هذه كانت رسالتي لمن لهم تجارب مؤلمة..كبيرة في الحياة..
وأحب أن أهمس في أذنيهم بهذه العبارات..قد أكون صغير في السن لكي أتعايش معهم.. ولكن أعتقد أن العقل يسبق العمر بكثير..والقراءة لها بعد الله الفضل الكبير..
فأقول لهم..
الناس يختلفون في تصنيف ماضيهم..ولكن في كلتا الحالتين تذكره يكون حزناً..
فقد يكون حلواً وتصعب النفس فقدانه فيحزن..
وقد يكون مراً فتدمن النفس تذكاره والعيش عند بابه فيحزن!..
ومالي أرى كثيرأ حزنوا على ماضيهم ومازالوا حزناء..
وأعتبرهم الحمقاء والأغبياء بل هم الجبناء الضعفاء..
فالركون عند صفحات الماضي ليست إلا تضيع للعمر ..وللأمل وللتعب وللرغبة الجامحة في داخلك..
المكبوتة في أعماقك..
أكاد أجزم بأنها ملت الركود..
ولا تكاد تطيق السكوت..
فقد قيل أن ملف الماضي عند العقلاء يطوى..ولا يروى..يغلق عليه ألف باب وباب..ويرمى في ماوراء الافاق...لا يمكن له أ يعود للحياة لأنه في المنفى...
لأنه مضى وأنتهى..
لا البكاء يعيده..
ولا الضيقة والألم يصلحه..
ولا الوقوف..والتأمل في أصواره المتينة وجثمانه البالية.. يحييه..
لأنه حتـمـاً..أنــتـهى..
ولم يتبقى منه شئ محسوس بين يديك ..سوى أنت..نعم أنت جعلت من نفسك ماضي يروى ويحكى..وأصبحت تنهى وتأبى أن تتركه..فكنت ضحية هذا الإستسلام..
أقتل وحش الماضي ..أنقذ نفسك من هذا الشبح اللذي لا تفارقه ولا تحيى!
ماذا تنتظر منه؟
أتنظر أن تعيد الجبن لبنا؟
أم تسعى أن تعيد الرجل طفلاً؟
أم تطمح أن تخلط الزيت بالماء؟
أم تريد العمر يرجع؟
فلا تتعب لأنك طلبت شئ لا يمكن أ يكون....
أم ماذا؟
فلماذا تضيع من المستقبل والحاضر وأنت تحيا وتسعد أجمل لحظات العمر؟
لماذا لا نحس بالشئ إلا بعد مرور وقت عليه؟
ولا نعيش جمال العمر إلا عندما نقف عند بابه مودعين..
إن الرياح العاتية لا تنظر الى الخلف..
ومصب المياه الجارية لاتنحدر الى الخلف..
ولا الدموع ترجع الى العين!
فما بالنا نغير سنة الله في خلقه.. فلا تعكس الإتجاه..
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..
وربنا جلا وعلا مليك كل شئ..قد قال(تلك أمة قد خلت)
أي مضت وانتهت فلا تبديل ولا ترجيع..
تلك هي الحياة..
(إنتهى الماضي)
أبو عبادي