حبطه وهامور
بعيدا عن معاجم اللغة فإن مفردة حبطه أو الحبطه باللهجة الدارجة لبعض مناطق جنوب المملكة تعني انتفاخ البطن وتطلق عادة على الرجال دون النساء ممن تنتفخ بطونهم وأصحاب هذه السمة يتعرضون للتنّدر عليهم باختلاف حجم الانتفاخ وضخامة الجسم وكان أكثر بطون الأشخاص انتفاخا هم أولائك الممتهنين بيع السمن والعسل ومن ممتهني الجزارة وتصليح ( طبخ ) الحنيذ البلدي قبل أن يغزي موائدنا المندي والمظبي الوافدان إلينا من أرض حضرموت .. ويرجع البعض سبب تفشي هذه الحالة بين ممارسي المهنتين أنهم يتذوقون باستمرار ما يمتهنون بيعه لطمأنة المشترين وإثبات جودة منتجهم مما ينتج عنه تكوين ( حبطة ) بحجم وقدر ما يتذوق على مر السنوات .. وبقي ذلك الاعتقاد هو السائد والمسيطر على عقلية ذلك الجيل .. ولم يشاطرهم تلك الحالة إلا أناس محدودي العدد في سنوات متأخرة قليلا بدءا من سنة خمسة وأربعين قبل نشر هذا المقال ( تيمنا بسنة التغريدة مقال هنا لأستاذي عبدالله مهدي ) ولكنها ( أي الحبطه ) لازمت من امتهن التعامل مع الدراهم ( الفلوس ) أي محاسبين أو أمناء الصناديق .. وسبب تكوّن ( ألحبطه ) لديهم يرجعه الجيل السلف إلي أن المحاسب في تلك الفترة قبل ما نعرف أجهزة العد الالكتروني وأجهزة الصراف الآلي كان يكثر من عدّ الدراهم فيلتصق بروس أصابعهم الأصباغ المصنوعة منها الدراهم وكلما لعط أو لحس ( أو قولوها بطريقتكم ) أصابعه انتفخ بطنه من ( بقايا ) ورائحة الدراهم العالقة بأصابعه ولكن الجيل الحالي يحمل كل منهم ( حبطة ) يرجعه البعض أن التدخل الجيني والهرموني للمنتجات الزراعية والحيوانية تسببت في تزايد عدد الأشخاص الذين يحمل كل منهم ( حبطه ) إلي جانب ضخامة الجسم ولكن البعض الآخر يقول غير ذلك فيرجعون السبب إلي أن كبر أو صغر حجم ( حبطةُ ) الرجل في وقتنا الراهن خاضع لحجم ثروته وبقدر ما ابتلع من الأراضي والمخططات وكنت ممن يؤمن بصواب هذه المقولة وكنت ( أتحسس بين فينة وأخرى ) حبطتي وأكافح تضخمها وتمددها أفقيا وعموديا حتى لا يتهمني المقربين بابتلاع مخطط أو ببيع العسل أو حتى الحنيذ وقد مارست صنوف تقنين الأكل وأكثرت استهلاك المشروبات الساخنة المخففة للوزن لتجنب برنامج لياقة رياضي صارم ( تعذيب ) يمارسه زميلنا ( تألم حتى تعلم ) مع بعض الأعضاء زملاء الرائدية وبرنامجهم لياقي وليس للتخلص من .... إلا إن كانوا ((( وأقصد الأعضاء الكرام ناوين تعلم فنون الدفاع عن النفس وقتال الشوارع ))) والأكثر استياءً من كبر ( حبطتهم ) هم ( علاها الله باللهجة التهامية ) هم من تجاوزت أعمارهم الخمسين سنة وكان قد وقع تحت يدي خبرعن دراسة طبية عندما نقلته لبعض الأصدقاء ممن تعنيهم الدراسة تحسسوا بطونهم عفويا إذ تقول الدراسة أن من أسباب انتفاخ البطن ( التكرّش ) لدى غالبية الذكور وخاصة الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين سنة مرجعه نقص هرمون الذكورة لديهم مما ينتج عنه خلل هرموني يتيح تكون ( الحبطة ) عندها علق أحدهم وهو من هواة الحداق وهو يتحسس حبطته بقوله ( والله حاله صرنا هوامير ) وسمك الهامور بقدرة الله حسبما يقول هاوي الحداق أنه يتحول من كائن ذكوري يلقح البيض إلي كائن أنثوي يضع البيض في تحول عجيب لمرحلة حياته وسبحان الله .
دمتم بود
الأثنين 28 / 3 / 1433 هـ الخفجي