تزخر ملاعب كرة القدم الأوروبية بالعديد من الأسماء التي تحمل صبغة عربية سواء للاعبين الذين ينتقلون من الدول العربية للإحتراف في أوروبا أم أولئك الذين تنتقل عائلاتهم إلى القارة العجوز بحثاً عن لقمة العيش ليكبروا بعد ذلك وليضعوا بصمتهم في الملاعب الكروية الأبرز.
ومن بين اللاعبين الذين بدأوا مسيرتهم الكروية بالقارة العجوز لاعب الوسط الكرواتي أنس الشربيني الذي انتقل والده جمال إلى كرواتيا في ثمانينات القرن الماضي للدراسة قبل أن يلتقي شابة كرواتية تزوجها لينجبا بعد ذلك أحمد وشقيقه الأصغر أنس الذين تألقا معاً في صفوف ريجيكا وهايدوك سبليت.
وبينما تنقّل الشقيق الأكبر أحمد بين العديد من الأندية بما في ذلك نادي الوحدة الإماراتي، كانت مسيرة شقيقه أنس أكثر استقراراً حيث لعب لناديين فقط قبل أن ينضم في يوليو/تموز الماضي إلى صفوف نادي الإتحاد السعودي ليكون اللاعب الآسيوي بالفريق الذي فاز بلقب دوري أبطال آسيا مرتين متتاليتين.
العودة إلى الجذور
على الرغم من جنسيته الكرواتية التي حصل عليها بعد ولادته في ريجيكا، إلا أن انضمام الشربيني إلى صفوف الإتحاد شكّل دفعة معنوية للفريق الذي ينافس على لقب دوري أبطال آسيا 2012 ووصل إلى نصف نهائي البطولة حيث تم تسجيله كلاعب آسيوي نظراً لأنه يحمل الجنسية الفلسطينية عبر والده.
وامتدح الشربيني، الذي يبلغ طوله 1.81 متر، نادي الإتحاد بعد توقيعه لعقد الإنتقال إلى النمور حيث قال “الإتحاد يتمتع بسمعة عريقة ليس فقط في الدوري السعودي بل بالمنطقة العربية والآسيوية. اخترت الرحيل عن الدوري الكرواتي لأن الدوري السعودي يتفوق عليه ونادي الإتحاد يلعب بدوري أبطال آسيا.”
وأضاف “لقد تابعت الدوري السعودي عبر التلفاز وكنت دائماً ما أفكّر بالإنتقال يوماً ما إلى أحد الدوريات العربية القوية، وبما أن الإتحاد عريق على مستوى آسيا فلقد قررت أن أخوض هذه التجربة معه.”
ولا شكّ بأن اللاعب الذي سبق وأن شارك في بطولة الدوري الأوروبي UEFA وتم اختياره أفضل لاعب بالدوري الكرواتي الموسم الماضي من قبل صحيفة سبورتسكي نوفوستي المتخصصة، يملك في جعبته الكثير من الخبرة ليقدّمها إلى الإتحاد بمشواره المحلي والآسيوي.
وقد أثبت اللاعب ذو الخامسة والعشرين من العمر تأقلمه سريعاً مع عملاق مدينة جدة حيث شارك معه حتى الآن بخمس مباريات بالدوري السعودي وقّدم مستوى جيد حيث صنع هدف التقدم لفريقه أمام التعاون بالجولة التاسعة من الدوري.
كما لعب الشربيني دوراً مهماً في دوري أبطال آسيا بعدما دخل كبديل في ذهاب ربع النهائي أمام جوانجزهو إيفرجراندي الصيني عندما كان الإتحاد متخلفاً بنتيجة 2-1 ليساهم في قلب النتيجة لمصلحة فريقه قبل أن يشارك كأساسي في مباراة الإياب التي أقيمت في الصين.
تضحية كبيرة
بعد تألق الشربيني مع هايدوك سبليت العام الماضي، انهالت العروض على اللاعب الشاب من العديد من الأندية ولكنه قرّر التضحية باللعب في أوروبا من أجل الإنضمام إلى نادي الإتحاد الذي ينافس بقوة بدوري أبطال آسيا حيث سيواجه غريمه نادي الأهلي بذهاب المربع الذهبي يوم الإثنين ويحدوه أمل كبير بالفوز بلقب البطولة للمرة الثالثة والمشاركة في كأس العالم للأندية اليابان 2012 FIFA التي ستقام شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وكشف الشربيني عن هذا الأمر قائلاً “أشكر الإتحاد على الجهود التي بذلها للتعاقد معي. الوضع المادي وشروط التعاقد ليست هي الأساس بالنسبة لي حيث رفضت عروضاً أوروبية ذات قيمة مادية أعلى من قيمة العرض المقدّم من الإتحاد الذي لدي ثقة كبيرة به.”
وأضاف “أعلم ما ينتظرني، وأعتقد أن هذه هي مهمة جديدة بالنسبة لي. اضطررت للتخلي عن جزء من قيمة عقدي مع نادي هايدوك سبليت من أجل الإنضمام إلى الإتحاد. سألعب بدوري أبطال آسيا وهذا الأمر سيجعلني في تحد كبير مع نفسي لإثبات قدراتي الفنية.”
وبينما أثبت الشربيني قدراته حتى الآن، إلا أن مباراة الإثنين ستحمل أهمية كبيرة للشربيني خصوصاً وأنها أولى مباريات ديربي جدة التي سيخوضها وهو يأمل بأن يساهم بمواصلة الإتحاد لمشواره الناجح في أكبر مسابقة كروية للأندية في القارة الصفراء.
** نقلاً عن تقرير نشره موقع الفيفا **