اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > المنتدى الإسلامي
 

 
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-2012, 09:20 PM   رقم المشاركة : 1
فلق الأسحار
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية فلق الأسحار
الملف الشخصي







 
الحالة
فلق الأسحار غير متواجد حالياً

 


 

Arrow حِفْظَاً لُأسَرِنَا






حِفْظَاً لُأسَرِنَا



إن الحديث عن الأسرة له أهميته، فهي حجر الزاوية في بناء المجتمع المسلم السليم ، والقاعدة التي يقوم عليها بناء الأمة، وقد كانت الأسرة تُمثل أهم عناصر النبوغ في حياة السلف، وزرع الهمة العالية منذ نعومة أظفار الأبناء ، وهذا ما قد يفسر لنا سر اتصال سلسلة النابغين من أبناء أسر معينة كآل تيمية مثلاً، وهل يمكن لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز – رحمه الله - أن يقوم بواجبه في تجديد الدين، ويتهيأ له-بعد عون الله- لولا البيئة الصالحة والأسرة الكريمة التي وجهته إلى المعالي، وبذرت الهمة العالية في قلبه منذ الطفولة ؟ ، و لهذا عُني الاسلام ببناء الأسرة وإحكامها ، قبل الزواج وبعده ، بين أسباب الألفة ووسائل حسن المعاشرة، و شيَّد صرح المحبة بين
أفرادها بتأسيس حقوق معلومة أوجب القيام بها ، وحث على تماسك الأسرة ، و حذر من هدمها، ونفر من زعزعة أركانها، وانفصام عراها . وكلنا يعلم أن الحياة الأسرية لا تخلو من مكدرات ومتاعب، ثم لا تلبث أن تنقشع غيومها وتتذلل عقباتها ويذوب جليدها بالصبر والحكمة، وضبط النفس، والفطنة، فمن من البشر لا يخطىء؟ مَنْ من الناس بلا عيوب؟ ومَنْ منهم لا يغضب أو يجهل؟ ، وما أعقل وأحكم أبا الدرداء – رضي الله عنه - وهو يخاطب زوجته: " إذا رأيتني غاضباً فرضيني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب ".
إن الكيان الأسري ليس امرأة فقط، وليس رجلاً أيضاً، إنما هو كيان متكامل، للمرأة وظيفتها، وللرجل وظيفته المكملة، ولو تعاضدا وتشاورا وأدى كلٌ منهما رسالته في التربية والبناء لما أصيب السواد الأعظم من الأسر بالخور، والفشل، والضعف، والهلاك و لهذا حينما تنشأ الأسرة على قاعدة هشة من الجهل بمقاصد الزواج السامية ، والحقوق الشرعية المتبادلة ، يكون السقوط السريع والمريع عند أول عقبة في دروب الحياة ، لهذا نرى هذا السيل الجارف المحزن من حالات الطلاق بلا أسباب مقنعة أو خلافات جوهرية ، وما أفظعها من خاتمة مروعة موجعة، هي قرة عين الشيطان، فعن جابر – رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال: فيدنيه منه، ويقول نعم أنت، فيلتزمه)) [مسلم] والشيطان حين يفلح في فك روابط الأسرة، لا يهدم بيتاً واحداً، ولا يضع شراً محدوداً، إنما يوقع الأمة جمعاء في شر بعيد المدى، ذلك أن الأمة التي يقوم بناؤها على لبنات ضعيفة، من أُسر مخلخلة وأفراد مُشَردين، وأبناء يتامى لن تحقق نصراً، ولن تبلغ عزاً، بل تتداعى عليها الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعة الطعام ، و يعاون إبليس في هدم كيان الأسر المسلمة أعوانه من شياطين الإنس ، وإنك لتحزن لذلك الدفق الهائل من السموم عبر الفضائيات لمسخ الأسرة المسلمة، وهدم نظامها بالدعوة إلى تحرير المرأة والتمرد على قوامة الرجل، ورفض بل نزع الحجاب، والنكوص على الأعقاب بتزيين العري والاختلاط، ومحاربة القيم، وتعدد الزوجات، ناهيك عن الدعوة إلى تأخير الزواج،، حيث يصورونه أغلالاً، وقيوداً تُكبل الحرية، ثم لوثوا العقول، وأفسدوا القلوب بعلاقات مشينة سموها صداقة، وزمالة ! جعل الله كيدهم في نحرهم .
ومن الأخطار المحيطة بالأسرة تأرجح مفهوم القوامة بين الإفراط والتفريط، فهي عند فريق من الناس قسوة من الزوج ، وعواصف من الرهبة والفزع يتمثل في التنفيذ دون مناقشة ولا تردد ، وهي عند فريق آخر تتمثل في ميوعة و فوضى يفقد البيت فيها قوامة الرجل فهو حاضر جسداً مفقوداً تربيةً وقيادةً .والحق وسط إذ القوامة الفعالة تعني القدوة في الإيمان والاستقامة ، و ليست مجرد توفير طعام وشراب، وغيره، و ختاماً تأمل أخي هذه الأسر المؤمنة المستمسكة بشرع ربها و التي جعلت مثلها الأعلى أُسوةً وقُدوةً رسول الله صلى الله عليه وسلم:-
• انتبهت امرأة حبيب العجمي بن محمد ليلة وهو نائم، فنبهته في السحر وقالت له: " قم يا رجل، فقد ذهب الليل وجاء النهار، وبين يديك طريق بعيد وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت ونحن قد بقينا" .
• وكان للحسن بن صالح جارية فباعها من قوم، فلما كان جوف الليل قامت الجارية فقالت: يا أهل الدار الصلاة ، فقالوا: أصبحنا ؟ أطلع الفجر؟ فقالت: وما تصلون إلا المكتوبة؟ قالوا: نعم ، فرجعت إلى الحسن فقالت : يا مولاي ، بعتني من قوم لا يصلون إلا المكتوبة، ردني ، فردها.
• وعن ابن عثمان النهدي قال: كان أبو هريرة – رضي الله عنه - وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثاً، يُصلي هذا، ثم يُوقظ هذا، ويصلي هذا، ثم يُوقظ هذا.
• وعن إبراهيم بن وكيع قال: كان أبي يصلي فلا يبقى في دارنا أحد يصلي إلا صلى، حتى جارية لنا سوداء.
فهذه أمثلة للأسر التي قامت على بنيان وثيق من الإيمان و العمل الصالح ، و"إن شئت وصل القوم فاسلك سبيلهم.... فقد وضحت للسالكين عيانا!


المصدر : مجلة الاستقامة

نسأل الله أن يصلح أُسرنا








التوقيع :


لتكن خطواتك في دروب الخير

على رمل ندي

لا يسمع لها وقع

ولكن آثارها بينة




آخر تعديل فلق الأسحار يوم 02-01-2012 في 09:22 PM.

رد مع اقتباس
 
 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



الساعة الآن 03:30 PM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت