الأهلي والاتحاد .. يقتسمان تركة الهلال</b>
يبدو أن الجارين الأهلي والاتحاد، قد تقاسما تركة الهلال على مستوى اللاعبين، فبعد انتقال عيسى المحياني للأهلي وضم الاتحاد شافي الدوسري وأحمد الفريدي، أعلنت إدارة النادي الأهلي رسميًا أمس الجمعة عن تعاقدها مع لاعب الهلال الأسبق ونادي أندرلخت البلجيكي الدولي أسامة هوساوي للانضمام للفريق الكروي الأول لثلاث سنوات ونصف دون الكشف عن التفاصيل المالية.
ووصف رئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد ضم هوساوي بإضافة فنية مميزة لما عرف عنه من إمكانيات عالية وأخلاقيات وانضباط، علاوةً على نضج اللاعب وخبراته، وقال الأمير فهد بن خالد :" انضمام أسامة هوساوي للأهلي هو تعزيز لإمكانيات الفريق الكروي الأول واستقراره، وامتداد لاستقطابات محددة حسب رؤية فنية لدعم الفريق".
وسيكون اللاعب في خارطة الفريق الأهلاوي بعد دخول فترة الانتقالات الشتوية في يناير المقبل حسب أنظمة الاحتراف، قاطعا بذلك الطريق على جاره الاتحاد الذي سعى في الفترة الماضية لضم اللاعب قبل أن يحسم الأهلاويون الأمر لصالحهم.
وقال الرئيس الأهلاوي : "خاطبنا إدارة نادي أندرلخت البلجيكي من أجل السماح للمدافع أسامة هوساوي لبدء التدريبات مع اللاعبين خلال الأيام المقبلة، مشدداً على أنهم مازالوا ينتظرون الرد، وإذا جاء الرد بالرفض فإنهم كأهلاويين سينتظرون حتى يوم الثالث من يناير المقبل لتكون مشاركة هوساوي نظامية خلال فترة الانتقالات الشتوية".
وتشير المصادر أن مجمل مبلغ انتقال اللاعب للأهلي بلغت قرابة 36 مليوناً تقريباً، يدفع منها16مليوناً مقدماً مابين مقدم عقد أسامة ولنادي البلجيكي .
البداية من الوحدة
وأسامة هوساوي من مواليد 31 مارس 1984 وعمره 28 سنة، تدرج اللاعب في الفئات السنية بنادي الوحدة حتى وصل للفريق الأول، قبل أن يشارك مع المنتخب الأول في كأس الخليج ثم كأس آسيا 2007 م، وانتقل من نادي الوحدة إلى نادي الهلال عام 2008 واستمر معه حتى 2012م، ثم انتقل من نادي الهلال إلى نادي أندرلخت البلجيكي لخوض الاحتراف الخارجي بعد نهاية الموسم الماضي، وسبق له المشاركة مع المنتخبات السعودية وصولاً للمنتخب الأول في العديد من المناسبات القارية والعربية والخليجية والعالمية، كما ارتدى شارة القيادة في المنتخب الأول في السنوات الماضية، وحاز جوائز الأفضلية كأفضل لاعب وأفضل مدافع.
منافسة شرسة
منذ رحيل هوساوي للاحتراف الخارجي، شك البعض أنه مجرد (كوبري) للانتقال لأحد الأندية الأخرى غير الهلال، وفي الآونة الأخيرة تم ربط هوساوي بأندية الأهلي والاتحاد وأيضا فريقه السابق الهلال. وكان هوساوي الذي قدم للهلال بعد منافسة شرسة من قبل الاتحاد لقي صدى واسعاً لدى الجماهير في موضوع تجديد عقده، خصوصاً أن اللاعب يطمع في خوض تجربة احترافية. وحقق هوساوي حلمه فعلا وانتقل نهاية الموسم الماضي لنادي أندرلخت البلجيكي بعقد لمدة موسمين، ولكن لازال لم يجد مستواه الرضا في الشارع البلجيكي الذي شن عليه هجوما لاذعا منذ انتقاله، ووردت أخبار في الفترة القليلة الماضية أن رحلة هوساوي الاحترافية شارفت على الانتهاء.
بداية القضية
أوقع قائد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال (السابق) أسامة هوساوي إدارة ناديه في موقف صعب أمام الجماهير، عندما أبدى رغبته الصريحة في خوض تجربة احترافية بالخارج، وأكد اللاعب غير مرة أنه يطمح كثيرا في الاحتراف الخارجي، مشيرا إلى وجود عرض من قبل نادي كان الفرنسي، بيد أن تفاصيل ذلك العقد لم تتضح الرؤية حيالها، وإن كانت الأنباء تشير إلى أن العرض يتضمن تجربة للاعب قرابة الستة أشهر قبل توقيع العقد، الأمر الذي احترمته إدارة الهلال مقدرة رغبته في الانتقال الخارجي، وعقد رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد اجتماعاً باللاعب خلال يناير الماضي، قدم من خلاله عرضاً يبلغ قرابة الـ 30 مليوناً هو الأعلى من نوعه للاعب سعودي مدافع، بيد أن هوساوي لم يحسم الملف وتركه معلقاً حتى نهاية الموسم الماضي.
التضحية للحلم
في نهاية المطاف ضحى هوساوي بالعرض الكبير المقدم له من إدارة الهلال لأجل حلمه بالاحتراف الخارجي، وكان العرض الهلالي المقدم يبلغ 6 ملايين ريال في كل موسم، وبعقد يمتد لخمسة مواسم بخلاف المميزات الأخرى كالسكن والسيارة. وقبل انتهاء الموسم الماضي وتحديدا في شهر أبريل الماضي، فاجأ هوساوي الجميع وأعلن رسميا انتقاله لنادي أندرلخت البلجيكي بعقد يمتد لموسمين بدءا من هذا الموسم.
حلم مبكر
وخلال المؤتمر الصحفي الذي أقامه هوساوي في يناير الماضي لوضع النقاط على الحروف بشأن احترافه الخارجي، أوضح أن الاحتراف الخارجي حلم كان يراوده منذ فترة طويلة، مستشهدا برئيس الاتحاد السابق جمال أبوعمارة حين كان يفاوضه للانتقال للاتحاد، إضافة لنائب رئيس الهلال السابق عبد الرحمن النمر، حيث بين لهما هوساوي في وقت سابق رغبته بالاحتراف الخارجي، وإنه سيوقع للهلال لمدة موسم واحد فقط، بيد أنه ضحى بالاحتراف الخارجي واستمر مع الهلال لثلاثة مواسم.
هجوم بلجيكي
شنت الصحف البلجيكية هجوما لاذعا على أسامة هوساوي المنتقل إلى صفوف فريق أندرلخت البلجيكي، وذلك بعد المستويات المتواضعة الذي قدمها خلال مشاركته مع فريقه البلجيكي. حيث نشرت إحدى الصحف البلجيكية تقريرا تساءلت فيه عن الهدف من صفقة اللاعب أسامة هوساوي.. ووصفتها بأنها تسويقية أكثر منها حاجة فنية للفريق، وشبهت صحيفة أخرى مستوى هوساوي بأحد المدافعين الذين تعاقد معهم النادي البلجيكي ولم يقدم أي مستوى يذكر.. ليرحل بعد أربع مباريات فقط لعبها الفريق. وذكر البعض الآخر أن الجانب التسويقي للكرة البلجيكية في الشرق الأوسط يمر بمرحلة جيدة، نظرا لوجود البلجيكي ميشيل برودوم للعمل كمدير فني لفريق الشباب السعودي.
نهاية الرحلة
رحلة المدافع الدولي السعودي أسامة هوساوي الاحترافية بالخارج مع فريق أندرلخت البلجيكي انتهت بإعلان إدارة النادي ممثلة بالرئيس فان هولسبيك بدء البحث فعليا عن عروض لانتقال اللاعب وتسويقه، وأكد الموقع أن مستقبل هوساوي لن يكون في النادي البلجيكي.
انتقال صعب
وبالعودة لتاريخ هوساوي مع الهلال وعملية انتقاله إليه التي شهدت فصولاً عديدة قبل أن يصبح لاعبا هلاليا، وذلك تحديدا في أواخر موسم 2008 حين وقع اللاعب عقداً مع نادي الاتحاد في مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجدة، بيد أن المفاوض تفاجأ بأن إدارة ناديه الوحدة كانت وضعت اسم اللاعب على قائمة الانتقال، حيث لايمكن التوقيع معه دون الرجوع لناديه، اضطرت حينها لجنة الاحتراف إلى حسم انتقال اللاعب عن طريق المظاريف، وقد تكفل حينها عضو شرف الهلال الأمير عبد الله بن مساعد بصفقة اللاعب وحسمها عن طريق المظاريف، بيد أن اللاعب لم يمثل الفريق الهلالي سوى في الموسم الذي يليه 2009، رغم أنه شارك الهلال في مواجهة مانشستر يوناتيد الإنجليزي في اعتزال اللاعب سامي الجابر.
اختصار الزمن
سجل هوساوي منذ قدومه للفريق الهلالي حضورا لافتاً، وأصبح المدافع الأول في الملاعب السعودية في فترة وجيزة اختصر الزمن فيها، واستطاع فرض نفسه على الخارطة الهلالية والتأقلم سريعاً مع الفريق وتقديم مستويات مميزة أهلته ليكون أحد أهم أعمدة الفريق الهلالي. وتمكن من ملء الفراغ الذي أحدثه رحيل مدافع الفريق السابق البرازيلي تفاريس بالمساهمة في تحقيق 5 بطولات مع فريقه وهي (كأس ولي العهد 3 مرات، ودوري زين للمحترفين مرتين)، ونظير المستويات المميزة التي كان يقدمها اللاعب أصبح قائدا للفريق في فترة وجيزة، وتحديدا في الموسم الثاني له مع الفريق في حال تغيب قائد الفريق السابق محمد الدعيع، وأصبح هوساوي رقماً مهماً لدى الجماهير وامتلك شعبية كبيرة، كما أن مدرب الفريق السابق البلجيكي إيريك جيرتس صرح في أكثر من مناسبة أن هوساوي مؤهل للاحتراف الخارجي.
نقطة تحول
ولكن سرعان ما شاب الفتور أداء هوساوي وتحديدا في موسمه الثاني مع الفريق الهلالي، حيث ازدادت أخطاؤه بشكل كبير، وكلف فريقه العديد من اللقاءات، ولعل أبرز تلك الأخطاء أمام ذوب آهن الإيراني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2010 عندما أبعد الكرة بشكل خاطئ، ولم تتوقف أخطاء هوساوي عند ذلك الحد، فلم يكد يتجاوز اللاعب الثلاثة لقاءات حتى يقوم بخطأ فادح أضر بفريقه، مما دعا بعض الجماهير إلى المطالبة بإبقائه على دكة الاحتياط لمراجعة حساباته، خصوصا في ظل ارتفاع مستوى ماجد المرشدي. وعزا البعض انخفاض مستوى المدافع أسامة هوساوي لاختلاف الظروف عما كانت عليه في بداية قدومه للهلال، خصوصا أن البعض نسب المستويات المتميزة بأنها كانت بسبب وجود حاجز قوي أمام اللاعب وتحديدا باللاعب الروماني رادوي وخلفهما الحارس محمد الدعيع.
تاريخه الدولي
دولياً لم يسبق لهوساوي تحقيق أي إنجاز مع المنتخب السعودي منذ مشاركته مع الأخضر في كأس الخليج عام 2007، وشارك هوساوي في كل من كأس آسيا 2007 ودورة الألعاب العربية في مصر وكأس الخليج 2009 وتصفيات كأس العالم 2010 وكأس آسيا2011 دون أن يحقق أي إنجاز، وفشل بالصعود مع المنتخب السعودي لكأس العالم 2014 بعد خروج الأخضر مبكرا من التصفيات المؤهلة للكأس العالمية.