وقت حر
الأفعال أهم من الأقوال .. المشجع لا ينسى
عبدالوهاب الوهيب
أرى أن تصريح رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد قبل أيام هو الأبرز بين جميع التصريحات التي سمعناها خلال الموسم الرياضي الفائت وأهميته في نظري لا تعود لكلماته وطريقته في الحديث بل في الرسائل والمضامين التي حملها ذلك التصريح ففريقه بطل كأس ولي العهد وثالث الدوري ورابع كأس الملك ومتأهل لربع نهائي دوري أبطال آسيا وعلى الرغم من كل تلك المكتسبات خرج وجماهير ناديه في أوج سعادتها بالسباعية والتأهل لدور الثمانية الآسيوي واعتذر لها بل ووعدها بعدم تكرار الأخطاء التي وقعت فيها إدارته خلال الموسم المنصرم.
رئيس الهلال صرف هذا الموسم ما يقارب ال 150 مليون ريال دفعها في صفقات الفريق "وإن لم يكتب لبعضهم النجاح" ناهيك عن الضغط النفسي بسبب تأرجح أوضاع فريقه وغيره .. ومع ذلك خرج ليعتذر في دليل على عظمة ناديه من جهة وعلى واقعية الرجل وصراحته مع نفسه قبل أن يكون صريحاً على الأقل في ختام الموسم مع جماهيره لأن ليس كل ما يعلم يقال.
ولكن .. !! وهي الأهم في نظري .. الاعتذار وحده لا يكفي !! لأن جماهير الفريق الأزرق التي تعودت على نيل القدح المعلى وعلى اكتساح معظم البطولات المحلية تريد التعويض بموسم ساحق وذلك لا يتأتى إلا بإعداد متميز ومدرب كبير وأجانب مؤثرين ولأختصر ما سبق سأقول الجملة الأهم في تصريحه وهي "الأفعال أهم من الأقوال" وعدم تكرار الخطأ الأكبر وهو التأثر بآراء من سبق واتضحت خياراتهم وآراؤهم الخاطئة.
وقبل أن أختم أقول وأؤكد بأن بقاء رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد لأربع سنوات مقبلة سيكون أفضل الصفقات الهلالية إن حدث بل ومن مصلحة الكرة السعودية بقاؤه لأنه حينها سيجمع الفكر والرزانة والمثالية واللباقة في الحديث مع خبرة السنوات الأربع الماضية ليصبها في مصلحة فريقه، ولكن عليه أن يتذكر جيداً أن تكرار الخطأ يعني العودة لنقطة الصفر فالجماهير الهلالية وبقدر حبها له وإجماعها عليه لن تنسى وعده سواء في السراء أو الضراء.
* الجهد الجبار والذي يبذل على مستوى المنتخبات السنية يجب أن يستمر دون تدخل حتى يصل هؤلاء الصغار إلى المنتخب الأول، وفي رأيي أن سياسة إدارة المنتخبات الجديدة "العمل الصامت" ستحقق لها النتائج المرجوة ما لم تعد "حليمة إلى عادتها القديمة".
* يقول الأديب الفرنسي لارشفوكو في كتابه (الحكم) والذي أصدره سنة 1665م:
"الرجل الذي يظن أنه يستطيع أن يكتفي بنفسه ويستغني عن الناس جميعاً يخطئ خطأ كبيراً، ولكن الرجل الذي يظن أن الآخرين لا يمكن أن يستغنوا عنه يرتكب خطأ أكبر".