركة، وعلمت "الوطن" أن حالة اثنين من المصابين حرجة، حيث وُضعا تحت العناية الفائقة. والمتوفيان يعملان على وظيفة "فني تشغيل" بالشركة وهما: عبدالعزيز بن سفر الزهراني (34 عاماً، و فواز بن محيا العتيبي (29 عاماً).
أما المصابون فهم: خليفة بن علي صالح (43 عاماً)، وفلاح بن ناصر آل صليع (36 عاماً)، وحسن بن علي الشمر (38 عاماً) وإياد بن إبراهيم الجهني (27 عاماً).
وطبقاً لمصدر في دائرة الأمن الصناعي بأرامكو السعودية؛ فإن التسرّب نتج عن مشكلة فنية، ونفى المصدر وجود أية شبهة لها صلة بعمل تخريبي أو جنائي. ولم تحصل "الوطن" على معلومات دقيقة حول كمية المادة المتسرّبة.
وأكدت مصادر متطابقة أن الغاز المتسرّب هو غاز كبريتيت الهيدروجين المعروف، تقنياً بـ (h2s).
ويتمّ استخلاص هذا الغاز من الزيت المستخرج، ويتمّ نقله إلى منطقة الجعيمة لفصل بعض مركباته، ومن ثمّ تحويلها إلى منطقة البرّي الصحراوية لتحويل المواد المستخلصة إلى كبريت صلب، ثمّ يتمّ تسويقه، محلياً وعالمياً، لأهميته في الصناعات الأساسية وأعمال التعدين.
وأكدت مصادر علمية شدة خطورة المادة الغازية ونتانة رائحتها التي تشبه رائحة البيض الفاسد، ويمكن كشفها بواسطة شبكة نظام حساس جداً. وأشارت إلى أن التعرض لهذا الغاز بمقدار (1000 من مليون) لمدة 30 دقيقة تنتج عنه حالة تخدّر وانهيار في الجهاز العصبي ومن ثمّ الدخول في حالة إغماء يمكن أن تفضي إلى الموت في حال تأخر التدخل الطبي الدقيق والسريع. وتتضاعف المخاطر في حال زيادة كمية استنشاق المادة عن ألف من مليون. وقد أسهمت شبكة الإنذار المبكر المعمول بها في أرامكو السعودية في إيقاف ضخ الغاز في الشبكة في وقت مبكر، ومنع مزيد من التسرّب.
من جهته نفى مدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية اللواء عبدالله غرسه لـ"الوطن" علمه بالحادث مؤكداً بعدم تلقي إدارته أي بلاغ بالحادث
م ن ق و ل
~ ~~ ~ ~~ ~ ~~ ~
إنا لله و إنا إليه راجعون . . .
رحم الله عبدالعزيز و فواز و أسكنهما فسيح جناته
الله يشافي المصابين و إن شاء الله يقومون بالسلامه . . .
إحترامي