أقام الله تبارك وتعالى الخلق بين الأمر والنهى والعطاء والمنع فافترق الخلق فرقتين: ففرقة قابلت أمره بالترك ونهيه بالارتكابُ وعطاءه بالغفلة عن الشكر ومنعَه بالسخط وهؤلاء أعداؤه، وفيهم من العداوة بحسب ما فيهم من ذلك.
وقسم قالوا إنما نحن عبيدك فإن أمرتنا سارعنا إلى الإجابة وإن نهيتنا أمسكنا نفوسنا وكففناها عما نهيتنا عنه، وإن أعطيتنا حمدناك وشكرناك وإن منعتنا تضرعنا إليك وذكرناك، فليس بين هؤلاء وبين الجنة إلا ستر الحياة الدنيا، فإذا مزقه عليهم الموت صاروا إلى النعيم المقيم وقرة الأعين.
كما أن أولئك ليس بينهم وبين النار إلا ستر الحياة فإذا مزقه عليهم الموت صاروا إلى الحسرة والألم. فمن أي الفريقين أنت؟
اختر لنفسك..