نجح فريق برشلونة في تحقيق فوز ثمين في الدقيقة الأخيرة على ضيفه سيلتك الاسكتلندي بنتيجة 2-1 في المباراة التي جمعتهما على ملعب كامب نو ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا مساء الثلاثاء.
ورفع برشلونة رصيده إلى 9 نقاط ليغرد وحيدا في صدارة المجموعة السابعة بينما تجمد رصيد سيلتك عند 4 نقاط ليظل في المركز الثاني مستفيدا من خسارة بنفيكا البرتغالي أمام سبارتاك موسكو في وقت سابق اليوم.
وأبقى البارسا على آمال بنفيكا البرتغالي الذي تراجع إلى المركز الأخير في المجموعة برصيد نقطة وحيدة بعد سبارتاك الذي يحتل المركز الثالث برصيد 3 نقاط.
تقدم سيلتك أولا برأس اليوناني بيت ساماراس في الدقيقة 18 قبل أن يعادل انييستا في الدقيقة 44، وأحرز جوردي البا هدف الفوز للبارسا في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع في الشوط الثاني.
سيطر "البلوجرانا" على مجريات اللقاء تماما، واستحوذ على الكرة بشكل كبير على مدار شوطي المباراة بنسبة متوسطها 71 % بينما فشل سيلتك في مجاراة صاحب الضيافة، وتكتل في منتصف ملعبه واكتفى بخوض هجمات مرتدة والاعتماد على الكرات العرضية التي شكلت خطورة كبيرة على الدفاع الكتالوني.
استمرت معاناة برشلونة في خط الدفاع بسبب غياب الثنائي الفريق كارليس بويول وجيرار بيكي بسبب الإصابة، بينما غاب سيرجيو بوسكيتش للإيقاف، ودفع المدرب تيتو فيلانوفا باللاعب الأرجنيتي خافيير ماسكيرانو في قلب الدفاع بجانب اللاعب الشاب بارترا. ورغم تألق سيسك فابريجاس في مباراة الفريق الأخيرة بالليجا أمام ديبورتيفو لكنه جلس على مقاعد البدلاء وشارك الثلاثي تشافي وانييستا وسونج في وسط الملعب.
شن فريق برشلونة هجوما مكثفا على سيلتك منذ الدقائق الأولى في المباراة مستغلا تراجع الفريق الضيف إلى وسط ملعبه، وقام الفريق الكتالوني بتنويع هجماته ما بين الاختراق من الأجناب عن طريق الثنائي جوردي البا وادريانو كوريا.
سنحت للبارسا العديد من الفرص لهز الشباك الاسكتلندية في الربع ساعة الأولى من المباراة، وقدم انييستا أداء جيدا وزود ميسي واليكسيس سانشيز بالعديد من الكرات، وكاد الأخير أن يتقدم للفريق الكتالوني بعدما انفرد بالحارس فورستر لكنه سدد بعيدا عن المرمى.
رضي سيلتك بتراجعه الكامل، وحاول الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة أملا في استغلال ضعف التمركز لقلبي الدفاع ماسيكرانو و بارترا، ونجح سيلتك في مفاجأة الجميع وكان صاحب السبق في هز الشباك مستغلا كرة عرضية حولها اليوناني بيت ساماراس - لاعب مانشستر سيتي سابقا – برأسه قبل أن تصطدم الكرة بماسيكرانو الذي حاول إبعادها عن المرمى لكنه فشل لتسكن شباك الحارس فالديز بعد مرور 18 دقيقة من بداية المباراة.
استمر برشلونة في هجومه، وازدادت دوافعه لهز شباك منافسه خاصة بعد التأخر بهد مفاجئ جاء على عكس سير المباراة. تبادل الثنائي بيدور وسانشيز المراكز في الجناحين الأيمن والأيسر، وحاول ميسي الهروب من الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه لاعبو الفريق الضيف. كاد الفريق الكتالوني أن يدرك التعادل في الدقيقة 22 بعدما نفذ ميسي ركلة حرة مباشرة مرت أعلى مرمى سيلتك بسنتيمترات.
لم ييأس لاعبو البارسا كعادتهم، وقاتلوا لإحراز التعادل قبل نهاية الشوط الأول، لكن التمركز الدفاعي الجيد للاعبي سيلتك صعب من مهمتهم خاصة في ظل تراجع الفريق الاسكتلندي الشديد وحرص لاعبيه على عدم ترك مساحات أو منح لاعبي البارسا فرصة للتمرير بحرية.
تلقى سيلتك ضربة موجعة عندما أصيب مهاجمه ساماراس بالتواء شديد في الكاحل بعدما سقط في إحدى الكرات المشتركة ليجد نيل لينون مدرب الفريق نفسه مضطرا لإخراجه من الملعب وإشراك اللاعب فورست بدلا منه.
ومع تبقي دقيقة واحدة على انتهاء الوقت الأصلي للشوط الأول، توغل ميسي في قلب الدفاع الاسكتلندي ومرر إلى انييستا الذي تبادل الكرة مع تشافي لتعود إليه قبل أن يسدد بهدوء في شباك الفريق الضيف محرزا هدف التعادل.
لم يتغير الحال في الشوط الثاني، وواصل البارسا هيمنته الهجومية، واستمر سيلتك في اعتماده على هجماته المرتدة التي اتسمت بخطورة أكبر عما كانت عليه في الشوط الثاني. لم تتوقف محاولات البارسا لإحراز هدف ثاني لكنها اصطدمت بتألق الحارس فورستر الذي تصدى ببراعة لرأسية من ميسي كادت أن تعلن عن الهدف الثاني.
ازدادت ثقة لاعبي سيلتك بمرور الوقت في ظل عجز الفريق الكتالوني عن خلخلة دفاع الفريق الضيف، وفشل سيلتك في إكمال هجماته المرتدة التي تميزت بخطورتها بسبب عدم المساندة الهجومية الكافية.
شعر فيلانوفا بالخطر، وقرر الدفع بالثنائي تيو وديفيد فيا بدلا من بيدرو وسانشيز في الدقائق 76 و 80 على التوالي أملا في إحراز هدف الفوز بعد تغيير الأجنحة.
أحدثت مشاركة تيو وفيا نشاطا في الهجوم الكتالوني، وعاند الحظ لاعبو البارسا بعدما تصدى القائك الأيمن للحارس فورستر لتسديدة قوية من الدولي الأسباني فيا لتمر الكرة بسلام إلى خارج في الملعب في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة. وكعادته لم ييأس البارسا أبدا ونجح في اقتناص هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع بعدما حول جوردي البا عرضية ادريانو كوريا إلى مرمى الفريق الضيف.