استيقظت أمل صباح الأحد، وذهبت كعادتها وقالت كلمتها المعهودة التي طالما اخترقت آذان أمها "أمي طفشت(مللت) من المدرسة! ما ودي أروح (لا أريد الذهاب) اليوم، أمي متى تأتي الإجازة؟".
تعبت الأم كثيرا من أن تكرار قولها لأمل: المدرسة جميلة، فيها أصدقاؤك، فجلست تفكر ملياً ماذا تقول لأمل لتغيير هذه الصورة السيئة عن المدرسة، حتى وصلت إلى طريقة تقنعها بها لتحب المدرسة وتهتم أكثر بدروسها.
وعندما جاء اليوم الثاني قالت أمل العبارة نفسها: أمي أيمكنني اليوم التغيب عن المدرسة فأنا مريضة؟
فقالت لها أمها: لا عليك حبيبتي سنذهب اليوم للطبيبة؛ ليتم فحصك والتأكد من حالتك الصحية.
وكانت طبيبة الأطفال متفهمة كثيراً لوضع أمل؛ لأنها لم تكن مريضة، بل تتصنع المرض مما جعلها تسأل أمل: ماذا تريدين أن تكوني عندما تكبرين؟
فردت أمل بفرحة: أريد أن أكون طبيبة مثلك لأعالج الناس.
فقالت لها الطبيبة: أتدرين كيف أصبحت كذلك؟
وتحمست أمل كثيرا لتعرف ما تخفيه الطبيبة من كلامها فأنصتت بكليتها لما تقوله.
قالت الطبيبة: كنت أحب المدرسة كثيراً وأهتم بدروسي جدا.. ولأجل أن تصلي إلى مبتغاك يجب أن تكوني من الأوائل دائماً، فدارسة الطب تحتاج للكثير من الجهد، ولكي تصبحي طبيبة لا يوجد لكِ وسيلة أخرى غير التفوق في المدرسة ، ولا تنسي حبيبتي أن ديننا حثنا على العلم و التعلم، فأول آية نزلت في القرآن هي (اقرأ باسم ربك الذي خلق).
بعد ذلك طلبت الطبيبة من أمل أن تكتب رغبتها في ورقة وتجعل هذه الورقة أمامها دائما.
ومنذ ذلك اليوم عرفت أمل أن المدرسة ليست دواماً فقط ودروساً وواجبات مملة، ولكنها أول درجات السلم التي تجعلنا نستطيع الوصول لما نصبو إليه في الحياة، إنها الطريق إلى التميز والتألق في الحياة.
ومنذ ذلك اليوم صارت أمل تستيقظ مبكراً وتجتهد لتحقيق حلمها إلى أن أصبحت طبيبة كما قررت.
ولازالت أمل تدعو لأمها وللطبيبة أنهما ساعداها للوصول لهدفها بكل حب.