كَانَ يا مَكَانَ ..
كَانَ فِي وَاحِدِ اِسْمِهُ مَرْجَانَ ..
مِنْ اُحْبُ خلقَ اللَّهِ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ..
كُلَّ مِنْ ُعَاشِرِهُ أَحُبَّهُ .. مَا يَنَامُ اللَّيْلُ حَتَّى يَقْبَلَ رَجِلَيْنِ وَالِدِيِهُ .
مَا تَفُوتُهُ صَلاَةَ بِالْمَسْجِدِ .. قَبْلَ مَا ياذن تَلاقِيَهُ بِبَيْتِ اللهِ ..
فِي مَرَّةً (( تُعَدُ مِنْ أَسْوءِهَا )) وَصَلْتَ بَعْثَةٍ لِمَكَانِ شُغْلِهُ .
وَبِمَا اِنْهَ حُبوبَ وطيوب كَمَا أَسَلْفَنَا الذّكرَ الْكَلَّ رَشْحَهُ ضِمْنَ الاوائل ..
وَطَبَّعَا السَفْرِيَّةَ لِبَرَّا (( امريكا النَّحْسَ )) وَهُنَا الْكَارِثَةَ ..
رَفَضَتْ الماما بِشَدَّةِ لِأَنَّه ولدَهَا الدَّلوعَ وَهُوَ مِنْ يَرَاعِيِهَا وبتخاف عَلَيه مِنْ نَسَمَةٍ اُلْهَوا ..
لَكنْ الْبَابَا حَاوَلَ يُقْنِعُهَا بَانَهُ تُعْطِيهُ فُرْصَةَ يُجَرِّبُ حَظُّهُ كأقرانه .
دِي أمريكا يا ناااس .
وَبَعْدَ سِيَنْ وَجِيمْ وهات وَرَدَّ وَافَقَتْ ..
وَهُوبْ ... أَقْلَعَتْ الطَّائِرَةُ بِمَرْجَانِ لِبِلادِ الْعجائبِ.
نَزَلَ مَرْجَانْ باراضي (( امريكا )) وَمُبَاشَرَةً تَسَلمَ عَمَلَهُ الْجَدِيدَ ..
كَانَ كَثِيرْ مُتَحَمِّس لانه حاطط بدماغو بَرْنامَجَ خاص يُحَاوِلُ قَدْرُ الامكان التَّوْفِيقَ بَيْنَ عَمَلِهُ وَتَبْلِيغَ رِسَالَتَهُ السَّامِيَةَ الَّتِي طَالَمَا حَلِمَ بِهَا وَقَرَّرَ تَكَوُّنُ الْبداِيَّةِ مِنْ هُنَا .
اول شِي اِبْهَرْ زملائه ومدرائه فِي الْعَمَلِ بِجديَتِهْ واخلاصه وَاِلْتِزَامهْ بِتعاليمِ دِينِه .
وَمِنْ ثَمَّ فَكَرَّ فِي تَبْلِيغِ رِسَالَتِه السَّامِيَةَ وَكَانَتْ اول مَحَطَّةَ تأسيس جَمْعِيَّةَ تَهْتَمُّ بالامر .
صَدِيقُنَا مَرْجَانْ تَجَاوَزَ كُلَّ الْعَقَبَاتِ وَالْمَشَاكِلِ الَّتِي اِعْتَرَضَتْ طَرِيقَهُ وَلَا يَخْفَى عَلَيكُمْ مَا تَعَرُّضُ لَهُ .
قَاوَمَ وَقَاوَمَ وَلَمْ يَسْتَسْلِمُ ابدا رَغْمَ اليأس الَّذِي كُلَّ فَيْنَةَ واخرى يَنْتَابُهُ .
وَكَانَ الْجَزَاءَ ان نَجَحَ فِي مُهِمَّتِه وَاِهْتَدَى كَثِيرُ مِنْ الشَّبَابِ عَلَى يَدِيِه مِنْ خِلَالَ مُحَاضِرَاتِهْ الْقِيمَةَ وَحُسْن تَعَامُلِهُ واخلاقه وَهِي دِي الاساس بِتَبْلِيغِ الدَّعْوَةِ .
في حين أَجْزمَ اغلب سكان مَدينَته يَوْمَ سَفره بضَيَاعه.
فَضل مَرْجَانِ يُقَدِمُ مَا لَدَيه مِنْ خَدَمَاتٍ وَلَمْ يَبْخَلُ بِشَيْءِ ابدا وَلَمْ يَدْر حَتَّى اِنْتَهَتْ مُدَّةُ الْبَعْثَةِ (( سَنَّتَيْنِ )).
خلاصُ فَرَحِ بَانِهُ اخيرا سَيَعُودُ لِبَلَدهْ واهله بَعْدَ النّجاحِ الَّذِي حَقَقَهُ.
لَكُنَّ الْجَالِيَةَ الاسلامية رَفَضَتْ سفَرُهُ بِشَدَّةِ وَمَنْحَتَهُ رئاسة الْجَمْعِيَّةَ وَعَمَلَ قَارِّ حَتَّى يَسْتَطِيعَ اكمال مَا اُنْجَزْهُ .
وَافَقَ اخيرا عَلَى طَلَبِهُمْ وَاِسْتَمَرَّ فِي عَمَلِهُ وَقَامَ بِجَلْبِ اهله للاقامة مَعَه .
وبالنهايةْ: هَذَا نموذَج لِشَبَابِنَا الْمُسَلمَ الَّذِي لَمْ يُتَمَكَّنْ الْغَرْبُ مِنْ زَعْزَعَةِ قِيَمِهُ الاسلامية رَغْمَ كُلَّ الاغراءات .
بِالتَّوْفِيقِ.