قال الله عز وجل :
" وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا
"{الاسراء آيه 80}
كل فرد من أفراد بني الإنسان في كل لحظة من لحظات
حياته لا ينفك عن المداخل والمخارج ،
فكل ساعة يقضيها من حياته هي مدخل باعتبار دخوله فيها من غيرها ،
ومخرج باعتباره خروجه منها إلى سواها.
فإن قضاها صادق العقد، صادق القول ، صادق العمل ،
وفارقها كذلك فهي مدخل صدق ومخرج صدق.
وإن قضاها وفارقها سيئ العقد ، سيئ القول ،
سيئ العمل ، فهي ليست كذلك ،
بل هي مدخل كذب وفجور ، ومخرج كذب وفجور.
فالإنسان محتاج في كل لحظة من حياته لتوفيق الله وتأييده ،
وحفظه وإمداده ،
فجاء هذا الدعاء القرآني منبها على هذه العقيدة ،
مشتملا على سؤال ما يحتاج إليه الإنسان في جميع شؤونه
في حياته وأطواره فيه_ من ألطاف ربه.
ولما كان الإنسان في كل لحظة من حياته _لا بد_
واجدا معارضا وصادا عن الخير والصدق ،
وقاطعا في طريق الحق _ من نفسه وشياطين الإنس والجن_
قرن الدعاء السابق بالدعاء الثاني الذي فيه
طلب التأييد من الله بالسلطان المبين ،
فالدعاءان _على اختصارهما وإيجازهما_
قد جمعا للإنسان كل حاجته
من تحصيل الخير ودفع الشر ،
فهما من أعظم الأدوية الربانية للإنسان ،
ومن أعظم وسائله الشرعية إلى خلقه ،
فما أحراهما بأن يلهج بهما في كثير من أوقاته.