(1)
تثاءبت ... تُشير ساعتها ...
لاقتراب موعد نومها ...
لتغلق كتاباً ... بين راحتيها ...
كان يضمها منتشياً ...
بعبير ورودها ... وتتبع مقلتيها ...
فتضعه على طاولتها ...
وتحتضن فراشها ... ليحتضنها بشوق ...
بعد أن غابت عنه ... طيلة ساعات نهارها ...
وتضم جفناها ... لتبتسم ...
مع إطلالة صورة حبيبها ... التي تظهر لها ...
من خلف جفنيها ...
وتدور أقمارها ... يُقلع خيالها حرّاً حيث يكون ...
(2)
وحيث أكون ... أداعب مكتبي ... وأوراقي ...
أسهر وقلمي ... نُزهق الحبر ... ونحترف الصبر ...
ويدق خيالها برقّة ... على أبوابي ...
مغازلاً بنات أفكاري ... لأستوقفه ...
... " ماذا تريد يا هذا ؟؟ " ...
فيجيب ... " ويحك سيدي تفكر بسيدتي وتسألني" ! ...
فأعنفه ... " ومن قال لها أنّي أفكر بها ؟؟ " ...
... " أغرب عن وجهي ، لا يسعدني وجودك ولا أريدها " ...
يتحرر خيالي من قيودي ... ويفسح لخيالها المجال ...
فيداهماني ... " تسكن عقلك بلا غياب ، وتتربع في قلبك " ...
" ألستَ مفتوناً بها ؟؟ " ...
... " ألستَ تعشق قصصها ومعسول كلامها ؟؟ " ...
... " ألستَ تهيمُ بحرفها وتطرب له ؟؟ " ...
فأعترف ... " ويلي أيها العنيدان " ...
... " أحبها! ... لا شأن لكما بي وبها ... ارحلا " ...
فيردُّ خيالها ... " ولكن سيدي شهرزادك تنتظر الإجابة " ...
فأوبخه ... " هي بنظري (لعّابة) " ...
ليرد خيالها ... " دعابة ... أقسم لكَ أنها مجرد دعابة " ...
وأرد ... " عد لها وقل ... إنّ الشهريار " ...
... " يقرؤك السلام ... ويخبرك أنه عليكِ يغار " ...
... " فلا تعودي لمثلها " ...
... " واعلمي أنه يعتق الحب لكِ ويحفظه " ...
... " وعلى العهد باق ... فهل من تلاق؟؟ " ...
(3)
ويعود خيالها حيث جاء ... ليجدها تتقلب ...
من جنبٍ لآخر ... يرهقها الأرق ...
تعانقه فرحةً وانتشاء ... وعلى خديها ... علامات البراء ...
وبفراشها ... كل الرغبة ... والإغراء ...
تحاوره بنومها اليقظ ... تباعد جفنيها ...
وتلمع عيناها ... وكأنهما تدمعان ...
ومن شدة اللمعان ... تضيء حولها الأركان ...
ومن الحرف ... هي ترتب وتجمع ...
فترسل خيالها ... بكل رسائلها المُغرمة ...
بلغة مُبهمة ... لا يفك رموزها ...
إلا ... تمتمات العشق ...
تداعب جدائلها ... برفق ...
لتحبس عيناها ... من جديد ...
ويرحل خيالها ... إلى البعيد ...
(4)
ويصلني ... وأنا أعاقب الأوراق ...
بسن قلمي ... المُشتاق ...
يدخل دون استئذان ... كفواصل الإعلان ...
يقطع حاجز صمت أفكاري ...
... " سيدتي تقرؤك السلام " ...
... " وتهديك أحلى الكلام " ...
... " تقول أنّ الخجل يمنعها " ...
... " والخوف يردعها " ...
فأتبسم ضاحكاً ... " كم أحب غباءها " ...
... " وأعشق بهاءها " ...
... " وأحزن لعنائها " ...
فيجيبني خيالها ... " هنيئاً لكَ البهاء " ...
... " وخفّفَ عنها العناء " ...
... " أما الغباء ؟؟ " ...
فأجيبه ... " هو جزء من الحسن " ...
... " وقطعةٌ من البهاء " ...
... " واسألوا الخنساء " ...
فيرد ... " سيدي وسيدها .. خذ بيدها وأنقذها من نفسها " ...
... " فأنتَ لا تعرفها جيداً " ...
... " ولا تعلم كم من العشق تكن لك " ...
فأجيبه ... " قل لها يا سيد الأذكياء " ...
... " أنني أعرفها ولا تعرف نفسها " ...
... " أراها ولا ترى هي نفسها " ...
... " أشْتَمُّها ... وأحسها " ...
... " فهي تسكن بي وتفترش صدري " ...
... " لكنني لستُ متشوقاً للعناء " ...
... " قل لها ... أنّي أريدها تقاسمني مملكتي ما بقينا " ...
... " ونحيا سويّاً ما حيينا " ...
... " قل لها ... أنّي على أتم استعداد لمواجهة الدنيا بأسرها " ...
... " معها ولها ولأجلها ... وأنا عند قولي بها " ...
... " واسألها ... إن كانت عند قولها " ...
... " أم ستعود أدراجها " ...
... " على عتبة مملكة ديارها " ...
ويرحل خيالها ...
(5)
ليعود لها ... فيجدها ...
في عالم الأحلام ... نائمة ..!!
بعد أن تسللت إلى قلبي ...
ومنعت دخول ... غيرها ...!!
،،،،
وكانت ليلة ...
شمالي .
دمتم بخير