مقديشو- ا ف ب - تضاءل أمس التفاؤل الذي بدا اثر تنصيب حسن الشيخ محمود رئيسا على الدولة الصومالية الباهتة، غداة محاولة اعتداء نجا منها الرئيس الجديد بعد اقل من 48 ساعة على انتخابه.
وقال مصدر دبلوماسي غربي ان «الاعتداء يثبت ما كنا نعلمه جميعا، اي ان حركة الشباب حاضرة في مقديشو وانها قادرة على التحرك فيها».
واضاف ان «اللعبة لم تنته بعد» رغم ما تكبده المقاتلون الاسلاميون من نكسات على الصعيد العسكري منذ اقصائهم عن مقديشو في اب 2011.
وقال المصدر ان الهجوم «ضربة وجهت في منطقة تسيطر عليها القوة الافريقية منذ وقت طويل»، مؤكدا ان «ذلك يذكر الجميع بالعمل الذي ما زال يجب انجازه».
ويقع الفندق المستهدف الذي اقام فيه حسن شيخ محمود منذ ان انتخبه البرلمان الجديد الاثنين وكان يستقبل فيه زواره الصوماليين والاجانب، على مسافة 500 متر من المقر العام لقوة الاتحاد الافريقي في المجمع الخاضع لاجراءات امنية مشددة تشمل مطار العاصمة.
واكد ممثل الامم المتحدة في الصومال ان ثلاثة انتحاريين يحملون زي قوات الامن الصومالية حالوا اقتحام فندق الجزيرة ففجر اثنان منهم عبوتيهما في مدخله في حين قتلت قوات اميصوم ثالثهم.
وقتل عنصران من قوات الامن الصومالية وعسكري من القوة الافريقية في الاعتداء واصيب ثمانية اشخاص بجروح لكن لم يصب اي مقيم في الفندق.
وفي حين تؤكد القوة الافريقية انها لم تتعرض الى الخطر وانها نجت من الاعتداء، انتقل الرئيس الصومالي الجديد الى فيلا صوماليا المجمع الذي يضم عدة مؤسسات صومالية في مقديشو والخاضع لاجراءات امنية مشددة.
واوضح مصدر امني صومالي ان «الرئيس الجديد ينزل ضيفا على سلفه» شريف الشيخ احمد الذي فاز عليه الاثنين في الجولة الثانية من الاقتراع حتى تسليم المهام المتوقع الاحد المقبل.
وردا على سؤال قال الناطق باسم القوة الافريقية الكولونيل علي حومد ان الرئيس الجديد انتقل الى فيلا صوماليا.
واستغرب العديد من المراقبين الغربيين الاربعاء اقامة الرئيس الجديد الذي تم تنصيبه بعد بضع دقائق من انتخابه مساء الاثنين، في الفندق بدلا من فيلا صوماليا.
وصرح مصدر امني ان «الرئيس حسن شيخ محمود لم يتاثر معنويا اثر الهجوم الارهابي الجبان، انه يتولى السلطة لوضع حد لمثل هذا العنف».
من جانبه اكد المصدر الدبلوماسي ان الرئيس يعكف على تشكيل حكومته.
ويعتبر حسن شيخ محمود الذي انتخب الاثنين بنسبة 70 بالمئة من اصوات 270 نائبا صوماليا اجتمعوا في مقديشو، اول رئيس دولة ينتخب في مقديشو منذ الرئيس سياد بري الذي ادى سقوطه في 1991 الى اندلاع حرب اهلية في البلاد.
فكل الرؤساء ومختلف السلطات الانتقالية التي تداولت على السلطة منذ 2000، انتخبوا في البلدان المجاورة لاسباب امنية.
وقد عرف الرئيس الجديد (56 سنة) الاستاذ الجامعي الحديث العهد بالسياسة والذي ليس مقربا من اي فصيل متورط في الحرب الاهلية بانه عمل طيلة سنوات لتفادي المعارك بدلا من المشاركة فيها.
واثار انتخابه في ختام عملية سياسية طويلة ومعقدة اشرفت عليها الامم المتحدة بهدف اقامة مؤسسات دائمة وحكومة مركزية حقيقية في الصومال، أملا ضئيلا في نهوض البلاد بعد 21 سنة من الفوضى.
فالمقاتلون الاسلاميون الشباب خسروا منذ سنة تقريبا معظم معاقلهم الواحد تلو الاخر، امام نواة الجيش الصومالي المدعوم بقوات اميصوم من جهة والجيش الاثيوبي الذي دخل الصومال في تشرين الثاني من جهة اخرى.
لكنهم ما زالوا يسيطرون على قسم كبير من جنوب ووسط الصومالي ويتجنبون تدريجيا المواجهة المباشرة مفضلين الاعتداءات وحرب العصابات.
واكد المصدر الغربي انه «بهذا الهجوم يوجه الشباب رسالة» وهجوم امس يشبه طريقتهم في التحرك» وانهم بعد شيء من التقدم «ينفذون دائما اعتداء ويقومون دائما بهجوم مضاد».