الطب النبوي مجموع ما ثبت وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم
مما له علاقة بالطب ،
سواء كان آيات قرآنية أو أحاديث نبوية شريفة ،
ويتضمن وصفات داوى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه
ممن سأله الشفاء ، أو أنه دعا إلى التداوي بها ،
كما يتضمن توصيات تتعلق بصحة الإنسان في أحوال حياته
من مأكل ومشرب
ومسكن ومنكح ، وتشمل تشريعات تتصل بأمور التداوي
وأدب الطب
في ممارسة المهنة وضمان المتطبب في منظار الشريعة الإسلامية .
وقد أفرد جميع علماء الحديث في كتبهم التي جمعوها من
كلام النبوة أبوابا خاصة تحت
اسم ” باب الطب ” ،
وكان البادئ منهم في ذلك الإمام مالك في موطئه ،
وتبعه في ذلك البخاري فمسلم فأصحاب
السنن وغيرهم .
بالإضافة إلى توسعه في علم الحديث .
” تداووا عبـاد الله ” :
حديث صحيح رواه الأربعة .
فعن أسامة بن شريك عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال:
” تداووا يا عباد الله ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء ،
إلا داء واحدا ، الهرم “
وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال :
” ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء “
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال :
” ما خلق الله من داء إلا وجعل له شفاء، علمه من علمه،
وجهله من جهله ، إلا السام ” والسام الموت
رواه ابن ماجه
وفي هذه الأحاديث حث على المداواة .
وأن الأدوية
ما هي إلا وسائل جعلها الله طريقا للشفاء ....
وفي قوله صلى الله عليه وسلم :
” علمه من علمه ، وجهله من جهله ” حث للأطباء المسلمين
على البحث والاستقصاء لاكتشاف أدوية لأمراض
لم يعرف لها بعد دواء. وقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم
الشفاء بموافقة الدواء للداء ،
فلكل دواء مقدار معين يعمل به ، وينبغي ألا يزيد ولا ينقص .
وتعاليم الإسلام كلها تدفع إلى المحافظة على الصحة والارتقاء
بها في كافة المجالات ليعيش
الإنسان حياة سعيدة طيبة في الدنيا والآخرة ...
وإذا كان الإسلام قد أوجب المحافظة على الضرورات الخمس وهي :
الدين والنفس والعرض والمال والعقل ، فإن ثلاثا من هذه الضرورات
تتصل بوجوب المحافظة على صحة البدن ، ألا وهي النفس
والعرض والعقل
. والطب يحفظ البدن ويدفع عنه غوائل المرض ....
يقول الإمام الشافعي :
” صنعتان لا غنى للناس عنهما : العلماء لأديانهم والأطباء لأبدانهم ” .
ويقول أيضا : ” لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب ” .