بسم الله الرحمن الرحيم
تدور الأيام والسنين ويرحل الآف البشر ...!
ربما يولد البعض في مدينة واحدة ويرحل أحدهم ولايعرف عنه الآخرون شي ...
في الزمن الماضي كان هناك حكام وسلاطين معروفين في وقتهم ...!
لكن في وقتنا الحاضر لانعرف عنهم شي ...
حتى التاريخ لم يسجل أسمائهم في الكتب ...!
وأيضا كان هناك كبار من العلماء والقضاة المشهورين ...
لكن اليوم أصبحوا مجاهيل حتى بالاسم ...!
وهذه سنة كونية تدور في كل زمان ومكان حتى مع وجود الإعلام المتطور ...
فسوف يختفي ذكر علماء وحكام ومشهورين في هذا الوقت في الزمن القادم ...!
شاء من شاء وأبى من أبى ...
فهذه إرادة الله وليست إرادة البشر ...
فالبخاري ومسلم لم يؤسسوا قنوات فضائية أو إذاعية ...
ولم تكن لهم صحف يومية أو مواقع إلكترونية ...
تقدم لهم خدمة الإشهار والنشر ...
ومع ذلك لاتجد مسلم على وجه الأرض لايعرف كتابيّ صحيح البخاري ومسلم ...
فكم مرة نطقة كلمة رواه البخاري ومسلم على لسان كل مسلم منذ أن عرف البشرية هذه الكتب ...
أعتقد أنه في كل دقيقة من اليوم في أنحاء العالم تنطق على الاقل عشرات المرات إن لم تكن بالآلاف ..
ربما لأنهم حملوا هم هذا الدين وقدموا أعمالا وإنجازات مبهرة ...
لذلك خلدها الله لهم ...
ليس لذكرهم فحسب ولكن لأن الأمة الاسلامية تحتاج الى ذلك ...!
فالبخاري كان يقطع الفيافي والأمصار يبحث عن حديث واحد وكذلك مسلم وأحمد ومالك وغيرهم ...
فقدموا أعمالا تخدم دينهم وتحفظه ...
ولم يكن همهم المدح والإطراء ...
واقعاً مؤسفاً نعيشه اليوم في البحث عن الشهرة وتخليد الأعمال ...!
لا سيما إذا كانت أعمالا تجلب على ظهور أصحابها السيئات ...
فلا زالت أغنية المطرب المشهور تردد منذ عشرين سنة وهو في قبره ...!
ومنذ عشرين سنة لازالت السيئات تكتب وتزداد بين ناقل ومنقول ...
ومنذ ألف ومائتين سنة لازال البخاري ومسلم يجنيان الحسنات إلى ماشاء الله ...
وهكذا كل عملا حسنا أو قبيح يبقى لصاحبه وناقله مادام مستمرا ومتناقلا بين البشر ...
فرحم الله البخاري ومسلم وكل عالم وداعياً للخير نفع الله به الاسلام ..
بقلم
أبو أنس الدغيلبي