"طمني وإلا ارجع"
فهد الروقي
لست ممن سيضفي طابع الاحتقان على مواجهة اليوم من خلال طرح مبالغ فيه بعبارات "كسر عظم أو دق خشم" أو ما شابهها من العبارات الرنانة التي لا تتناسب مع واقع الحال مباريات الهلال والأهلي عادة ما تكون راقية على الصعيدين الفني والأخلاقي بعد أن تخلّص الراقي مع الأسماء صاحبت السلوك العدواني الانفعالي ومع أن لقاءاتهما كانت تميل لصالح الهلال بدرجة كبيرة لدرجة أن البعض وضع مبدأ "العقدة" وأنها تلازم الأهلي دوماً حين يلتقي مع الزعيم مستندين على حالة الفوز شبه الدائمة خصوصاً في المباريات الحاسمة أو المصيرية وهذه حال ساحتنا تبحث لكل شيء سبباً حتى وإن كانت الأمور طبيعية.
إنني أثق تماماً بأن الساحة ستستحضر انتقال "أبو كلبشة" إلى الأهلي حتى وإن كان انتقاله من الفريق البلجيكي وليس من الهلال وإن كان في السنوات الماضية ركيزة أساسية من ركائز الفريق الأزرق لكن الهلال في تاريخه لم يتوقف على أحد وقد رحل من رحل وذهب من ذهب وبقي الهلال القاسم المشترك في البطولات يعرف طريق الصعود للمنصات ولا يرضى إلا بالذهب ولا شيء سواه.
هذا المساء هو لقاء بين زرع الطمأنينة في قلوب الأنصار وأنه متمسك بالصدارة ومزيح عنها أحد أقوى منافسيه إلى حين الوصول لمنطقة التحوّل الشتوية والتي تستلزم تغيير عتبة الباب الأجنبية بإحضار لاعب أو لاعبين "سوبر" من عينة "ميشيل باستوس" وإن ما حدث عبارة عن منهجية صارمة سيكون لها وقع مؤثر في البداية لكنها ستثمر في النهاية رطباً جنياً.. وفي المقابل ستكون بوابة العودة للمنافسة لفريق القلعة الخضراء، فالخسارة سترمي به خارج المنافسة ومن غير الممكن أن يظل فريق في المنافسة على لقب الدوري إذا تلقى ثلاث خسائر متتالية، اثنتان منها من فرق متوسطة، بل وخارج دائرة الترشيحات الفعلية وحتى القولية
وبين الرغبة في بعث الطمأنينة والمشي خطوة مهمة نحو تحقيق اللقب وبين الإصرار الكبير على تجاوز أزمة الخسارتين الأخيرتين والعودة لجادة الصواب أتوقع أن نشاهد مباراة مميزة.
الهاء الرابعة
مالي وللأيّامِ شتَّت خطْبهَا
شَملي وَخَلاَّني بلا خِلاَّنِي
مَا للمَنازِلِ أَصبَحَت لا أَهلُهَا
أَهلي ولا جيرَانُها جيرَانِي