ينام عندما تصفر الرياح !!"
قصةٌ وعِبــرة
مُنذ سنواتٍ عِدة كان أحد ملاّك الأرض الزراعية لديه مزرعةٌ تقع بجوار الشاطئ, وكان كثيراً ما يعلن عن حاجته لتأجير عمال، ولكن معظم الناس كانوا يترددون في قبول العمل في مزرعة بجوار الشاطئ، لأنهم كانوا يخشون العواصف التي كانت تعربد عِبر البحر الهائج الأمواج وهى تصب الدمار على المباني والمحاصيل.
ولذلك عندما كان المالك يعمل مقابلات لاختيار متقدمين للعمل، كان يواجه في النهاية برفضهم العمل.
وأخيراً أقترب رجل قصير ونحيف ، متوسط العمر للمالك.. فقال له المالك:
" هل أنت يد عاملة جيدة في مجال الزراعة ؟"
فأجاب الرجل نحيف الجسم قائلا :
" نعم فأنا الذي ينام عندما تصفر الرياح !!"
ومع أن مالك المزرعة تحيّر مِن هذه الإجابة إلا أنه قبِلَ أن يعيّنه بسبب شدة يأسه من وجود عمال آخرين يقبلون العمل في مزرعته .
أخذ الرجل النحيف يعمل عملاً جيداً في المزرعة ، وكان طيلة الوقت مشغولاً مِن الفجر وحتى غروب الشمس، وأحس المالك بالرضا على عمل الرجل النحيف.
وفي إحدى الليالي صفرت الرياح بل زمجرت عالياً مِن ناحية الشاطئ، فقفز المالك منزعجاً من الفراش، ثم أخذ بطارية واندفع بسرعة إلى الحجرة التي ينام فيها الرجل النحيف الذي عينه للعمل عنده في المزرعة، ثم راح يهز الرجل النحيف وهو يصرخ بصوت عال:
"استيقظ فهناك عاصفة آتية ، قم ثبّت كل شيء واربطه قبل أن تطيّره الرياح".
استدار الرجل صغير الحجم مبتعداً في فراشه وقال في حزم :
" لا يا سيدي فقد سبق وقلت لك أنا الذي ينام عندما تصفر الرياح..!! "
استشاط المالك غضبًا بردة فعل الرجل ، وخامره خاطر بأن يطلق عليه النار في التو واللحظة ، ولكنه بدلاً من أن يضيع الوقت خرج عاجلا إلى خارج المنزل ليستعد لمجابهة العاصفة ....
ولدهشته أكتشف أن كل الحظائر مغطاة بمشمعات، والأبقار في الحظيرة، والطيور في أعشاشها، والأبواب عليها أسياخ حديدية وجميع النوافذ محكمة الإغلاق.. وكل شيء مربوط جيدا.. ولا شيء يمكن أن يطير... وحينذاك فهم المالك ما الذي كان يعنيه الرجل العامل لديه ،وعاد هو نفسه إلى فراشه لينام بينما كانت الرياح تصفر.
الدرس الأدبي وراء هذه القصة هو :
أنه حينما تستـعد جيداً فليس هناك ما تخشاه .
هل يمكنك أن تنام بينما رياح الحياة تصفر من حولك ؟ .
لقد تمكن الأجير أن ينام لأنه كان قد أمّن المزرعة جيداً.
ونحن يمكننا أن نؤمّن حياتنا ضد عواصف الحياة ، بربط نفوسنا بقوةٍ بكلمة الله... وطاعة الله... ورضا الله