يعتبر التعامل مع أكثر من طفل داخل العائلة الواحدة أمرا ليس هينا، ويمكن أن يمثل نوعا من أنواع التحدى، فمثلا إذا كانت الأم تساعد طفلا على ارتداء ملابسه، فإنها ستحتاج للتعامل فى نفس الوقت مع الطفل الآخر الذى يلعب فى المطبخ. وفى سيناريو آخر قد تجرى الأم لتلحق بطفلها الذى يصرخ بينما طفلاها الآخران قد يكونان يتشاجران فى غرفة أخرى. إذا كانت عائلتك بها أكثر من طفل فإنك قد تواجهين مشاكل عند إرسالهم للمدرسة كل يوم. ولكن يجب على كل أم أن تعلم أن التربية والتعامل مع أكثر من طفل ليس بالأمر المستحيل، ويكمن السر فى معاملة كل طفل من أبنائك على أنه شخصية مستقلة وليس جزءا من مجموعة. فكل طفل لديه شخصية مختلفة ومجموعة مهارات ومواهب وقدرات مختلفة عن شقيقه أو شقيقته. وتأكدى أن الحياة ستكون اسهل، إذا قمت بمعاملة كل طفل من أبنائك كشخصية مستقلة. وبالتأكيد فإن الأم إذا كانت قد رزقت بأكثر من طفل، فإنها تواجه تحديات عديدة من ناحية التعامل مع الأطفال يوميا، فسيكون من الواجب عليها تقسيم وقتها بينهم وأن تعاملهم كلهم بنفس الطريقة وتحاول إسعادهم طوال الوقت.
إن المنافسة والغيرة بين الأشقاء هى مشكلة معروفة ومنتشرة فى كثير من العائلات، وهى تظهر فى الأساس عندما يولد طفل جديد فى العائلة ويبدأ شقيقه الأكبر سنا فى الشعور بأنه مهمل وغير محبوب. عندما تكون العائلة فى انتظار مولود جديد تحمله الأم فإن كل الكلام يصبح حول المولود الجديد وكيفية الاستعداد لاستقباله، مما يجعل الشقيق الأكبر يشعر أنه يخسر مكانه فى العائلة وبالتالى فإنه يود استعادة تلك المكانة. ولكن يمكنك كأم أن تحلى مثل هذا الموقف بأن تقومى بإشراك ابنك الأكبر فى التحضير لاستقبال المولود الجديد مع الوضع فى الاعتبار أنه بمجرد قدوم المولود الجديد فلا يجب أن يصبح هو وحده محور اهتمام العائلة كلها أو المنزل كله. وعلى سبيل المثال إذا كنت تقرئين قصة لطفلك وبدأ المولود الجديد فى التذمر، فعليك أن تقومى بإكمال القصة وإذا زاد تذمر المولود أو الطفل الرضيع فعليك أن تقومى لإحضاره وتهدئته وفى نفس الوقت تكملي قراءة القصة لطفلك الآخر. وأحيانا يكون أفضل حل للتعامل مع المنافسة والمشاكل الصغيرة بين أبنائك هى تجاهلها لأنها تكون فى الأساس محاولة لجذب انتباهك واكتشاف ما إذا كنت ستفضلين طفلا على الآخر.
عندما يشعر الأطفال أن لديهم مهمات مسئولين عنها فإن مثل هذا الأمر سيجعلهم يشعرون بالأمان وبأنهم جزء من العائلة وأن دورهم فعال ومهم. واعلمى أن إسناد المسئوليات لطفلك وتشجيعه على تنفيذها بنجاح أمر سيجعله واثقا من نفسه ولديه قدرة على التفكير فى حلول متنوعة لمختلف المشاكل بالإضافة إلى أنه سيتعلم أن يكون أكثر إبداعا فى تفكيره. وتتعدد المهمات التى يمكن لطفلك أن يقوم بها مع اختلاف المراحل العمرية. فيمكن مثلا للطفل الذى يبلغ من العمر عاما واحدا أن يقوم بترتيب ألعابه ورفعها من على الأرض، أما طفل الثانية من العمر فيمكنه أن يجلب لك نظارات القراءة من الغرفة الأخرى أو يحضر لك حفاضة نظيفة لشقيقه الرضيع. أما إذا كان طفلك فى الرابعة من عمره فيمكنه أن يساعدك فى إعداد طاولة الطعام مع الوضع فى الاعتبار أنه فى حالة كان الطفل فى السادسة من عمره فيمكنه أن يساعدك فى إعداد الساندويتشات أو وضع الأطباق فى غسالة الأطباق. ومع تقدم الطفل فى العمر وبلوغه 12 عاما، فيمكنه فى تلك المرحلة إعداد وجبة بسيطة أو تنظيف الغرف أو أن يكون جليس أطفال لشقيقه الأصغر.
- إذا كنت قد رزقت بأكثر من طفل، فيجب أن تقومى دائما بإعداد الجداول لتنظيم يومك ويوم أبنائك مع الوضع فى الاعتبار أن الجدول سيساعدك أيضا فى تقسيم الوقت وتنظيم مهام العمل والتخلص من أى مشاكل
- قومى بالتجهيز لبعض النشاطات أو الأنشطة التى يمكن لأبنائك أن يشاركوا فيها مع بعضهم البعض ويمكن أن تتمثل تلك النشاطات مثلا فى أى لعبة جماعية مع الوضع فى الاعتبار أنك يجب أن تختارى أنشطة مناسبة لجميع المراحل العمرية.
- يمكنك أيضا أن تقومى بترتيب موعد لأنشطة يقوم بها كل طفل على حدة ولكن فى نفس الوقت مثل القراءة أو الرسم أو التلوين
- يجب عليك ايضا أن تقومى بوضع بعض القواعد والقوانين مع الحرص على أن يكون كل طفل من أبنائك على دراية كاملة بتلك القواعد
- كونى صبورة ومرنة وهادئة حتى تتمكني من التعامل مع أى تغييرات مفاجئة بالإضافة إلى إمكانية التعامل على المدى الطويل مع أبنائك.
- يجب عليك أن تكونى عادلة فى معاملة أطفالك وحاولى أن تبتعدى عن تفضيل طفل على حساب الطفل الآخر.