"
"
"
"
"
"
"
الصحافية السعودية إيمان القحطاني
تهاجم رجال الدين وترفض التقاليد
حاورها أحمد نجيم: تعتبر الكاتبة والصحافية إيمان القحطاني من أبرز الصحافيات السعوديات الناشطات في مجال حقوق المرأة السعودية، على الرغم مما أورثها ذلك من هجوم منقطع النظير من قبل تيارات محلية محافظة، وكل ذلك دون أن يجعلها تتراجع عن أفكارها الداعية إلى إعطاء نصيب أكبر للمرأة السعودي في ظل خطوات الإصلاح التي قوم بها الحكومة السعودية مؤخراً. إيمان التي عملت في صحيفة "الاقتصادية" سابقاً وصحيفة "الحياة" حالياً وقامت كصحافية بتغطية العديد من المؤتمرات والمنتديات الفكرية تقول خلال حوارها مع "إيلاف" أنه ليست على استعداد بالاعتراف بشيء يقيد إنسانيتها، فيما هي تتنشق نسائم الإصلاح الحالية في البلاد تحت رعاية العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتفاؤل لا يحده حد.
* يوم 14 فبراير عيد الحب فهل احتفلت إيمان القحطاني بهذا العيد؟
بالطبع احتفلت واحتفل به رغم قتل جميع مظاهر الاحتفال هنا، من انتزاع الورود الحمراء من المحال، شبهة وبهتانا كما يقوم بذلك افراد الشرطة الدينية. إنهم يصادرون كل مايوحي بالاحتفالية ويداهمون متاجر الهدايا للتأكد من خلوها من المنكرات وقد سرد لي احدهم مرة انهم قاموا بمصادرة كعكة كان ينوي صاحبها الاحتفال بها مع وزجته!
كيف تتحايلين على جبروت التقاليد هذه؟
لا استطيع ان اقول ان التقاليد ليست جزءا من ارث ثقافي تراثي يحرم الاحتفال بجميع الأعياد عدا الأضحى والفطر، لذا لا اتحايل عليها بقدر ما ارثي لحالها فهي غير منطقية لا إنسانية ستندثر كما اندثرت مخلفات القرون الوسطى، لذا احتفل في قلبي لعل العام القادم يحمل لنا نحن النساء لو قليلا من نسماته الإصلاحية.
* هل تعتقدين أن السنة المقبلة ستكون سنة إصلاحات للمرأة في السعودية وما هي الميادين التي قد يشملها الإصلاح؟
- بناءا على الوضع الحالي فجميع مانراه هو عبارة عن قرارات تشدد في معظمها على الالتزام بمنطلقات الشريعة والثوابت وحقيقة لا اعلم ماهي تلك الثوابت، متفائلة بوجود حراك سياسي واجتماعي منذ تولي الملك عبدالله بن عبد العزيز الحكم. ولكن ماراه عباره عن تلميع الصورة الداخلية والخارجية دون الغوص في العمق او محاولة ايجاد وسائل لانتشال المراة من غيبوبتها الثقافية، واعني بذلك التعليم الذي مازال على حاله ان كناحقيقة نريد اصلاحا واقعيا يغطي احتياجات المواطنين كافة نساءا ورجالا فيجب وضع خطة منهجية شاملة غير منفصلة عن الجنسين او واقعهما، نعم شاركت المراة في الحوارات الوطنية وشاهدنا نساء في رحلة الملك عبدالله الأسيوية الأخيرة ولكن ماذا عن القاع؟
هل هناك خطة مدروسة لإنقاذ الجميع تسع كافة الاطياف والمذاهب والمناطق هذا ما اراه مغيبا . ماهي الميادين التي التي اتوقع ان يتم فيها الإصلاح، أقول ان جميع الميادين بحاجة الى خلخلة وإصلاح
* حضور المرأة في زيارة الملك عبد الله ألا تعد ثورة؟
- خطوة مقدرة بالتاكيد لها دلالة سياسية على ان المراة ستمنح الكثير وانه معترف بها ولكن الوفد كان خارجيا لم لا يتم التركيز على الداخل السعودي اولا والقيام بإصلاحات جذرية كي تشمل تلك الثورة الجميع؟
* أنت متهمة من خصومك الانترنتيون بالاعتداء على التقاليد الراسخة، فما هو ردك؟
- خصوم انترنتيون؟؟؟ ماهي الثقافة التي يحملها اولئك الخصوم على حد قولك، هي ثقافة اقصائية لا تعترف بالاخر كما يا سيدي هؤلاء مؤدلجون حتى النخاع حين يستقل العقل السعودي عن المؤثرات الخارجية التي تعرض لها عبر عقود من التخلف والرجعية سيصبح خصما يعتد به اما الغوغائية واطلاق الاحكام جزافا فهما آفاتان متلازمتان لهؤلاء. اما بالنسبة للتقاليد فانا شخصيا لا اعترف بما يقيد انسانيتي ويعيق حركتي هل التقاليد كتاب مقدس يجب علي الالتزام به؟؟
*متى تعتقدين أنك ستحصلين على رخصة لقيادة سيارتك؟
- مؤخرا قال ولي العهد السعودي سلطان بن عبدالعزيز ان الاب والاخ هم الجهة المخولة للموافقة على قيادة المراة ومن يتقدم بطلب سينظر به، اضافة الى ان وزير الاعلام السعودي قال في منتدى جدة الاقتصادي ان على النساء التقدم للحصول على رخص قيادة لان النظام لا يمنع ذلك ومن يرفض طلبها فمن حقها اللجوء للقضاء وتلك كرة في ملعب المواطن والحكومة ستنتظر ماذا قد يفعل المواطنون ازاء ذلك؟ حين تقدم الدكتور ال زلفة عضو مجلس الشورى بمشروع القيادة (والذي رفض مؤخرا تحت حجج ومبررات دينية )رفعت وصديقتي وزميلة المهنة اسماء المحمد خطابا للجمعية الوطنية لحقوق الانسان نطالب فيه نحن والموقعون بمنحنا حق القيادة لم نكن نقصد من خلاله حقيقة اي تحرك سريع حيث ان الجمعية حكومية ولكنها خطوة حقوقية تقول لا لقرار المنع ودعما لخطوة السيد محمد ال زلفة . واستغرب كثيرا كيف يمكن المساومة على حرية المراة وكانها قاصر تحتاج الى الموافقة على كل مايمس حياتها، تبا لهذا الفكر التقييدي الذي فشل في احتواء جميع الافراد بشكل متساو دون اغتصاب الاخر لحق انسان لا يتفق معه في المذهب او الافكار او حتى كونه الجنس الاضعف بنظرهم.
* متى ستقودين سيارة في السعودية؟
- يا سيدي لدي خطاب من وزارة الداخلية صدر منذ 16 عاما يمنع المراة السعودية من الركوب مع سيارات الاجرة مضحك جدا كيف تتوقع ان يسمح لها ان تقود سيارتها بسهولة كما ان الناشطات السعوديات يعملن منفردات ويختلفن في منطلقاتهن ما ادى الى تشتيت الجهود ولا يوجد اي تجمع نسوي ناشط يطالب بالحرية والمساواة لذا لا اعتقد انني ساقود سيارة في الوقت الحالي
* لماذا لا تنضوي سعوديات في جمعيات نسائية للدفاع عن حقوقهن؟
- اولا غير مسموح بتنظيم اي تجمع حقوقي في السعودي، ثانيا السعوديات لا يؤمن بالتصادم مع السياسي والبعض يعمل في الخفاء من خلال تجمعات منزلية لمناقشة قضايا نخبوية لا تمت للواقع بصلة اضافة الى انه برايي لم تصل السعودية المثقفة بعد الى الوعي الحقوقي كما هن الناشطات التونسيات او المصريات او حتى الامريكيات.
* هذا يعني أن تصويتك على المرشح الذي ترتضينه أمر بعيد المنال في الوقت الحالي اي مرشح تقصد، أعني حقك كامرأة في التصويت؟
- لن اعطي صوتي لاي مجلس لم يسمح للمراة بالترشح. بالطبع يجب ان اذكر انه مؤخرا سمح للمراة الدخول في انتخابات مجالس الغرف التجارية وان سيدتا اعمال فزن بمقعدين كما تم تعيين امراتين وتجري حاليا انتخابات الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية كما جرت انتخابات هيئة المهندسين السعوديين منذ مدة وفازت المهندسة نادية بخرجي بمقعد في مجلس الادارة، بالنسبة لانتخابات البلدية فالمسؤولون قالوا انه سيمح للمراة بعد 4 سنوات بالتصويت وليس الترشح وذلك ما لا أتمناه وإن حدث فهي كارثة ستعيدنا الى الوراء . وكما قلت لن اصوت لمجلس لا يسمح للمراة بالترشح إضافة الى ان تلك الانتخابات جاءت عرجاء حيث لايمكن ان تقول انها انتخابات ديموقراطية وهي تحرم النساء من حق المشاركة.
* لوحظ في الفترة الأخيرة ظهور مبدعات سعوديات، لكنهن اكتسبن شهرة خارج المملكة وليس داخلها، - - - فكيف تنظرين إلى هذه الظاهرة وما هي مبرراتها بالنسبة إليك؟
ليس فقط مبدعات بل ومبدعون للاسف، فمازالت الكتب التي تختلف عن الثقافة السائدة ممنوعة هؤلاء المبدعون والمبدعات يهربون بخبراتهم حاملين هم الوطن على اكتافهم فمن يستطيع الهرب من ذلك الهم العظيم اينما رحل، هؤلاء يجدون انفسهم في مدن اخرى تحتضن ابداعهم وتستقبل افكارهم بكل اريحية هي متنفس يستطيعون من خلالها ممارسة الحرية المطلقة بلا انتقادات أو رقابة على إبداعاتهم
* هل فكرت أو تفكرين مستقبلا في مغادرة السعودية أنت الأخرى لتحقيق ذاتك والتحرر من قيود المجتمع؟
- لا افكر في مغادرة البلد في الوقت الحالي هناك معركة فكرية قائمة اطرافها المجتمع الذي تتجاذبه التيارات الدينية ككرة الثلج وليبراليون يحاولون ضخ فكر حداثي هؤلاء يتنفسون الهواء بعد ان تم خنقهم لعقود لذا مازلنا في البداية لذا لا افكر في الرحيل لا الان ولا ابدا.
* ما الذي تودين تمريره من خلال كتاباتك وأفكارك إلى النساء السعوديات؟
- ان تتمرد على التقاليد التي اختزلتها في مجرد جسد شهواني متحرك وان تتحرر من القيود التي تشل تفكيرها واستقلاليتها. مهما تعرضت لها من اساءات فعلى الأقل انها لم تسكت على ظلم همش كينونتها وانسانيتها ان تتمرد وتتمرد فالتمرد ليس عارا كما اوهمنا به اصحاب الفكر الواحد.
شكراً لكم .. على المشاركة ..
من ذا الذي ما ساء قط .. ومن له الحسنى فقط