لم تدع لغة الأرقام أي مهنة إلا ونجحت في التدخل فيها ، فما بالنا برياضة - كرة القدم - تعتمد في الأساس على الأرقام سواء كانت نتيجة مباراة ، أو صفقة انتقال لاعب ، أو حتى أرقام قمصان اللاعبين.
وتستطيع تلك اللغة أن تحدد حظوظ كل فريق من الفرق المتأهلة لدور الثمانية لدوري أبطال أوروبا في تكملة المشوار والصعود إلى الدور قبل النهائي عن طريق تحليل الأرقام التي حققتها في الأدوار السابقة.
نبدأ بـ"المعركة" التي سيلعب فيها "هنري وأعوانه" تحت مسمى الأرسنال الإنجليزي مع "فييرا وأعوانه" تحت مسمى اليوفنتوس الإيطالي.
فريق "المدفعجية" هو الوحيد من ضمن الفرق الثمانية التي تأهلت للدور ربع النهائي الذي نجح في تحقيق نسبة نجاح 100% في المباريات خارج أرضه ، هو ما يمثل خطرا كبيرا ضد "السيدة العجوز" ، إذ فاز "هنري وأعوانه" في أربع مباريات خاضوها خارج ملعبهم الأثير هايبري هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا.
وعلى أرضه ، فاز الأرسنال في أول مباراتين في البطولة ، فيما تعادل سلبيا في المباراتين التاليتين ، وهو مؤشر لسلبي للفريق الانجليزي الذي لم يحرز أي هدف في مباراتيه الأخيرتين في هايبري أمام أياكس الهولندي ثم ريال مدريد الاسباني.
في الناحية الأخرى ، لعب اليوفنتوس خارج أرضه أربع مباريات ، تعرض للهزيمة مرتين وفاز مرتين ، بينما على أرضه استطاع تحقيق نسبة نجاح كاملة بالفوز في مبارياته الأربعة ، وهو يصطدم برقم الأرسنال الذي فاز في كل المباريات التي خاضها خارج ملعبه.
أما ثاني مباريات دور الثمانية فمن المتوقع أن تشهد قوة وإثارة بالغتين ، وهي بين ميلان الإيطالي وليون الفرنسي ، فالفريق الإيطالي لعب أربع مباريات على أرضه ، نجح في الفوز في ثلاثة لقاءات منهم ، وتعادل في مباراة واحدة ، وأرقامه خارج أرضه تعتبر أيضا جيدة ، فتعادل مرتين وفاز مرة وخسر مثلها.
وعلى الرغم أن أرقام "الروزونيري" تعتبر متميزة بشكل كبير، إلا أنها اصطدمت بأفضل وأقوى أرقام في البطولة بأكملها ، ففريق ليون لم يفرق بين فريق كبير وآخر صغير ، وشارك في ثماني مباريات نجح في تحقيق الفوز في سبع منها (محققا نسبة نجاح كاملة على أرضه) ، وتعادل مرة واحدة خارج أرضه مع فريق ريال مدريد ، والأرقام تشير إلى تأهل الفريق الفرنسي على عكس الكثير من التوقعات.
المواجهة الثالثة تجمع بين برشلونة الإسباني وبنفيكا البرتغالي ، وعند النظر إلى أرقام البارسا على أرضه نجد أنه يفوز باستمرار على ملعب نو كامب ، فتغلب على منافسيه ثلاث مرات ، ولم يتعادل إلا مرة واحدة مع فريق تشيلسي الإنجليزي تسبب في اقصاء الأخير من البطولة.
ولا تختلف أرقام أبناء إقليم كتالونيا خارج أرضهم ، فقد نجحوا في تحقيق الفوز ثلاث مرات وتعادلوا مرة وحيدة أمام فريق باناثينايكوس اليوناني بدون أهداف ، وهي المباراة الوحيدة التي لم ينجح فيها برشلونة في هز شباك منافسه.
أما فريق بنفيكا ، الذي أخرج فريق ليفربول الإنجليزي حامل لقب المسابقة بعد الفوز عليه ذهابا وإيابا ، فقد فاز على أرضه ثلاث مرات وتعرض للهزيمة مرة واحدة ، لكنه لا يملك أرقاما جيدة خارج أرضه ، فتعرض للهزيمة مرة وتعادل مرتين ، ولم يفز إلا مرة واحدة على حامل اللقب بهدفين نظيفين.
آخر المواجهات ، والتي من المتوقع أن تكون من الناحية النظرية أضعفها ، والتي تجمع بين فريق إنتر ميلان الإيطالي وفريق فياريال الإسباني ، والفريقان شاركا في الدور التمهيدي للبطولة.
"النيراتزوري" خلال مبارياته الخمس على أرضه نجح في الفوز في أربع منها وتعادل مرة واحدة ، بينما فاز مرتين خارج أرضه وتعادل مثلهما وتعرض لهزيمة وحيدة.
أما بالنسبة لفريق فياريال ، ففاز على أرضه مرتين وتعادل ثلاث مرات ، والغريب أنه لم ينجح في أي مباراة في إحراز أكثر من هدفين.
ولا تختلف أرقام فياريال في المباريات التي أقيمت خارج أرضه ، فقد حقق نفس النسبة وهي الفوز مرتين والتعادل ثلاث مرات ، ورغم أن أرقام الفريق الإسباني ليست متميزة ، إلا أنه من الفرق القليلة التي لم تتعرض لأي هزيمة خلال البطولة ، مع العلم أنها المشاركة الأولى في تاريخ النادي في دوري أبطال أوروبا.
ورغم تقارب أرقام الإنتر مع فياريال ، إلا أن فرصة الفريق الإيطالي تبدو هي الأفضل ، لكن هل يحدث ذلك بدون تحقيق الفوز ، أي يكون التأهل عن طريق قاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين ، أم أن رقم الفريق الإسباني بعدم الهزيمة إطلاقا سيتم تحطيمه؟!
ملحوظة هامة :
يجب الإشارة إلى اختلاف المنافسين الذين واجهوا الفرق الثمانية المتأهلة ، وكل الفرق ليست بنفس المستوى ، وحتى الفريق الواحد يختلف مستواه من مباراة إلى أخرى ، لذلك فنسبة الفوز داخل أو خارج الأرض ليست هي المقياس فقط للحكم ، لكنها أداة مساعدة مهمة لبيان سعي الفريق للفوز خارج أرضه ، ومدى قوته داخل ملعبه.