الثعالب السبعة
يقولون: إنه طبيب أسنان ماهر، يداوي أسنان الغزلان والخراف.. والماعز.. والأرانب بمهارة عالية، ولكن ما باله معنا!! والتفتَ الثعلب إلى أصحابه الثعالب فاتحاً فمه ثم تابع كلامه، انظروا.. لم يُبقِ لي سناً أو ناباً واحداً..، وفتحت الثعالب السبعة أفواهها، كانت أفواهها كلَّها خاليةٌ من الأسنان.
قال ثعلب آخر: إنه ماهر في خلع الأسنان فقط، ولكن لماذا؟! لماذا كلما شكوتُ من سنيّ قال: الخلعُ خيرٌ لك..، ألا تداويها يا دكتور؟
قلت: الخلع خير لك وأسلم، أنها سنُّ لا يمكن معالجتها إلا بالخلع، الخلع! الخَلع! حتى طارتْ أسناننا جميعاً.
وقررتِ الثعالبُ السبعةُ أن تذهبَ إلى الدبِّ طبيبِ أسنانِ الغابة وتسأله عن سبب معالجةِ أسنانِها على هذا النحو.
عصراً وقفتِ الثعالبُ السبعةُ وجهاً لوجه أمامَ الدبِّ طبيبِ الأسنان، وحينما سمعَ الدبُّ سؤالَ الثعالبِ، ابتسم بهدوءٍ من وراء نظارته السميكة وقال:
بصراحةٍ يا ثعالب؟؟
طبعاً بصراحة يا دكتور..
طيّب..، بصراحة خلعتُ أسنانكم كي ينامَ الدجاجُ آمناً مطمئناً، كي لا تأكلوا دَجاجاً أو طيراً بعد اليوم..، كي لا تروّعوا الطيور وفراخها عند جيرانكم في أكواخ الفلاحين.
صامتةً هزّتِ الثعالبُ السبعةُ رؤوسَها وفتحتْ أفواهَها أمام الدبّ وقال ثعلب ساخراً:
يبدو أنّكَ من جماعةِ الرفق بالطيور يا دكتور!!
ابتسمَ الدبُّ من وراءِ نظارته السميكةِ ابتسامةٌ عريضةً.. وحرّكَ يده بهدوءٍ وقال:
تصبحون على خير.. الوداع.. الوداع.. يا ثعالب.